طبعاً الزميل العقل الجميل أشار للعديد من النقاط التي تكشف بدرجة كبيرة -واعذرني في هذه الكلمة لأني لا أقصد بها أي إساءة- "وعياً منقوصاً", ليس بالأيديولوجية الماركسية وبالتكتيكات التي يعمل بها اليسار اليوم فقط, لكن أيضاً بطيعة العلاقة بين الإمبريالية الأمريكية وممارساتها في المنطقة وبين وجود النظام المصري بهمجيته التي نعرفها.

كما يطالبني بأن أتخلى عن أيديولوجيتي الماركسية -قليلاً- لنستطيع "الكلام" سوياً!!


زميلي العزيز..
أولاً اسمي روزا لوكسمبرج ولا أحب أن تناديني بأي إسم آخر لأن هذا تهكم غير مقبول. ثانياً هناك فرق كبير بين مايسمى تكتيك الجبهة المتحدة الذي يعمل اليسار الثوري من خلاله اليوم وبين التحالف بين أكثر من قوة سياسية مختلفة, تكتيك الجبهة المتحدة هو أن يعمل أكثر من تيار في حملات يتفق الجميع على الحد الأدنى من مطالبها وأدوات تحركها مع إحتفاظ كل تيار بالحق الكامل في التعبير عن نفسه والدفاع عن أفكاره ببياناته الخاصة وشعاراته التي تعبر عن أيديولوجيته, وهو الأمر الذي أراه تطوراً ملحوظاً يحسب لذلك التيار الذي عمل منذ بداية سنة 2000 وحتى الأن من أجيل توسيع دائرة الحركة ومحاولة إكسابها طابع جماهيري لا يستثني أي من القوى السياسية الأخرى.

بهذا المنطق, فأنا لا أجد أي مشكلة في التعبير عن رأيي كما هو بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا حول هذه الأفكار, المهم هو الإتفاق الأساسي برفض فكرة التوريث والتجديد والمطالبة بالإصلاحات الدستورية ووقف العمل بقانون الطوارئ وإنتخاب رئيس الجمهورية من أكثر من مرشح, كما ترى, كل الفصائل التي نعمل معها والمشاركة في "الحملة الشعبية من أجل التغيير" أو "كفاية" بما فيهم الإخوان المسلمين متفقين على هذه المطالب, وكل المظاهرات السابقة كانوا الجميع مشاركين فيها بمن فيهم الليبراليين بتنوعاتهم. وعليك أن لا تنسى في غمرة إندفاعك لرفض "كلام" الشيوعيين أنهم هم الذين نظموا هذه الحملات وهم الذين دعوا لها وعملوا من أجلها وأعتقد أننا نجحنا بدرجة معقولة والدليل هو وجود هذه الحملة التي نناقشها وأنقل لكم أخبارها في نادي الفكر.

أكره أن يتحول الموضوع لمناقشة الأيديولوجية الماركسية -التي أراك متحفز بشدة ضده, وهو أمر طبيعي لأن الإنسان عدو ما يجهله- بينما ننسى الهم الأساسي وهو النظام المصري الذي يجثم على صدورنا والذي أعتبر أن ممارساته القمعية وتهميشه لمعارضيه هو من أهم العوامل التي أدت لعزلة التيارات السياسية المختلفة بما فيهم "الشيوعيين" وبالتالي عصبويتها وتحفزها الدائم ضد الإخرين. وهنا يشكل الظرف الموضوعي عائقاً رهيباً أمام تطورها كنتيجة لإستحالة إختبار أفكارها في الواقع, أي بين الجماهير.


أختلف معك في كل ما جاء في ردودك المختلفة حول اليسار بشكل عام, وأختلف معك أيضاً في فصلك "المتعسف" مابين ماهو محلي وإقليمي وعالمي, وهذا موضوع آخر ربما تساهم المقالات التي سأقوم بنشرها في توضيح رؤية اليسار الثوري حوله.

ما أطلبه منك الأن هو أن تتوقف عن مطالبتي بتغيير أفكاري وبالتالي مفرداتي -التي تسميها شعارات قديمة- لأننا إذا إتفقنا سوياً على المبادئ والمطالب الأساسية التي تعمل من أجلها الحملة الشعبية فلن نحتاج للغوص في إختلافاتنا ولكن فيما نتفق عليه وهو كافي جداً في هذه المرحلة الصعبة.


لي عودة..



تحية ثورية للنبي الأعزل :)..

(f)