{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فهد غسان هريدي
مرعي عوض غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 22
الانضمام: Feb 2008
مشاركة: #1
فهد غسان هريدي






فكرة مقتبسة بتصرف شديد

(لا أتحدث كثيرا في مواضيع العقيدة و تشعباته،إلا حينما تستفزني سخافة معيقة منسوبة لعقيدتنا دساً مقصوداً)
......

فهد غسان هريدي ، رجل طيب ، لا يرغب في شيء من هذه الدنيا ...إلا الآخرة.

الدنيا للكفار والآخرة لنا . لا داعي لأن يتعب نفسه في البحث أو التعلم، أو التفكير، ذلك وقت يمكن أن يستثمره في حلب النوق و حفظ بعض أبيات الشعر الشعبي عن ظهر قلب، بعض أبيات فقط ، كافية لمغازلة فتيات النجع عند البئر، وكافية لتعجب به أحداهن فيتمكن من اقتنائها مقابل القليل من الشعر الشعبي المتوارث.
فاكتفي بفترة التعليم التمهيدي عند فقي الجامع.
هذا ما اعتنقه صغيرا، و ... كبيرا.
من خلف الإبل و البئر استطاع أن يحقق ذاته المتمثلة في اقتناء امرأة و بيت مناسب، كما استولي على كهف اكتشفه صدفه قرب بيته، فاستغله مخزنا للغلال لتموين أسرته و دوابه. لم يبقى إلا ضمان الآخرة.
.....
في صلاة من يوم الجمعة، استوقفته آية من القرآن الكريم تـَعـِدُ بجنة عريضة، عرضها اكبر من العالم الذي يعرفه بمراحل.

متسلحا بالفاتحة والمعوذات، سارع إلى مغفرة من ربه و جنة عرضها السموات والأرض بأداء فريضة الحج، ليعود كما ولدته أمه بالضبط.
.....
بعد انصراف المهنئين بسلامة العودة والمتمنين له عودة إضافية، كاحتياط ضد أي زلات طارئة، استفرد بالفقي ، منحه قطعة كعك متبقية وسأله، الآن ضمنت الآخرة بحول الله أليس كذلك؟؟
- المرء يعود من الحج مغربلا من كافة ذنوبه، والجنة درجات فهناك من له في الجنة قصرا واحدا و هناك من ينال سبعون قصرا ( جنات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا ) ( متكئين على سرر مصفوفة و زوجناهم بحور عين ) وأضافً من عنده ثمن قطعة الكعك .. و بكل قصر سبعون غرفة و بكل غرفة سبعون حورية.
أقترب فهد من الفقي ،و منحه كوبا إضافيا من الشاي الساخن، قائلا:
- ســ ســ ســ سبعون حورية و سبعــــ.....أكيد أن هذا من نصيب الحاج ؟!
- لا يكفي الحج وحده، المؤكد أن ذلك سيكون لمن يتمسك بالمواظبة على فعل الخير و أداء الزكاة و الحسنات، فلكل حسنة عشرة أمثالها.
- يعنى..يعني كم بالضبط ، كم يلزم الواحد ليضمن تلك القصور المعبأة بخيرات الله؟

كان سؤاله اقتصاديا بحتا، لكن الفقي تجاهل الإجابة متعمدا، ليلقمه بخطبة متحذلقة عن التزام التقوى وجمع الحسنات.
....
ذلك حديث أصابه بالأرق لعدة أيام ..يا للهول ! سبعون حورية في سبعين في...
سهر أربعة ليال متوالية يحك رأسه أحيانا و يدعك جبهته أو يطرقها في أحيان أخرى، محاولا حساب المسألة على طريقته، كان أمرا مؤرقا لمن لا يتقن الجمع والطرح، و يستعمل أصابع كفيه في الحساب، كم صدقة بعشرة امثالها للقصر الواحد ؟؟ كم تتكلف غرفة تعج بالحوريات وكم تساوي الحورية الواحدة ؟؟

اضطر لاستعمال أصابع أرجله أيضا ليضبط الحساب، تخيل أنه باع ممتلكاته بأغلى سعر في السوق، و تصدق بثمنها على باب الجامع ، لم تضبط الحسبة معه، إذ أنه كان يضطر لدعك جبهته بأصابعه، فتنفلت منها الأرقام و تتبعثر، نغز امرأته التي تغط تحت الغطاء ليستعين بأصابعها، و يتمكن من معرفة متوسط ما يلزمه بعد التقريب.

- ركزي معي ألف دجيال* نقسمها على خمسين دجيال كم الناتج؟؟
-ماذا تعني بألف؟؟
-عشرة مئات ما هذه الحمارة !!!
ومن أين لك عشر مئات يا حمار؟
ابتلع رد الإهانة لحاجته الماسة لأصابع زوجته كلها.

- سأبيع بعض مقتنياتي و معها هذه الأسورة ، مشيرا إلى أسورة لا تخلعها من يدها،إذ تعتبرها ذخيرتها الوحيدة ضد غدر الذكور أو الزمن.
-لا يوجد حمار هنا غيرك ، تريد أن تبيع أسورتي لتنال الحوريات؟؟ يفتح الله، و لماذا لا افعل ذلك أنا؟ أنا أيضا أريد حوريين.
قالت ذلك و هي تنثر الأرقام منسحبة تحت البطانية.
تجاهل فهد غسان هريدي الحوريات ، وتغاضى عن الأرقام المنفلتة مؤقتا، مندفعا بسخطه لكمَ امرأته على أسنانها الأمامية من فوق الغطاء أولا، ثم شدها من شعرها وضم كفاه المعبأتان ببقايا الأرقام حول رقبتها. ضمهما بسخط الأنانية والغيرة، ضمهما جيدا.

- تريدين حوريين ؟؟ ماذا تفعلين بهم؟؟ قولي، قولي ماذا ستفعلين معهم ؟؟ ألست كافيا لك ؟؟ كم تريدين منهم؟؟ قولي، قولي.

ماتت امرأة فهد غسان هريدي، لتفوهها بكلمة حوريين.

دفنها بعد أن ابلغ الجيران أنها أصيبت بالكـُحـَّة التي صعدت بها للحوريين مباشرة.
....
عاد إلى حساباته مستعينا بقطعة فحم، الآن ضمنـَّا الأسورة ، سنبيعها بـــ .... و كوَّم الخطوط على جدران الغرفة، وأضاف القليل على الأرض أيضا، جمع القليل من الحسنات الإضافية، تحوطا لأي خطأ تكون قطعة الفحم قد ارتكبته. في النهاية اكتشف أنه لن ينال إلا قصرا واحدا. هذا لا يكفي، قال له رأسه، ستكون مزحة كل الحوريات هناك، لا مفر من الاستعانة بالفقي فقد يجد لك مخرجا.
....
- عليك أن تفك الألف دجيال إلى مائة ألف مدف** ثم تختار يوم الجمعة و غيره من أيام الله المباركة، لتجلس أمام الجامع و تعطي كل متسول مدف واحد فقط. شرح له كيف أن الحسنة في أيام الجمعة تتضاعف سبعون مرة، وفي غيرها من الأيام الأكثر بركة يتضاعف هذا الرقم أيضا.
- يا بلاش ! يا الله... كم أنت حنون.
نفذ ذلك بسرعة توالي الجـُمع والأيام الأكثر بركة، و بمساعدة نظريات الفقي الرياضية.
استطاع فهد غسان هريدي أن يقفل حساباته، باطمئنان مغلف بالقصور على شواطئ أنهار اللبن والعسل.
....
جاء حاجـُّنا يدعك كفيه منشرحا، راغبا في تعزيز قصوره سأل الفقي:
- أظن الآن كل شيء مضمون؟
- مبروك
- الله يبارك فيك..و عقبالك .
- لا..لا أنا لدي ما يكفيني، لدي أكثر من سبعين ألف قصر في الجنة و كل ليلة أقراء دلائل الخيرات فأضيف سبعين ألف أخرى.

رفع فهد غسان الهريدي رأسه الذي كان يطأطئه أمام الفقي بحكم التبجيل المعتاد، رفع رأسه مستغربا ، أدرك أن الفقي لم يبلغه بدلائل الخيرات، خدعه متعمدا، وتركه يختار أن يبعثر الأرقام و يقتل زوجته بالكحة أيضا ، نظر له بأعين حانقة، متعجبا و متسائلا.
- لماذا لم تبلغني بهذا من قبل؟؟
- أخبرك بماذا؟؟
- بالسر في قراءة دلائل الخيرات، كنت سأقرؤها ألف مرة، أنا أيضا.
- أنت لست فقيا، أنت لو قرأتها ألف مرة لن تتحصل على كوخ صغير خال من حورية واحدة.
- ولماذا ؟ ألسنا كلنا بشر أمام الله ؟؟
- هذا كفر يا حمار
- لا يوجد هنا حمار غيرك.

قال له ذلك، متذكرا وجه امرأته في ليلة الحسابات العسيرة والخنق المؤدي إلى الكحة، ثم مد عنقه جيدا و بصق على الأرض لقد شعر أنها تتمتع بالحوريين، بينما فقد هو كل شيء.

هل نريد أن نسمع بقية الحكاية، أم نكتفي بحد البصاق ؟؟
....
نكتفي عند البصاق
....
* دجيال = دينار – جنيه – ريال
** مدف = مليم – درهم - فلس
.........
قال : ...الهلوسة التي تصيب بعض المؤمنين لها أشكال مختلفة. البعض تصيبه بالإجراءات والآخرين بإطلاق الأحكام والتطرف فيها. البعض الأخر بالاعتقاد أن الله يهتم بالصغائر والدقة في تطبيق الأمور. الهلوسة انتشرت وشاعت ليصبح التطرف عادة محترمة ومفضلة عند الكثيرين.الراشدي
أريد أن أقول : إن لدينا تل متهرئ من الفهم الخاطئ و العادات السخيفة والأعراف المعرقلة والتقاليد المعوقة غيبت الوعي، ولا بد لنا من إلقائه في المحرقة ، واستحداث ما يناسب عصر التقنية من بدائل لا بد أن تسود بالاقناع ، خالية من الجهل و السخف والعرقلة والإعاقة.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-28-2008, 01:35 AM بواسطة مرعي عوض.)
04-28-2008, 01:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
فهد غسان هريدي - بواسطة مرعي عوض - 04-28-2008, 01:28 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS