من الحسد إلى الحقد

نبيل حلجي نائف :97:

في الواقع إنه موضوع شيق وسلس وهو ببساطته وببنائه غير المركب يجعل المتلقي يستشعر نفسيته فإن كانت خبيثة حبلى بالنفاق والرياء والحسد والغيرة و الحقد استوعب ماجاء في هذا المقال وسعى إلى محاربة الأحاسيس والخولج المرضية الدفينة فيه دون هوادة حتى يصحح بذلك صورته من صورة الإنسان /البهيمة إلى صورة الإنسان/ الإنسان .
وأما إن كان قارىء المقال ممن جبلتهم الطبيعة على حسن الطوية ونقاء السليقة شكر ذاك التحليل الذي لم يجعل منه إنسانا مركبا يعاني دنسا نفسيا مزمنا ويحاول من خلال ذلك التسامي أكثر فأكثر ... لأن الإنسان ليس لا بقديس ولا بإبليس في هذه الحياة فهو يعيش في مجال البين/ البين ، فكلما استطاع التسامي عن تلك الأحاسيس البغيضة الرتيبة المهترئة تمكن من ملامسة مجال القداسة والألوهية ، وكلما تقوقع في محارة الكره والحسد و الضغينة والحقد والذحل
هوى إلى مجال الحقارة والتشيء.
يعلمنا الفيلسوف الكبير Frederick Nietzsche الذي فكك النزعة الميتافيزيزقية الغربية و الذي حارب النزعة العدمية دون هوادة أو رحمة ، أن الحقد هو أول مدخل للعدمية Nihilisme ومن ثم فالإنسان الحاقد حسب نيتشه هو إنسان انتصرت قواه الإرتكاسية fores reactives على قواه الفاعلة Force actives إنه إنسان يعاني من غلبة اللاشعور على شعوره ومن ثم فذاكرته هي ذاكرة لاشعورية ارتكاسية لأنها لاتستطيع الهضم والنسيان وإنما هي دائمة الإجترار إنه نفس تصور Sigmund Freud للإنسان الحاقد الذي يصفه بكونه يحوي ذاكرة شرجية memeoire anale أي دائمة الإجترار والتكرار إنها تعاني من عسر الهضم ومن ثم فالحقود لعنة الله على ربه :10: هو إنسان شرجي Homme anal
_وإذا كان ذلك هو التعريف الفلسفي للحقد فأين يمكن أن يتجلى لنا ذلك عمليا ؟ أين يتمظهر ويتجلى الحقد في مناحي الحياة المعيشة ؟ وكيف تعرف أنه محقود عليك ؟
إن الحقد يتجلى من خلال استحضارك وتذكرك لذكريات بعيدة مضت وغاب صناعها عن الوجود فخفتت أصواتهم وضاعت قسمات وجوههم ولكن بقيت الأحداث راسخة في الذهن ، هل تعرضت يوما وأنت تدرس في المدرسة ( الصف الأول ) لضرب مبرح ومجاني من معلمتك رغم لإنجازك لدروسك ورغم نجابتك ونبوغك واحتلالك للمرتبة الأولى دائما ؟ مع العلم أن ابن المعلمة الكسول يدرس معك في نفس الفصل الدراسي ؟!
هل تعرضت يوما لضرب ورفس من أحد الزملاء الذي كان يجلس بجوارك لمجرد إن أجبت إجابة سليمة استحقت تنويه معلمك فأمر التلاميذ بالتصفيق !
هل استشعرت يوما وأنت تلقي عرضا في مرحلة تعليمك الجامعي مثلا بريق الظغينة في بعض الأعين وأنت تحيط بموضوعك من كل جانب و تظبطه ظبطا وما إن تنتهي حتى تبدأ التكتلات ضدك فتخرج البغضاء من أفواههم ولو علمت ماتخفي صدورهم لفررت إلى جزر الوقواق :lol2:
هل كثرت حولك الإشاعات ومحاولات التشويه والنيل منك بكل الأشكال لالشيء سوى لأنك حدودي في معاملاتك و لأنك لاتكلم أي ابن زنا ممن تعرف أو لا تعرف :lol22:
هل تخرج دوما حليق الوجه مبتسما نظيف اللباس والوجدان ؟ وهل تستشعر رغبة الآخر في اختراقك ومعرفة مايدور في داخلك ومن فوقك ومن تحتك وفي شمالك و يمينك ؟
هل تعرضت يوما ما لمحاولة تسمم أو تصفية إما لتفوقك أو حسن هندامك أو وسامتك ! أو شيء من هذا القبيل ؟

إذا كانت إجابتك بنعم فاعلم أنه محقود عليك واشفق عليهم واعطف لأنهم ضحايا تربية أمهاتهم الأميات وادع لهم بالعلم والمعرفة وأما إن كانت إجابتك بلا فاعلم أن الحياة حفظتك من تلك الديناصورات الوضيعة :barfy:

:554564:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني