[CENTER]أشباح "سبتمبر مبارك"[/CENTER]


تحرك "أيمن" لجمع أصوات ترشيحه.. فتحركت آلة التلفيق.

تتابعت مؤشرات "خريف غضب مبارك".. قد يبدو الأمر وكأننا مقدمون على "سبتمبر جديد".. لكن المؤكد أن أوراق اللعبة إختلفت تماماً.. داخلياً و خارجياً، والأهم أن النظام ليس بـ"حرفنة "السادات .. ففشله في "تلفيق" قضية "أيمن نور"، دليل حاسم على أن السوس نخره..هو وأليات إستبداده.

المؤشرات سبقت "تحذير" شخصيات فاعلة بالنظام لنشطاء إصلاحيين بمختلف فصائلهم.. وبوسائل متنوعة، من قرب نفاذ صبر الرئيس، على ما وصفوه بـ"الإختراقات المتوالية للأسقف السياسية.. و للإستقرار"، والتي طالته شخصياً.

من المؤشرات، تغيير إدارة تحرير "المصري اليوم" التي شاركت "العربي" في رفع سقف التعبير عن مطالبات الإصلاح.. و في إنتقاد التمديد و التوريث . وإقتحام مكتب أمين عام حزب العمل مجدي أحمد حسين قبل شهرين، كرسالة لوقف هجومه على رأس النظام و وقف حملة توقيعات بدأها منذ أكثر من عام تدعو لتنحية مبارك.

وقبلها.. جريمة الإعتداء على الزميل عبدالحليم قنديل المتحدث بإسم "كفاية"..لـ"تطاوله على الكبار". و بعدها رسائل شفوية واضحة و "حاسمة" لقيادات أحزاب معارضة لـ"ضبط إيقاع" جرائدها.. و"تهذيب" إنتقادها لـ"الكبار"، والتعبيرعن غضب الرئيس مما يُكتب فيها.

من المؤشرات، سفر سعدالدين إبراهيم المُفاجئ.. ولخمسة أشهر قادمة، بناءً على نصيحة أمريكية لم ترد له

خوض تجربة الإعتقال ثانية.. و ليكون بعيداً عن "سبمتبر جديد" مُتوقع في مصر.

من المؤشرات إعتقالات الإسبوع قبل الماضي في العريش.. وفي معرض الكتاب.. و مُصادرة الكتاب غير الدوري "طريق الإشتراكيين إلى التغيير"، لمجرد أن صورة غلافه عليها "كوتشينة" بها وجهي مبارك و نجله.

من المؤشرات التهديد الصريح من مبارك لد.محمد السيد السعيد:" ح أعلمك دستور..تحطه في.. جيبك". ورفضه مصافحته عقب إنتهاء لقائه بالمثقفين، غضباً من إصرار د. السعيد-عضو حركة"كفاية"- على فتح ملف تعديل الدستور للنقاش في اللقاء، و تمسكه بضرورة التعديل الفوري له للخروج بمصر من أزمتها، وضرورة إنتخاب الرئيس من بين أكثر من مرشح.. وتقليص صلاحياته. و قوله مباشرة لمبارك: أنت المسؤول عن التعذيب وعن تردي حال البلد إقتصادياً..إلخ.

مبارك لم يخف إمتعاضه من مناقشة قضايا الإصلاح بهذا الوضوح، وبعد أيام.. ومع نشر جدول أنشطة معرض القاهرة للكتاب، وبه إسم د.السعيد كمشارك في عدد منها، فوجئ الباحث المعروف بإحد موظفي المعرض يبلغه الغاء مشاركاته فيه، وكان واضحاً حسب تصريحات د. السعيد ان مناقشة لقاء المثقفين وراء القرار"السيادي" بإلغاء مشاركته في المعرض.


أكثر المؤشرات حدة.. "التلفيق" الساذج لقضية أيمن نور.. و إعتقاله هو ومدير مكتبه "أيمن بركات".. و وضع "مرسي الشيخ" نائب رئيس "الغد" على قوائم الترقب..لوجوده في الإمارات. ونحن مع بيان صفوت الشريف في إنه لا دخل للحوار مع أحزاب المعارضة بـ"التلفيقة"، ولا نعتقد أن عضويته و مشاركته في أنشطة "كفاية"مبرر كاف لـ"التلفيقة"، ولا تمسكه بإبراهيم عيسى رئيساً لتحرير جريدته المُقررصدورها-إسبوعية مؤقتاً- الأربعاء القادم، مع ذلك .."ربما" شارك في إستفزاز النظام لقائي "نور"بالسفير الأمريكي..ثم بـ"مادلين أولبرايت".

و"ربما" كان لقاء "أولبرايت" هو الخطوة الأولى التي "فكر" النظام،بعدها، في التحرك لتحجيمه.. فحسب زوجته"جميلة إسماعيل" لـ"المصري اليوم".." تحدث بصراحة مع أولبرايت عن أوضاع البلد". لكن "جميلة" نفت ذلك لـ"العربي"، مُضيفة: لم تُتح له أصلاً فرصة حوارمنفرد مع "أولبرايت".. كان يتحدث "أغلب الوقت" مع أسامة الباز و شخصيات حكومية أخرى عن حوار المعارضة. "جميلة" نفت بالتبعية، ما تردد عن أقوال و مفردات.. قيل أنه رددها أمام أولبرايت، طالت رموز النظام .

في كل الأحوال "المفردات" التى قيل إنه رددها..شبيهة بما قاله "نور" لمسؤول بمكتب صفوت الشريف عندما إتصل به معاتباً على مشاركته في إجتماع لـ"كفاية" قبل إعتقاله.. وقال انه لم يشارك بإسم "الغد"، بل تعبيرا عن موقفه الشخصي.. وعندما لم يتقبل "المسؤول" تبرير "نور"، توتر الجو- حسب جريدة القدس العربي- ، وإحتد "نور" مُذكراً محدثه بإنه رئيس حزب ومن يتحدث معه يجب أن يكون رئيس حزب مثله.. يقصد "راس براس".

ألـ"راس براس"..أحييت لدى النظام "غمزة" لم ينسها جسده لـ"نور"، عندما نجح في إختراق أوراق لعبه في ديسمبر 2000 ، وحصل على 168 صوتاً..كمرشح لوكالة مجلس الشعب، رغم أن التصويت لم يكتمل وقتها.

"الغمزة" تحولت إلى "شومة" مع شعور النظام بأن البساط، على الساحة كلها، يُسحب من تحت أقدامه..

وبحصار إصلاحي متعدد الأطراف حوله.. و أن هناك "راس" يمكنها أن تُلاعبه، و تجري بالفعل إتصالات

جدية لحشد ثُلث الأعضاء.. لتقف أمامه كمنافس على رئاسة الجمهورية.. فليس سراً أن فكرة الترشح للرئاسة

ترواده من سنوات.. و"نور" لم يُرد أن يطرح نفسه كمرشح "إعلامي".. بل كمرشح حقيقي و وفقاً للدستور

الحالي.

فكرة"الراس المُنافسة".. أفقدت النظام صوابه، و مع إكتمال إحدى حلقاتها يوم الجمعة قبل الماضي، ولو بنجاح نسبي، تحركت آلة "التلفيق".. و بـ"لهوجة" و"تطبيش"، لتخرج بنتيجة مُضحكة.. ليس أبسطها أن آلة "التلفيق" لم تكن تعرف إسم "أيمن نور" بالكامل و لا إسم زوجته.. بدليل إصطناع توكيلين مزورين .. من زوجته له.. ومنه إليه.



"اللهوجة" التي كشفت مأزق النظام، تضاعفت مع ردة الفعل الداخلية .. والأمريكية بشكل أخص،التي وصلت

لتوبيخ شديد -حسب الواشنطن بوست .. الأربعاء- للسفير المصري هناك.. و لوزارتي الداخلية و الخارجية هنا.. ومع التوبيخ.. إفتتاحية "ساخنة" لواشنطن بوست، و تحركات عاجلة في البرلمان الاوربي لوقف إنتهاكات حقوق الإنسان في مصر.. وتشاور بين وزراء الدول الثماني المعنية بـ"دمقرطة" العرب.. لوقف حملة إعتقالات شاملة يفكر فيها النظام.


مؤشرات "قد" لا تصل بنا إلى سبتمبر جديد، لكنها تؤكد أن النظام "بيطبش".. وهي دلالة خير للبلد.. لا له.



محمد طعيمة

العربي