بمجرد الدخول للمدرسة ينغلق الباب خلفك وتنفصل عن البيئة المصرية وتنتقل للبيئة الصحراوية وتظل فيها كل مدة الدراسة وللأبد ، حيث تتخرج شخصاً جديداً منفصلاً تماماً عن البيئة الزراعية ممتلاً بالفخر العسكرى العربى متجولاً من معركة ذى قار حتى معركة أكتوبر المجيدة

ويتم رصف ارضية نفس التلاميذ بالعنف والفخر به ومعرفة فوائده الجزيلة ، وأن العنف هو الحياة والوجود والشرف
فبعد مفر مكر مقبل مدبر إلخ .. ندخل إلى معركة ذى قار المجيدة

وجند كسرى غداة الحنو صبحهم = منا غطاريف ترجو الموت وانصرفوا
لقوا ململمة شهباء يقدمها = للموت لا عاجز فيها ولا خرف
فرع نمته فروع غير ناقصة = موفق حازم في امره انف
فيها فوارس محمود لقاؤهم = مثل الاسنة لا ميل ولا كشف
لما رأونا كشفنا عن جماجمنا = ليعلموا اننا بكر فينصرفوا
لما امالوا الى النشاب ايديهم = ملنا ببيض فظل الهام يقتطف
وخيل بكر فما تنفك تطحنهم = حتى تولوا وكاد اليوم ينتصف
ولو كل معد كان شاركنا = في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف

ففى وقت الصبح وقت الغارة تخرج غطاريف ( أو ربما غطاريس ) يطلبون الموت .. كتيبة تتقدم للموت قوية أنفة حازمة كاملة مستقيمة ناجحة تمسك البيض تحصد به الروؤس وتطحن الأجساد حتى منتصف النهار فينتصروا ، ولو شاركهم كل احد لحصد الشرف ، أو بمعنى أن من لايخرج للحرب لايحوز الشرف

أو بمعنى أن من لايخرج للحرب هو ضعيف عاجز مخرف مفكك ناقص غير موفق

فبينما يحصد الفلاح القمح والغلة نرى هنا حصد الروؤس ، وبينما يطحن الفلاح القمح نرى هنا طحن الأجساد ، وذلك تهيئة للطلاب لممارسة دورهم المنشود وأملهم المعقود فى ممارسة العنف والجهاد وحصد نتائجهم الجزيلة