{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #103
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.

مستقبل الفلسفة .

" إنك لا تستطيع أن تشكل السحاب ، لهذا فإن المستقبل الذي تحلم به لا يكون أبدا حقيقة " . ( فيتجنشتاين )
" قد نكون على أعتاب مجتمع مابعد الحداثة ، إلا أننا بالتأكيد لسنا على أعتاب مجتمع مابعد الفلسفة " أوليفر ليمان – فيلسوف .
"الحماقة الإنسانية تخلق الحاجة إلى الفلسفة ،و في نفس الوقت لا ترضى بها " .كاترين ويلسون .


لا يمكن أن نفهم شيئا بعمق خارج السياق التاريخي الذي يتحقق فيه ، إننا نحتاج دائما إلى الإحساس بمعنى التاريخ ، و التاريخ ليس هو الماضي فقط بل أيضا أفكارنا عن المستقبل ، لهذا فالتفكير في المستقبل هو في معظمه تفكير في الحاضر ، فهذا التفكير المستقبلي يساعدنا أن نعرف أين نقف الآن ، وهو نفس الشيء الذي نفعله عندما نفكر في الماضي ، فكي نفهم الحاضر لا يمكن أن نراه سوى نقطة تقاطع الماضي و المستقبل .
بمجرد أن نبتعد عن العلوم الفيزيائية و البيولوجية يصبح التنبوء صعبا و خاصة لو كان في مجال الفلسفة ، فمن الصعب أن نشرح التغيرات التي تطرأ على الفلسفة بعد حدوثها فما بالك بالحديث عن تنبؤات ؟.كان تاريخ الفلسفة دائما تاريخ الفلاسفة ، تاريخ أشخاص بارزين مثل أفلاطون و أرسطو و كانت و هيجل و كارل ماركس ، و مثل هؤلاء من المستحيل التنبؤ متى و كيف يظهرون ولا المسار الذي سوف يسلكونه ، و في مجال الفلسفة بمقدور الإنسان أن يجد نوعا ما من التفسير بعد وقوع الحدث ، و لكن هذا التفسير الذي لا يمتلك أي قدرة على التنبؤ سيكون عديم الجدوى ولا يستحق المجهود الذي يبذل فيه ، و يمكن ان نقتبس عبارة الفيلسوف ( فيتجنشتاين Wittgenstein) : " إنك لا تستطيع أن تشكل السحاب ، لهذا فإن المستقبل الذي تحلم به لا يكون أبدا حقيقة " .
ربما يرى البعض أن المادية الجدلية وسعت قدراتنا على الربط بين الفكر و التطور المادي ، و أنه يمكننا خلال التنبؤات المادية أن نتنبأ في المقابل بالثقافة التي ستنشأ نتيجة لذلك ، وهذا الرأي مثل كل التوقعات التي نشأت عن الماركسية لم يصمد للتجربة التاريخية ، فلم تفلح النظريات الماركسية المتعاقبة سوى في جعل الرابطة بين الأساس المادي لثقافة ما و البناء العلوي للثقافة ذاتها أكثر تعقيدا و تشابكا ، فكارل ماركس أحد أفضل الفلاسفة الذين نفذوا إلى أعماق المجتمع الصناعي ،و لكن التنبؤات التي استخلصت من نظريته لم تكن أبدا على مستوى أفكاره بما في ذلك تنبؤاته هو الخاصة .
عندما ننظر إلى المستقبل فإننا نميل بشكل يكاد يكون غريزيا إلى ما يسمى الإسقاط ، وهذا يعني أن التاريخ ينهج منهجا عقلانيا و أن المستقبل سيعكس الماضي القريب ، ولكن هناك وجهات نظر أكثر تعقيدا عن المستقبل ترى أنه يسير في منحنيات تغير مسارها باستمرار ، مثال ذلك رأي ( فيتجنشتاين ) الذي نعود إليه مرة اخرى ، إن الذين يقارنون الفلسفة بما حققته العلوم سيرون أنها لا تتقدم ، فالفلاسفة يتجادلون في القضايا ذاتها طوال الوقت دون التوصل إلى نتائج اتفاقية . و لكن في الجانب الآخر فهناك حقيقة أن محبي الفلسفة لا ينتظرون منها التطور ، وهم بالتالي لا ينظرون للتقدم كمعيار للنجاح ، ففي الفلسفة لا نسعى إلى الوصول إلى الحلول و لكننا نسعى إلى رفع مستوى الجدل باستمرار ، إن إغراء الفلسفة هو أنها حزمة متنوعة لا تنضب من الموضوعات التي يدور حولها الخلاف ، إن الفلسفة بشكل أو آخر هي فكرة ذاتية غير موضوعية ، و بهذا يمكن اعتبارها شكلا أدبيا ‍ أو تعبيرا ثقافيا عن عصر بعينه .
إذا الفلسفة في جوهرها هي تعبير ثقافي أدبي ، و لكننا يجب أن نستثني من ذلك الفلسفة الأنجلوساكسونية التحليلية ، و يمكن أن نراها مشروعا موضوعيا و بهذا المفهوم تكون الفلسفة علما له معايير العلوم الموضوعية ،و بالتالي تكون لها أيضا تماسك العلوم و نتائجها النهائية اليقينية المفصحة عن الحقيقة . حتى هذا التصور لن يكسب الفلسفة التحليلة اليقين و النهائية ، هذه الفكرة تدحضها أعمال كارل بوبر في نظرية المعرفة و التي ترى أن العلوم ذاتها تبدأ كافتراضات يتم اختبارها على الواقع .إن الطبيعة النظرية للموضوع الفلسفي تجعل اختباره مستحيلا و بالتالي فاليقين لا معنى له .إن الفلسفة هي أكثر الممارسات تجريدا و لا تتحقق إلا عند مستوياته المطلقة ،و بالتالي هي مستحيلة على العقل المتشيء الذي لا يدرك إلا خلال الأشياء . إن العلاقة بين الفلسفة و العالم الواقعي هي علاقة واهية جدا ،و لهذا تبدوا الفلسفة عديمة أو ثانوية القيمة ، مادام لا توجد في النهاية معايير مرجعية للحكم على القضايا المطروحة . إن الفلسفة لن تزيدنا علما بالكون ولا حكمة في التعامل معه ،و لكن كي نقدر الفلسفة علينا أن ننظر إليها كآليات و عمليات عقلية متنوعة و ليس كمنتجات نهائية ‍. إن التنوع في المدارس الفلسفية حتى عند تعاملها في الموضوع الواحد هو دليل ثراء و ليس مؤشرا على الفوضى المعرفية .

هل ستموت الفلسفة ؟.
بالطبع لا يعتقد الفلاسفة أن الفلسفة ستموت ،و أنهم بالتالي سيفقدون وظائفهم و يعيشون على إعانات البطالة ، و لكن هناك أيضا كثيرون غيرهم يعتقدون أننا لن نشهد عالم ما بعد الفلسفة . لقد كانت هناك فترات في الماضي ساد فيه الاعتقاد أن الفلسفة أصبحت تابعا للعلوم ،و أن فرصتها الوحيدة للبقاء هي في تماثلها مع العلم و خدمتها له ،و لكن في عالم ما بعد الحداثة ، هناك الكثير من الشك في العلوم ذاتها ،و يبدوا أن فرصة الفلسفة ستكون أكبر في تأكيد مدى اختلافها عن العلوم . هناك أعداد متزايدة من البشر يرون أن زيادة المكون المادي في الحياة لا يحل كثيرا من القضايا ذات الإجابات المتنوعة ،وهنا يبدوا دور الفلسفة مطلوبا و ضروريا . هذا معناه أن على الفلسفة أن تخاطب الإنسان العادي مباشرة ،وهذا دور ربما كان جديدا على الفلسفة ، ففي المحاولات القليلة لجعل الفلسفة شعبية ، فرضت الفلسفة فرضا لدعم مشروعات سياسية مثل الشيوعية و النازية ،وهذا لا يمكن تصوره ضمن التقاليد الليبرالية . في المقابل علينا أن ننظر إلى الزيادة الواسعة في القاعدة المستهلكة للثقافة في العالم كله ، هذه القاعدة ستكون أكثر استعدادا لتقبل وجهات النظر الفلسفية ، على أن يسعى الفلاسفة أنفسهم إلى النظر إلى الفلسفة كأكثر من رد الفعل على النزعات المادية الميكانيكية . إن هناك عالم جديد يعاد بناؤه ،ومثل هذا العالم هو الميدان الأكثر إغراء للتفلسف ، وهذا سيؤدي إلى ازدهار ما يسمى بالفلسفة العملية على حساب الفلسفة السياسية التي ستقل أهميتها مع مرحلة التوافق التي من المنتظر أن تسود العلاقات بين الشعوب و الأنظمة التي أصبحت تميل للتشابه و ليس التناقض ( يمكن استثناء العرب مؤقتا ) ، فمن المحتمل أن يقودنا إنتهاء الصدام العنيف بين النظم السياسية إلى تقليص الإهتمام بالفلسفة السياسية ، و لكن ذلك لن يعني إنتهاء روح التفلسف ذاتها ، فالجانب الأعظم من القضايا الفلسفية المهمة تنشأ عند بناء و تشييد أي شكل من أشكال المجتمعات أو الإقتصاد ، و لهذا فمن الواجب على الفلاسفة إقتحام هذا الفضاء ،ولو تخلوا عن ذلك فستكون الساحة مفتوحة كي يقتحمها الآخرون ، إن الفلسفة وحدها تمتلك تراثا و تقاليدا تمكنها من سبر أغوار القضايا الناجمة عن التغيرات الحادة في المكونات المادية للحياة ، إن المنافس التقليدي للفلسفة هي الأديان ،و بالرغم أن تلك الأديان تمكنت من قتل الفلسفة و الإستيلاء على مملكتها لفترات طويلة ، إلا أنها فقدت بريقها و تم تجاوزها و تنحيتها في المجتمعات الأكثر رقيا ، و لن تكون أمامها فرصة كبيرة طالما لا تتحرك سوى بكل تلك الآلهة و الشياطين التي تحملها في نسيجها الميثولوجي .إن المجتمع الأغنى و الأكثر ثقافة هو المجتمع الذي يميل بشكل متزايد للتفكير بعمق فيما يفعله ، إن الفلسفة سيكون عليها المساهمة بدور قيادي في إجراء الحسابات الأخلاقية بالغة التعقيد و الغير مسبوقة التي يفرضها التقدم : مثل الإستنساخ البشري و الموازنة بين الصناعة و البيئة و التضحية بسلالات بشرية بذاتها لصالح البشرية كنوع .

هل ستتغير طبيعة الفلسفة في المستقبل ؟.
كي نجيب على هذا السؤال علينا العودة إلى فلسفة القرن العشرين ، سوف أنتهز هذه الفرصة لمناقشة اعتقاد خاطئ و لكنه منتشر وذائع مع الأسف ، فمن المألوف أن تتخطى المعارف الجديدة ما يسبقها في مجال العلوم التطبيقية ،و لكن الوضع مختلف في عالم الأفكار . وهناك اتفاق عام بين المهتمين بالفكر و الفلسفة بأنه من الخطأ الظن أن هناك فلسفة واحدة هي التي تغلبت على سائر الفلسفات الأخرى و أصبحت هي فلسفة القرن العشرين في الحضارة الغربية ، و أن كل الفلسفات الأخرى قد أهملت جانبا ، وهذا هو المركز الذي أراد البعض أن ينسبه إما إلى الوضعية أو المادية أو المثالية أو الوجودية كل بحسب تحيزاته ، إن الفكر الفلسفي الغربي أكثر ثراء من أن يمكن حصره في هذا الإطار الضيق ،و اليوم ربما أكثر من أي فترة سابقة في التاريخ ، تتصارع فلسفات و تصورات مختلفة عن العالم أشد ما يكون الخلاف . فمن النادر أن كان هناك في حقبة ما مثل هذا الحجم الكبير من التصورات المتعارضة التي تمتلك هذا الثراء في الأدوات و البراعة في التقديم ، ولو قدر للفلاسفة القدماء زيارتنا الآن لشعروا بالألفة ، فأفكار أفلاطون Plato و أرسطو Aristotle تدرس في محاولات متجددة لسبر أغوارها ، و حتى السوفسطائيين Sophistsسيجدون سعادة كبيرة عندما يجدوا أن التفكيكيين يشاركونهم أفكارهم القائلة بأنه ( ليست هناك أفضلية مسبقة لوجهات نظر بذاتها ) ، و نرى أنه من غير المحتمل أن يتغير هذا الوضع في المدى المنظور ، إن الجهد الأساسي في الفلسفة يظل هو فهم و استلهام فكر الفلاسفة في الماضي ، و لكن الجديد هو أن احتراف الفلسفة –كأي شيء آخر – أدى إلى تقسيمها و تشعبها أكثر من أي وقت آخر ، بل أن كثيرا من الفلاسفة يتخصصون في مجال واحد ،وربما كان مجالا محدودا للغاية ،و هناك أيضا كثير من الفلاسفة يؤجرون من أجل شرح أفكار الآخرين و ليس أفكارهم هم ،و سيتزايد ذلك كله في المستقبل ، هناك بالتوازي مع ذلك الجهود التي تبذل في كسر انفصام المفكر عن حقائق العالم الواقعي ، و نتج عن هذا ما يعرف بالفلسفة العملية أو الواقعية ، و من المتوقع أن يزداد هذا الإتجاه في المستقبل .
مع ظهور قوى إقتصادية عملاقة في آسيا بجوار اليابان ، ومع تقدم العالم نحو مزيد من التقارب بل و التجانس الثقافي ( العولمة الثقافية ) ، لن تكون الفلسفة بمعزل عن هذا التفاعل ، وسوف تتغلغل الإبداعات و التقاليد الفلسفية الشرقية في الفلسفة الغربية التي مارست تاريخيا نوعا من الأبرثيد ( الفصل العنصري ) ضد الفلسفات الشرقية ،وحتى ضد الفلسفة الغربية التي أنتجها المسلمون و اليهود . يمكننا بالفعل رصد أن بوادر هذا الاهتمام بالفلسفات الشرقية الهندية و الصينية و اليابانية قد صاحب بزوغ عصر ما بعد الحداثة في الغرب ،و سوف يكون معلما هاما في المستقبل .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-22-2008, 02:28 PM بواسطة بهجت.)
04-22-2008, 02:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟. - بواسطة بهجت - 04-22-2008, 02:22 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بروفيسور مصري يعمل في جامعة ميونخ يتوقع انهيار العالم الاسلامي خلال 30 عاما SH4EVER 53 12,595 10-18-2011, 11:40 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  الحرب القادمة قريبا أرمـانـد 4 2,067 08-02-2010, 10:18 PM
آخر رد: علي هلال
  القضايا الإسرائيلية العالقة وتحديات الحكومة القادمة أبو ليلى الدمشقي 1 793 01-23-2009, 01:05 PM
آخر رد: أبو ليلى الدمشقي
  اليومان الفاصلان في الانتخابات الإسرائيلية القادمة أبو ليلى الدمشقي 2 884 01-11-2009, 01:41 AM
آخر رد: rami111yousef
  هل سيحتل حزب الله غرب بيروت كما احتلت حماس غزة خلال الأيام المقبلة ??? بسام الخوري 59 8,347 05-20-2008, 01:11 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS