الظلام و نور يرتكز على وجوه الرواى و الرواية.

الرواى:
هو اسمه عماد

الرواية :
و هى اسمها نعمه

الرواى:
هو مدرس موسيقى

الراوية:
و هى مدرسة تاريخ
عاشوا ف حلم جميل متحنى بلون الفرحة جوه
عيونهم هيه بتحكى و هو يغنى.

الرواى:
تحكى حكاية شعب سجين بين قضبان عاش الأسر
سنين و سنين
لكن لسه وريده بينبض
لسه عيونه السمره بتحلم.. صامد حى ليوم الدين
و هو بيحضن عوده
وصوته بيهز قلوب الملايين
هو يغنى و كل الناس بتغنى وراه
جمَّع كل الناس حواليه

الرواية:
و الأطفال كانوا ضى عنيه
ما همه أملنا ف بكره و بعده
ع الإصرار و العزم اتواعدوا
و اسمعوا صوتهم .. واصل ليكوا؟
فتح عينك و انت تشوفهم
افتح كل مسام إحساسك و انت تحس برعشة خوفهم
اسمع.. حاول مره تشوفهم.

تنتقل الإضاءة على نعمه و عماد و حولهم بعض
الأطفال يتغنون بأغنية فيها أمل و حماس..

هيلا هيلا هيلا و يالله
النصر قريب إن شالله
سمى و كبر قول بسم الله
فجر بركان الثورة صلاه
و ارفع علمك و بأذن الله
النصر قريب إن شاء الله
هيلا هيلا هيلا و يالله
النصر قريب إن شالله
بجهادك عزمك و بإيديك
و بدمك و بدم شهيدك
حتحرر أرضك و نشيدك
يعلا للفضا و بعون الله
النصر قريب إن شاء الله
هيلا هيلا هيلا و يالله
النصر قريب إن شالله
ضم صفوفك و حد صوتك
أرضك عرضك همه وجودك
و امسك إيد طه يا عبد الله
هيلا هيلا هيلا و يالله
النصر قريب إن شالله

بعد إنتهاء الأغنية يقتحم اليهود المكان مرة أخرى
فى ضيق واضح.

يهودى 1:
اسمحوا لنا نعترض على الأغنية.

صوت:
ليس من حقكم الإعتراض أو توجيه أى نقد.

يهودى:
نحن شركاء.

صوت:
شركاء! فى ايه بالضبط؟!

يهودى:
فى المسرح.. المسرحية.. العرض.. و الأغنية

صوت:
مهاترات و افتراءات كالعادة.

صوت:
يا ساده المسرحية دى مسرحيتنا احنا اللى كتبناها
و احنا أصحاب الفكرة و الأشعار و الأغنيات.

يهودى:
اه بس انتم نسيتم ان فيه اتفاقيات

الرواى:
إيه؟ اتفاقيات (يضحك).. ابوك السقا مات انتم اللى
بتتكلموا عن الإتفاقيات ؟ من امتى احترمتوا اتفاقية
و لا حافظتم على عهد.

يهودى:
بتحاولوا توصلوا للناس ايه بالضبظ؟

الرواية:
بنحاول نخلق جيل جديد يحافظ على أرضه و ذاكرته
و على وعيه

يهودى:
آه يعنى إرهابيين جدد للمستقبل

الرواى:
الإرهاب ده انتوا اللى تعرفوه و خلقتوه و صورتوه لكل
الدنيا بشركم و بشرعكم اللى لا بيراعى حقوق و لا
دين ولا شرع.

صوت:
ماتحاولش معاهم هم بيحاولوا يعطلونا و يضعفونا
و يصرفونا عن واجبنا

الرواى:
بالضبط كده واصلوا العرض و لا تلتفتوا لهم.

يواصلون العرض و ينكمش اليهود فى ركن مظلم

مرة أخرى
نرجع تانى لحكايتنا
حكاية عماد و نعمه
فى كل بيت ألم و الآلام أشكال مره بنشوفها و مره
بنداريها و مره بنلاقى نفسنا جواها
تدور الآه و احنا معاها
كان الحب بيرفرف على قلبين

الرواية:
بس الدمعة كانت جوه عيونهم ترسم طعم الحزن
فى نظره فى همسه فى كلمه
أصل عماد كان نفسه ف عيل يحمل اسمه و شكل
ملامحه يبكى يضحك يصرخ يجرى يملا البيت
بشقاوته حياه كان ده املهم هو و نعمه
بس ظروفهم كانت صعبه
أصل الخلفه ماهياش لعبه

الرواى:
و قالوا زمان ان الولد بيكون سند و ولد يقلب الموازين
و يخلى للدنيا شكل و طعم و لون
فرع يفرع من جذر ثابت و يمد فى الأرض لسابع
ارض و يكون له وجود و يكمل باقى المشوار

الرواية:
ولد يقلب الموازين

الرواى :
ولد يقلب الموازين

يتحرك الرواه و تدخل نعمه و عماد فى دائرة الضوء

نعمه:
عماد

عماد:
نعم

نعمه:
فيه ايه يا عماد مالك؟ بتهرب منِّى ليه؟

عماد:
مافيش حاجه يا نعمه و بعدين الهروب مش من
طبعى يا نعمه

نعمه:
جرالك ايه؟ على طول سرحان ايه اللى شاغلك؟

عماد:
انت اللى متغيره و عنيكى حيرانه و مكسوره.. ايه
الى شاغلك انت..

نعمه:
نفس اللى شغلك يا عماد

عماد:
ايه بس اللى شاغلنى يا نعمه

نعمه:
نظرة حزن غريبه فى عينيك بتبوح بسرك و حيرتك
و انت فى وسط العيال فى المدرسة

عماد:
قصدك ايه؟

نعمه:
الخلفه يا عماد..بقالنا سنين منتظرين

عماد:
التحاليل و الأطباء قالوا مفيناش حاجه حنعمل ايه
يعنى حنعمل ايه؟

نعمه:
طب اهدى شويه العصبيه دى كلها ليه أنا معذورة
محاصرة والدتك بنظراتها و اسئلتها مش بتقدر أن
الموضوع ده بيهز كيانى و بياثر عليَّه و فيَّه كمان،

يربت على ظهرها

عماد:
معلش يا نعمه ماتزعليش منها طوِّلى بالك و ارمى
حمولك على اللى خلقك.. تعالى يا نعمه.

ينصرف عماد و نعمه و تظهر مجموعة اليهود فرحين

يهودى1:
هما فين.. اظن ماحدش هنا مشيوا تفتكر حد سامعنا

يهودى 2
لألأ ما أظنش

يهودى 1:
سمعت بودانك حكاية جميلة هأهأ رائعة تخيل العقم
يسود فى كل مكان و فى كل شىء الفكر الإبتكار
الفنون العلوم النسل الحس كل شىء كل شىء.
و يجى اليوم اللى تبور فيه الأرض الفلسطينية و لا
يبقى فيها لا أحياء و لا أموات..
و لا هوسه و لا ضجيج أصوات و تعود لنا أرض المعاد.

يهودى2:
هما راحوا فين.. مافيش حد على خشبة المسرح
فرصة هايله الآن نقدم لكم يا سادة مسرحية
اسرائيلية عبقرية

يهودى1:
اسألهم الأول يمكن يعترضوا أو يرفضوا

يهودى 2:
قصدك الناس يعنى ، ما اعتقدش لا فيه رفض ولا اعتراض
و حتى لو افترضنا فيه اعتراض كأن مفيش اعتراض
.. نقدم لكم يا سادة و بكل افتخار مسرحية شعب الله المختار اخراج موشى سملانسكى
قدمت عام 1891 لرواد الصهاينة

يجتمع مجموعة اليهود ليشكلوا المشهد بسرعة.

يهودى 3:
آه آه

يهودى 4:
حفيت قدماى الشواك تمشى بداخلها

يهودى3:
عزيزى هل تقابلنا من قبل؟

يهودى 4:
بعصبية-ربما نتقابل بعد لحظات فى الجحيم كيف اقابلك
و كل منا أتى من بلد مختلفة و لم أر وجهك غير الآن

يهودى3:
هون عليك لقد جمع الألم بيننا

يهودى4:
اغرب عن وجهى فالطريق مازال طويلا

يهودى3:
إلى اين وجهتك

يهودى4:
الإستيطان فى يهودا والخليل

يهودى 3:
و العرب

يهودى4:
سناخذها منهم فالأمر سهل فى البداية نتسلى
عليهم بمشاكل و همية و نماطل و نؤجل و نزعجهم
بالغارات حتى يرحول

يهودى3:
إلى اين؟

يهودى4:
هذا شانهم

يهودى3:
دعنا نبقى هنا فقد أصبحنا أصدقاء فالجوع
و قدماك الحافيتان دعوننا للبقاء

يهودى 4:
انك أبله اننى أسير على حرير الحلم و بسط من
الذهب و هل سنعيش بمفردنا

يهودى3:
سنجعل هذه الأرض مركزا لتجمع كل المهاجرين
مع معونات أصدقائنا و أسلحة الأخرين نكون
مستوطنات فى كل مكان و تبقى ارض الميعاد

يضحكان بصوت عالى

يهودى 4:
برافو برافو آه عذراً إذا لم تعجبكم

يدخل الممثلون فيعود اليهود لحدودهم متظاهرين بالبراءة

صوت:
خرجتم عن دوركم المرسوم و خالفتم كل أصول اللعبة.

يهودى:
لعبة! .. هى دى لعبة

صوت:
سنضطر لطردكم من خشبة المسرح

يهودى:
نحن أغلبية لا تستطيع ماتقدرش

يلف اليهود ليقيموا الصلاة يدفعهم الممثلون و يسيطرون مرة أخرى على المسرح
مصاحباً لذلك حركة و موسيقى

الرواى:
عفوا يا سادة .. الآن بإمكاننا أن نواصل العرض
و نقدر نكمل مسرحيتنا و نحكى الحكاية
احكى و قول يا ولد
و احكى حكاية بلد
العزم فيها اتولد
و صبرها كان سند
وقت الوجع و الآه
و سرى فى ترابها الضيا
حفظت وجوه أنبيا
موسى و عيسى و ضيا
طه حبيب الله

الراوية:
و على براق الهدى
اسرى النبى المهتدى
و صلى و نال الرضا
فى المسجد الأقصى
بوركت يا أرضنا
يا مسامحة يا مؤمنه
يلى حملتى الضنا
و الحمل يا ولداه
صرخة ألم فى الخلا
كاس الأهات اتملا
يا مصاحبة قوله آه
الله عليك الله

بعد الأبيات السابقة يلقى الضوء على عائلة عماد و نعمه و الأب و الأم






يتبع
إن شاء الله