دخلنا الطائرة نبحث عن أماكننا ,,,
كنت أعلم مسبقا أن مكاني هو آخر صف بالطائرة لأني لم أوفق أن أجد مكان بالمقدمة بقرب الممر كما أرغب
وأسقط بيدي وليس هناك خيار آخر اما أن أحشر بين راكبين مدة الرحلة خمسة ساعات
أو أن أقبل بالقرب من الممر في آخر مكان
وقد كان ,,,
وكانت بيدي شنطة نسحبها تعتبر ثقيلة نوعا ما
وفتحت أعلى المكان الذي نحفظ به هذه الأمتعة الا أني لم أجد مكانا شاغرا
وطلبت من المضيف الأوروبي الشاب أن يساعدني على حملها وعلى ايجاد مكان لها
الا أني وجدته يتقاعس بطريقة واضحة وظهر شاب يجلس أمامي شكله حيوية ونشاط وأخذ الشنطة مني لمساعدتي بالبحث عن
مكان وعن حملها ... شكله واضح أنه عربي ,,
شكرته بالعربية وجدته يبتسم وباندهاش وسرور ... ورد عليه بلهجة عراقية واضحة ,,,
حاول هذا الشهم بكل نشاط وحيوية الحصول على مكان لهذه الشنطة وأثناء محاولتة هذه وجد مكان شبه فارغا
بأن رتب باقي الشنط وأثناء ما أراد أن يحمل الشنطة ويضعها كان هناك راكب متقدم بالسن يضع البالطو الخاص به
وهكذا فشلنا مرة أخرى ومكث أكثر من خمسة دقائق وهو يحمل الشنطة ويحاول في الأماكن المتقدمة أن يجد لها مكانا
وأخيرا وجدنا هذا المكان في الدرجة الأولى أي في مقدمة الطائرة ..
بمعني أني كنت أجلس في آخر مكان بالطائرة وشنطة حاجياتي في المقدمة ...ثم شكرته على همته وشهامته ومساعدته لي ..ز
وسرحت بفكري أن هذه الصورة النمطية للشخصية العراقية والتي مرت علية في مراحل حياتي
الدراسية والعملية ,,,
المبادرة بالمساعدة والمسارعة بتقديم العون لمن يحتاج بدون حتى الطلب ...باختصار شهامة ونبل ومروءة ..افتقدها كثيرا
في أوروبا ................وربما قد نسيتها
كان يجلس أمامي مباشرة
أما المفاجأة فقد كان من يجلس بجانبي الفتاتين الصارختين الجمال " المطرقعات باللبان "
التي بقربي مباشرة كانت هي الأجمل والأرشق تلبس ملابس كاشفة تماما عن منتصف جسدها
لهذا شاهدت التوتياج في أسفل ظهرها وقبل مدخل استها رمز مفتاح مصر ...يشبه الى حد كبير الصليب ,,
ولكنه ليس بصليب وبدأنا نستعد للاقلاع
كانت في البداية كل شيء يسير على ما يرام حتى تخطينا الأجواء لهذا البلد العربي
وفجأة بدأت تتخبط الطائرة بزوبعة من المطبات الهوائية ,,وساورني شعور أن هذا أمر طبيعي يتم في تلك الفترة من السنة
من تقلبات الجو للدخول الى الفصل الربيعي ,,,
ولكن العملية زادت تخبطا وبدأنا نسمع همهمات وازداد الأمر الى أن اضطرب الجميع والذي كان يغط في النوم استيقظ فزعا
" الرحلة ابتدأت الثالثة بعد منتصف الليل " ..
وازداد الأمر سوءا وبما أن مكاني قريب مباشرة من حمامات الطائرة هرعت الشابات والسيدات الى الحمامين
لاصابتهم بحالة قيء شديدة ,,, وكان الأمر مأساويا والرائحة تصيب بالقرف وصوت القيء أيضا
ووجدت الشاب العراقي الذي ساعدني يأخذ بالمبادرة والمساعدة لهن وكأنه الجندي لهذه الطائرة
وتكاثر العديد من المسافرين سوءا ...
وهو يساعد الجميع بهمة ونشاط واعتقدت أنه يساعد أفراد عائلته الا أنه أوضح لي أنه عراقي
لا يعرف أية أحد من باقي العراقيين وكلهم متجهون كحالة هجرة الى أمريكا ,,عن طريق الأمم المتحدة ..
وعرفت أن وجهته تختلف عن الباقي حيث هو متجه الى ديترويت ,,وقلت له هل تعلم أني قرأت أن الادارة الأمركية الحالية
تطلب من الشباب العربي والذي غالبا من العراق في تلك الولاية بتشجيعهم ماديا للذهاب الى العراق
للانضمام الى صفوف الجيش الأمركي ومحاربة المقاومة العراقية ,,,قال أعلم هذا بل لقد عرض عليه قبل
اللجوء هذا الأمر ولكني رفضت ..
يتبع ...حين ميسرة :bye: