الزميل المفتش كولومبو والزملاء الأعزاء

في واقع الأمر فإن الأموال التي تحصل عليها المؤسسات الدينية في مصر مثلاً تقدر بالمليارات شهرياً وأستطيع أن أجزم بأن ميزانية الكنيسة القبطية والمؤسسات الإسلامية تقترب كثيراً من ميزانية الدولة المصرية إن لم تكن تفوقها. فمن خلال عملية حسابية بسيطة، نفترض أن متوسط دخل القبطي الشهري هو 5000 جنيه، يقوم بدفع 10% منه إلى الكنيسة، وأن القوة العاملة للأقباط حوالي 3 ملايين شخص أي أن دخل الكنيسة الشهري من العشور هو 500 × 3،000،000 = مليار ونصف (ألف وخمسمائة مليون جنيه شهرياً).
وبضرب هذا الرقم في 12 نحصل على 18 مليار جنيهاً سنوياً (وأظن أن الكنيسة تحصل على ضعف هذا الرقم فعلياً من أثرياء الأقباط وأقباط المهجر أيضاً).
أما أموال الزكاة والتبرعات الإسلامية فهي تشكل ميزانية ضخمة جداً هي الأخرى، إلا أن حسابها أصعب بكثير، حيث أنه لا توجد جهة محددة منوط بها جمع أموال الزكاة والصدقات وخلافه، بل يقوم كل مسجد بتخصيص لجنة أو لجان لجمع الزكوات والصدقات والتبرعات.
ولحساب الأموال التي يدفعها المسلمون في مصر دعنا نعتبر أن متوسط المبلغ المستحقة الزكاة عليه هو 50000 جنيه سنوياً وأن عدد المزكين في حدود 35 مليون فقط ، حصة الفرد هي ربع عشر المبلغ أي حوالي 1250 جنيه فيكون إجمالي المبالغ المسددة 43 مليار وسبعمائة وخمسون مليون جنيه سنوياً.
هذه الأرقام تقديرية جداً وحذرة جداً، لم تراعي أنواع الزكوات الأخرى كزكاة الذهب والفضة والزروع والفطر .. إلخ. ناهيك عن التبرعات المختلفة وكذلك الأموال التي يجنيها الدعاة والشيوخ من بيع الكتب وشرائط الكاسيت والأقراص المدمجة.

السؤال المهم: أين تذهب كل هذه الأموال ؟!
الإجابة الواضحة: جيوب فضيلة الشيوخ ونيافة الأساقفة.
وبطبيعة الحال فإن أي مشروع إستثماري يلزمه دعاية ومصروفات إدارية، تذهب إلى الفقراء والمحتاجين، وتنفق في في بناء الكنائس والمساجد والأديرة والمصحات المجانية الملحقة بالمساجد والكنائس، والتي تعتبر مركز جذب لمزيد من التبرعات والهبات والصدقات ... وهلم جرا.

وعلى رأي أستاذنا بهجت : رزق الهبل على المجانين .. وما أكثرهما!.

نحن يا سادة نتكلم عن مئات المليارات التي تنفق سنوياً فيما لا طائل منه .. اللهم إلا النذر اليسير الذي ينفق في أوجه منطقية ومعقولة لذر الرماد في العيون، لذا لا يستغربن أحدكم عندما يرى فضيلة الشيوخ ونيافة الأساقفة وهم يستميتون في الدفاع عن دينهم، وهل يترك عاقلاً الفرخة التي تبيض له ذهباَ؟؟!

مع تحياتي