صديقتي أمان :97:

ألف شكر على كرمك ودعوتك، ومن الواضح أن أسماء الأطعمة التي ذكرتي مغرية جداً ومن الـ menu أجد نفسي أمام قرارات مطبخية ليست باليسيرة :10:الواحد كان اكتفى يا دوب بالـ chinese وافتقدنا الأكلات العراقية والسورية وما فيها فعلا من نكهة لم أر لها مثيل أبداً في حياتي.

بالنسبة لجمال السوريات، فحقاً هنا جميلات. الرجال في سوريا في وسامة غير عادية. عامة الملامح كثيرا ما تكون غير عربية وتميل ربما إلى الأوروبية من الذين رأيتهم. ولكن وبخصوص عبارتك ["بالنسبة لحسن وجمال السوريات
فشهادتي مجروحة
"يعني ما حدا بيقول عن زيته عكر"] فهنا أختلف معك لو سمحتِ وبشدة. عندما كنت في مطلع العشرينات وكنت أظن أني لا توجد في أي ملامح قد تجذب أي فتاة وأني في مجال تنافس كبير ولا توجد أمامي فرصة قال لي شاب كلمة كانت أول مرة أنتبه إليها وهي أنه لا أحد فينا يرى ذاته أنه وسيم إلا من كان مغروراً وفي الغالب يكون غير وسيم. الآخرون وحدهم هم أصحاب التقييم ولسنا نحن نقول بخلاف ذلك. وبالتالي ما قد لا نراه جميلاً فهو بنظر الآخرين جميل جداً. خذي مثلا نظرة الرجل العربي للجمال وستجديه كثيرا مايفضل ما هو نقيضه في اللون فيميل مثلا للبيضاء إلخ. ولكن في نظر أي واحد أوروبي المرأة أو أميركا السمراء هي ملكة جمال فنسمع عبارات مثل she has a tan
she has an olive color

and so on.

ولكن هل فعلا دخل التعصب من أوسع أبوابه إلى سوريا؟ هذا محزن جداً. لسبب ما تصورت أن السوريين أصحاب فكر ليبرالي لأني كلما قابلت واحد من سوريا وجدته يحمل فكر ليبرالي غالباً. لم أصطدم بأحد من سوريا من الناحية الدينية غير مرة واحدة اصطدمت بواحد حمار من الطائفة الإنجيلية المسيحية وكان متعصب و"ترباس" وهذه النوعية موجودة في كل مكان تقريباً. واصطدمت بواحدة سريانية تلاقت بي من خلال مقالات كتبتها وأحزنني رأيها في الإسلام وتعصبها الشديد ولهذا انقطعت عن مراسلتها مع أني منبهر بالسريان وبالثقافة السريانية وكتاباتها إلخ. لكن بخلاف الاتنين دول أغلب من قابلتهم أصحاب فكر ليبرالي.. لاديني تقريباً وحتى المسلمين منهم مبحبحين ومرحين وطيوبين. تعرفت مثلا هنا بشاب سوري متدين وساعدني في نشر أعمال نيتشه وأولها "ضد المسيح" ههههههه ده ما صدق ههههههههههه. لا الحقيقة شاب طيوب وعجبني حماسه للمعرفة ونشر الفكر.

أتمنى أن لا تنتشر ظاهرة النقاب بهيئتها القبيحة في سوريا كما هو الحال عليه الآن بمصر. سوريا في مخيلتي به كم كبير من الليبرالية وأحب لها أن تزدهر وبهذا يأتي خلاص العالم العربي من التعصب والأحادية.

واضح من كلامك أن هناك تنافس ديني بين الناس وهذا طبع البشر عامة أن كل واحد يريد أن يبين أنه المقدام المغوار وأتقى الأتقياء إلخ. ولكن لو انتشر الفكر الليبرالي ونوعية إبراهيم محمود إلخ فستكون سوريا منارة تحرر فكري ليبرالي لمصر نفسها.

شكراً على معلوماتك القيمة وروحك الطيبة الجميلة النقية.