عزيزتي نادين:

الحقيقة لا أعرف كيف أن أرد على كل كلامك المشجع هذا والمملوء تقدير ودعم نفسي جاء في وقته تماماً في وقت أجدني على أرض الواقع أرتطم بالناس أو بالأحرى هم يرتطمون بي مع أن المفترض في المجتمع الغربي اتساع الأفق وقبول الآخر ولكن صدقيني الإنسان هو الإنسان ولم يستجد عليه شيء وبلوة الإنسان واحدة في كل الشعوب وهي اعتقاده أنه هو اللي صح ومالك الحقيقة الأوحد. رأيت من يقتلون النفس دون وجه حق في الوقت الذي فيه يوجد أولئك ممن يقتلون الجسد، وهذا وذاك يريد أن يكون حامي حمى الحقيقة. الثعبان واحد وتغيير الجلد يختلف. وسط كل هذه المشاحنات عزيزتي نادين على أرض الواقع وأنا أتعامل مع الناس مصعوقاً من ضيق أفقهم واحتكارهم للحقيقة ولا يريدون سماع رأي آخر، أجدني أنزوي لنفسي وربما كرهت البقاء مع الناس وتمنيت العزلة تماماً وسلواني عندها ربما يكون العالم الإنترنتي الذي نسميه أحياناً العالم الافتراضي. كلامك جاء في وقت كنت بحاجة ماسة فيه للتشجيع حيث مللت البشر وهم يتناحرون ويتجادلون في أتفه الأمور. أشكرك من صميم أعماق قلبي إلى ما لا نهاية على كل كلمة قلتيها بحقي حيث جاءت كالبلسم وقت الجراح والقرف من الناس وبعثت أمل حقيقي في داخلي. من خلالكم أيضا تعلمت أن الدنيا أكبر من مسلم ومسيحي وأن هناك أعماق لا حد لها في الإنسان ولكم الفضل في إدخالي إلى هذا العالم فاستقر هذا العالم في داخلي ودون أن أشعر صرت ما كنت أسعى في أن أكون عليه وكلي قرارة نفس وأحس أني أحقق هدف الحياة. ألف ألف شكر لك على تشجيعك لي وكل كلمة قلتيها فجاءت مضمدة للجراح ورافعة لمعنوياتي. محبتي لكم فرداً فرداً في العائلة.