ستنا ليلى، مساء الورد...

أولاً، صحيح أن صدام كان دكتاتور بس شعوبنا يا ليلى ما تحترمش الحرية. تصوري لو المتطرف كمثال عايز الحرية، هو عايزها ليه؟ عشان يتحكم فـ التانيين.. نحن كعرب إجمالاً لم نستوعب تماماً معنى الحرية. صحيح صدام كان دكتاتور بس الكل كان يحبه. ما لا أفهمه للآن يا ليلى هو أنه لا توجد بنت عراقية واحدة إلا وتحب صدام من كل قلبها. كمثال قريب، خدي عندك مريم. صدام حفظ للوطن وحدته وكان لازم يحافظ عليه ومش يسمح لحد بتجزأته. مريم ماركسية ولكن لأجل ما فعله جورج بوش بوطنها جعلها تتضامن مع هذا الوطن ومع أبناءه المسلمين ومن ثم أعلنت من جديد أنها "مسلمة".

مقدر تماماً رفضك للظلم وللاستعباد وأوافقك... بس تصوري لو واحد تاني جه كبديل لحسني مبارك؟ هل تضمني إنه يطلع أحسن؟ لما شالوا الملك قالوا خلاص راحت أيام الملك والفساد... أنا شخصيا عايز الملك فاروق يرجع من الطربة ويصبح ملك مصر من أول وجديد. لما الواحد بيبص على تركيبة التاريخ ماشية إزاي، بيقول، جايز احنا اتسرعنا شوية.

Arrayانت يا ابراهيم هل كان ممكن ترجع تانى عن قرارك رغم كل اللى شفته من امن الدولة؟[/quote]

قراري وتدخل الناس فيه من أطرف ما سمعت من حكاوي ألف ليلة. واحد في ترحاله.. زعلانين ليه؟ سيبوه في حاله.. لكن لا. الشعب أصلا معدنه وسخ يا ليلى. الناس لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل. والبوليس لما تدخل مش عشان إبقائي في هذا الدين أو منعي من دخول ذلك الدين. صدقيني لا. المشكلة بالنسبة للبوليس حاجة واحدة وهي: منع حدوث الشغب الجماعي. البوليس صحيح تدخل في حالتي بس لو ما تدخلش يا ليلى، عارفة كان هايحصل إيه؟ واحد جارنا حشاش وبكل بساطة قال: يا جماعة، خلونا نخلص، لو عايزين تقتلوه اقتلوه، ولو عايزين تسيبوه سيبوه. ما شهادة قائل هذه الكلمة أو مؤهله الدراسي؟ للأسف حامل ليسانس تربية ومدرس. رجل تربوي. كان لابد أن يتدخل البوليس في حياتي ويضع هؤلاء الكلاب في مكانهم الصحيح مادام الأمر بهذه البساطة اقتل هذا واعط الحياة لذلك. أؤكد لك يا ليلى من خبرتي مع رجال البوليس في مصر أنهم عاملوني معاملة ملوكية باستثناء رجل في المخابرات وكل ما في الأمر أنه كان يحاول الحصول على المعلومة بطريقته بحسب ما دربوهم في روسيا أيام عبد الناصر... لكني تقابلت مع الشاعر منهم وناس مثقفة منهم كثيرة. البوليس في مصر هدفه ضبط حالة الغوغاء واللي هي سمة غالبة على الشعب المصري.. مجرد واحد بس يقول: الحقوا الغازية هتلاقيهم قلعوا البناطيل وجريوا وتطلع في الآخر معزة. شعب وسخ. هذا آخر ما وصلوا إليه. لابد من ضبط هؤلاء بالضبة والمفتاح، سياسة الدم والحديد هي ما ينفع معهم فقط.

Arrayلو رجع بيك الزمن هتعمل نفس اللى عملته؟
و لا كنت هتفضل مصرى مسلم مسالم بيقول حاضر و طيب و نعم [/quote]

لأني عشت فيما بعد في مكان يقدس الحرية، من داخلي شخصياً عندي المهم هو أن البني آدم يكون من الداخل نضيف ويعمل الخير للكل. حالياً، أعمل وبفرح شديد تصوير لكم رهيب من الكتب الإسماعيلية وأنا لست إسماعيلي بالمرة. هي مسألة تقديس حرية الآخر وتقديس ضميره فيما يعبد أو لا يعبد. عملوا هوجة كبيرة على الفاضي وكأن المسألة هي خروج من فريق لفريق والواحد لا حصل مسلمين ولا مسيحيين. الطرفان تنازعا أيهما يكون هذا الشخص أحق بملكيتهم له وهو في النهاية يشمئز من المسلمين والمسيحيين ويقول: هو إيه اللي حصل من البداية؟ هو كان في إيه من أساسه؟ كل إنسان بداخله ترحال في بحث عن الحقيقة وصراعه الداخلي مع أسئلة قد تؤرق مضجعه وكل همه الحقيقة ولكن الناس لا تسكت وتريد أن "تملك" الشخص ملكية كاملة.

Arrayيمكن تاخد وقت طويل لحد ما تخف من جزء من الصدمة، لكن هتتجاوز الكتير منها إن شاء الله[/quote]

مع الـ تراما trauma فيه حاجة اسمها flashback... مثلا لأن ضابط المخابرات الذي كان يستجوبني كان يقف من خلفي، للآن وقوف شخص ما خلفي يأتي لي بـ فلاشباك وأمنع أي إنسان كائناً من كان من الوقوف خلفي ولو للحظة. جروح غائرة في النفس مع أن هذا الموضوع مر عليه عشرين سنة وأكتر. ولك أن تتصوري بنت في عمر الزهور مثل هذه وستصبح يوماً أم وكيف ينعكس هذا على حياتها ولو عمل واحد من أطفالها حركة معينة وجابت لها ذكرى flashback في الرأس.

مبدأيا، موافقك تماماً في كل كلمة بتقوليها... ولك كل تقديري وتأيدي المطلق في قولك لا وبصوت عالي في مواجهة الظلم.

بستان من الورود لكِ :redrose: