Array


وعليه وجب عليك الآتي
أن تنسب لنا نفسك
[/quote]

المشكلة يا مولاي يجعله عامر ان الاثبات الوحيد اللي عندي هو سيرة حياة عم والدي الذي كان يلقب في قريتنا الجبلية الامازيغية الصغيرة بالشريف الظريف مولاي عبد السلام نصره الله ، فقد كان رحمه الله وضع كناشا يستعرض فيه كل رجالات القرية احيائها و من مات منها اثناء حياته و يصنف كل واحد حسب مستقره في الحياة الاخرى يا جنة و يا جهنم و حكمه في ذلك يتبط بدرجة رضاه او نفوره من سلوك الشخص حى انه لما كان يغضب على احدهم او يصطدم معه يصيح في وجهه امام العموم ( يا ويلك جنيت على نفسك فأبشر بجهنم و نارها ) وهنا لا يبقى امامك يا رعاك بانك سوى ان تلحق نفسك قبل فوات الاوان فتعجل بدعوة الشريف الظريف لطاجين او كسكس باللحم ( لو ما في لحم فممكن ان تتخرب عليك اكثر و اكثر ) فيصحح الوضع مرة اخرى و تعود بقدرة قادر ان شاء الله الى الجنة و نعيمها وانهار خمرها و عسلها .
طبعا ستسألني عن الكرامة و هنا ساحكي لك واقعة حدثت نهاية الستينات حيث اعلنت وفاته وامتلأ البيت بالمعزين و النائحين و تقبل ابناؤه العزاء ليستيقظ في عز جو الحزن و الكمد مغادرا غرفته بينما كانوا ينتظرون قدوم المحمل من المسجد القريب ليقودوه الى قبره ( لا تتصور ان طبيبا او ممرضا يعاين الجثت في قريتنا النائية قبل دفنها فالامر متروك لصحاب الخبرة مثل امام المسجد او المغسل ) . سيعيش بعد هاته الحادثة اربعين عاما قبل ان تفيض روحه قبل سنة تقريبا ليحزن عليه كل ناس القرية الذين اعتادوا ان يتعايشوا مع غرابة اطواره و ظرفه .
مات رحمه الله وهو مقتنع كل الاقتناع انه شريف و صاحب كرامة فلا أحد كان يجرؤ ان يشكك في ادعاءاته خوفا من غضبه خصوصا و انه كان محدود التعليم لا يحفظ سوى القرآن الكريم و ثلة من الامداح النبوية ذات البعد الصوفي .