حسنا .. قد نجد بالفعل شخصا تمرس على الخلاعة والمجون ينقلب بلمح البرق الى انسان طائع متعبد متنسك .. نفتش عن الاسباب فنجدها موعظة رقيقة تسيل لها الدموع .. أو خطبة فصيحة تلامس القلوب .. كل هذا ممكن .. ولكن السؤال: كم عمر هذه التوبة التي تصنعها خطبة أو موعظة ؟ .. وكم ستدوم ؟ .. وهل ما بني على العاطفة لا غير سيكتب له البقاء ؟ .. وهل ردات الفعل العاطفية كافية لصنع مواقف ثابتة لا يحيد عنها صاحبها ؟ ..

أمثال هذه القصص (التي نسمع الكثير منها يوميا) تذكرني بردات الفعل الشعبية تجاه الأزمات السياسية العاصفة .. وخصوصا السياسات الأمريكية في المنطقة .. فعلى أثر اي عدوان امريكي تتصاعد حدة المواقف الشعبية الداعية الى مقاطعة البضائع الأمريكية ، والتي تكون في الغالب شديدة القوة والعنفوان ..

أذكر أن استاذي الذي تدربت عنه (وهو مدخن بشراهة) كان يدخن دخانا امريكيا .. وفي اعقاب الغزو الأمريكي للعراق اتخذ استاذي قرارا حاسما بمقاطعة الدخان الامريكي .. بعد اسبوع فقط فوجئت به يدخن سيكارة امريكية ! .. فتعجبت وسألته عن السبب وهو الذي القى على مسامعنا قبل اسبوع فقط محاضرة في الأبعاد السياسية والاقتصادية لسلاح المقاطعة .. ابتسم وقال: يلعن عرض الدخان الأمريكي ما في بعدو دخان :cool:..