Array
أولاً تحية على المقال الجميل(f)

هل المقصود هنا أن فلاسفة المستقبل سيكونون متسلحين بقدر أكبر من العلم التجريبي من سابقيهم؟
و ربما خير مثال على ذلك آينشتاين و ستيفن هوكنج ..
و لي عودة إن شاء الله..
تحياتي..
[/quote]
عزيزي .:97:
لست للأسف متخصصا في الفلسفة بشكل خاص ، و لهذا ستكون هذه الأفكار مجرد أفكار مبدئية في حاجة إلى الإغناء .
بدأت الفلسفة التطبيقية Applied Philosophy في الظهور من منتصف القرن الماضي ،و تتكون من المحاولات الثقافية للتعامل مع أخلاقيات الحياة الواقعية ،و مختلف القضايا السياسية و الإجتماعية التي جرت العادة الأكاديمية على تجاهلها فيما بين الحربين العالميتين ، فهي إذا حركة فكرية تتجه نحو دراسة أخلاق الحياة الحقيقية و القضايا السياسية بالطرق أو المناهج الفلسفية ، و قد نمت هذه الفلسفة في المناطق الناطقة بالإنجليزية ، بالرغم أن البعض يرى أن سيمون دي بوفوار هي الجدة الحقيقية لهذه الفلسفة ، و يرون في كتابها الشهير ( الجنس الثاني ) أحد المجالات التي ترتبط بشكل وثيق بالفلسفة التطبيقية .
تولدت هذه الحركة بشكل أوسع في الولايات المتحدة في الستينات ،و كان مجالها منحصرا في الأساس حول القضايا التي يمكن تحليلها عن طريق توظيف مفاهيم مثل العدالة و المساواة و الحقوق الطبيعية و القانونية ، و اتجهت نحو الهجوم ضد التفرقة العنصرية و و امتدت لتشمل الهجوم ضد كل أنواع التفرقة الأخرى ، مثل التفرقة الجنوسية و الأصل و التوجه الجنسي ، و بالتالي نشوء ما عرف لاحقا بالأخلاق البيولوجية bioethics ، ودائما ما تكون للقضايا التي تميز الفلسفة التطبيقية اتجاهات و آراء عملية ، و تركز على قيمة الحياة الإنسانية و قيمتعا و معناها ، و هناك قضايا تقليدية في هذا المجال مثل الإجهاض و القتل الرحيم ، من أشهر الفلاسفة الأمريكي ريتشارد واسرستورم و ريتشارد هاري و بيتر سينجر .
هذه الشذرات لا تزيد أن تكون تعريفا أو تحديدا لهذه الفلسفة ، و أتمنى أن يقدم أحد الزملاء عرضا لها ، كبديل آخر يمكنني إعداد مداخلة حولها و لكن الأمر سيستغرق وقتا ، فليست لدي مادة جاهزة حول هذا الموضوع ،و سيكون علي أن أعيد قراءة و تلخيص مقالة طويلة قرأتها منذ سنوات عن تلك الفلسفة للكاتبتين هيتا هايري و ماتا هاييري Heta Hayry and Matti Hayry ، ولا أنكر اني وجدت صعوبة بالغة في المضي خلالها ، فالقضايا المثارة و المنهج الجدلي غير مألوفين في مجتمعاتنا العربية ، فنحن عادة نعيش في تاريخ العالم و ليس في حاضره ،، لهذا مازلنا نتحاور حول قضايا عتيقة مثل الماركسية و الليبرالية .