{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلمانية الهادئة :
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #15
العلمانية الهادئة :
الزميل المحترم نيقولا .
تقديري .
لتعريف العلمانية أفضل مقتربا موسوعيا أكثر وضوحا و عمومية ، دون تقييد العلمانية بأي من متلازمتها الأكثر شيوعا مثل الديمقراطية أو الليبرالية أو أي من الأنساق الأخلاقية المتحررة ، فالعلمانية تعبير شائع و لكنها مفهوم مازال غامضا و ملتبسا في عقول الكثيرين ، و هناك العديد من التعريفات التي تفي بالغرض ،و ليسمح لي الزملاء بعرض تعريفا قمت بتنقيحه مرات عديدة خلال الأعوام السابقة ،وهو لن يكون جديدا كلية و لكنه سيتكامل مع ما قدمه الزملاء .
إن العلمانية Secularism,( الأدق العالمانية من العالم ) (Laïcité بالفرنسية) .
هي رفض الصيغ والممارسات الدينية و المقدسة عند التعاطي مع السياسة أو الفكر ، وذلك لصالح الأسلوب العقلاني في التفكير و اتخاذ القرارات .
و تعود اللبنات الأولى للفكر العلماني إلى القرن السابع عشر بما عرف بالرؤية العلمانية secular vision على يد نخبة من ألمع العقليات التي أنجبتها البشرية في الغرب مثل سير فرانسيس بيكون و سير اسحاق نيوتن و فولتير و رينيه ديكارت . وفي أوروبا و الولايات المتحدة تعود العلمانية المعاصرة إلى القرن الثامن العشر الذي يعرف بعصر العقل و التنوير Age of Enlightenment or Age of Reason . و ذلك عندما بدأ المفكرون التنويريون في الهجوم على السلطات الدينية و التقليدية التي تكبح حركة المجتمع ،و قد تبلورت تلك الجهود في فصل الكنيسة عن الدولة ،من أجل إطلاق الملكات المبدعة الخلاقة للإنسان ، و لكي يمارس وجوده متحررا من الخوف و العبودية ، و أن تساس الدولة بالعقل بدلا من التقاليد و الشعارات ( الدوجمائية ) . و يعتبر دستور الولايات المتحدة الصادر عام 1787 أوضح مثال على علمانية القرن الثامن عشر ورغم ذلك فلم تنشط الحركة العلمانية في مختلف الدول الأوروبية بنفس القدر و لا في نفس الوقت ، فالأفكار تتغذى على بعضها ، ففي المجتمعات الكاثوليكية كفرنسا حيث نفوذ الكنيسة كان طاغيا و خانقا كانت العلمانية عنيفة و معادية للدين ، أما في المجتمعات البروتستانتية كالمملكة المتحدة ، كانت العلمانية مساومة و تسكعت طويلا قبل أن تحسم أمرها مع السلطة الكنسية !.
في المقابل و على النقيض من العلمانية هناك الثيوقراطية حيث تهيمن السلطة الدينية على المجتمع و تدير الحياة السياسية كما هو الحال في إيران منذ ثورة 1979 ، و هناك شكل آخر لهذا الدمج بين السلطة السياسية و الدينية هو سيطرة السلطة السياسية على الدين و توظيفه لصالحها كما هو الحال في السعودية و سودان الجبهة الإسلامية . و يقوم الأصوليون الإسلاميون بحملات مبرمجة للوصول إلى سيطرة السلطة الدينية على مقاليد السياسة ، على أساس خصوصية الدين الإسلامي الذي يرونه بالأساس دولة و دين !.
هكذا نجد أن العلمانية ليست دينا مقابل دين ( الإسلام مثلآ ) بل هي حتى ليست مبدأ محددا أو منتجا فكريا نهائيا ، و لكنها مجرد اتجاه عقلي ( mental attitude ) أو منهج فكري في مقاربة الإشكاليات الأساسية ، و بالتالي فمن غير المنطقي أن نحصر العلمانية في فكر أحد من العلمانيين ، بل أن كل النظم السياسية و الحضارية المعاصرة باختلافها البين هي نظم علمانية ، من أوروبا و الولايات المتحدة حتى الصين و الهند و كوبا ،و حتى وجود أحزاب دينية أو شوفينية متعصبة ضمن هذه النظم لا ينفي علمانيتها ، و لا أعتقد أن هناك أحد يناظر لدولة دينية سوي بعض المسلمين ( خاصة في المجتمعات الأقل تطورا ) ، فمثلا هناك أحزاب ديمقراطية مسيحية و لكنها لا تكفر معارضيها ،و لا تدعى احتكار الدين و لا تطالب بتطبيق الفقه المسيحي على المجتمع !.
إن مشكلة الفكر العربي المعاصر كما أراه هو التناول العقائدي ( DOGMATIC ) للأفكار ، حيث نتناول الفكرة كعقيدة ، فهناك من يدافع عن العلمانية أو يعارضها بنفس رؤيته للدين ( كفر و إيمان ) ، و يبدوا ذلك مضحكا ، فمن الخطأ طرح المشكلة في صياغتها الحالية ( الإسلام مقابل العلمانية ) ، فذلك غير منطقي مثل مقارنة السمك بأشعة جاما ، و لكن الصياغة المنطقية للمشكلة هي الدولة الدينية في مقابل الدولة المدنية .فالعلمانية كما اتفقنا مجرد اتجاه عام حافل بالتنوع و بجميع ألوان الطيف ، و هناك العديد من المجتمعات التي يمكن أن نطلق عليها العلمانية ، لم تنكر الله و لم تلغ أي دين . بل أن الأديان تمارس فيها بحرية تفوق موطن هذه الأديان نفسها ، فالشيعي مثلا لا يستطيع الدعوة لمذهبه في السعودية و مصر ، و يشرف الشيعة في إيران على المعاهد الدينية التي تدرس المذاهب السنية ، في حين يستطيع كلاهما الدعوة لمذهبه بحرية تامة في الولايات المتحدة و استراليا .
في الخلاصة فإن تعبير علماني يدل حصرا على ذلك الذي لا ينتسب إلى السلطنة الدينية و لا يتضمن أي إلحاد .

العزيز بيوتفل مايند .
تمنياتي القلبية .
تابعت منذ يومين أو ثلاث برنامجا في القناة الثقافية استضاف الدكتور مجدي وهبه ، وهو شخصية ثرية و محاور حاد الذهن بالرغم من تقدمه في العمر ، و كانت الحلقة عن العلمانية ، و في الحلقة كرر د . مجدي وهبه تيمته المشهورة في تعريف العلمانية كونها الحكم على النسبي بما هو نسبي و ليس ما هو مطلق ، و أتذكر بيانا أصدرته مجموعة من المثقفين العلمانيين من عامين أو ثلاث ، و صاغه د . مجدي وهبه مستخدما نفس التعريف الأثير لديه (الحكم على النسبي بما هو نسبي و ليس ما هو مطلق ) ، و في الواقع كان هذا التعريف للعلمانية جديدا علي رغم إهتمامي المتصل بقضية الأصولية ، ولا أنكر أني صدمت بالبيان الذي قرأته في جريدة القاهرة ، فقد كنت أتوقع شيئا أكثر وضوحا و حسما ، من رجل أحبه و أقدره كثيرا كالدكتور مجدي وهبه ، و لكني شعرت كغيري من متابعي المناخ الأصولي في مصر ، أن الرجل يتحايل لإيصال فكرته ، وربما كان هذا أكثر مما نطلب من مثقف قبطي موغل في الشيخوخة ،و في مناخ أصولي متعفن للغاية ، رغم هذا هناك من يأخذ على د. مجدي التزامه بهذا المقترب الفلسفي الغامض ، فعندما تعرف مفهوما مطروقا مثل العلمانية مستخدما مصطلحا آخر أكثر غموضا هو المطلق ، فأنت ستزيد القضية غموضا و لن تشرحها ، هذا التعريف يناسب فيلسوفا و ليس مثقفا شائعا كما نصادفه في الحياة الواقعية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-28-2008, 05:05 PM بواسطة بهجت.)
04-28-2008, 05:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلمانية الهادئة : - بواسطة نيقولا ديب - 04-26-2008, 02:44 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة خالد - 04-26-2008, 10:27 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة Beautiful Mind - 04-26-2008, 11:52 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة Awarfie - 04-26-2008, 12:06 PM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة Awarfie - 04-26-2008, 12:25 PM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة خالد - 04-26-2008, 01:40 PM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة نسمه عطرة - 04-26-2008, 01:53 PM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة نيقولا ديب - 04-26-2008, 05:06 PM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة خالد - 04-27-2008, 01:02 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة نيقولا ديب - 04-27-2008, 01:47 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة نيقولا ديب - 04-27-2008, 01:56 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة بهجت - 04-27-2008, 04:58 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة Beautiful Mind - 04-28-2008, 05:42 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة Beautiful Mind - 04-28-2008, 05:52 AM,
العلمانية الهادئة : - بواسطة بهجت - 04-28-2008, 05:00 PM
العلمانية الهادئة : - بواسطة نيقولا ديب - 05-01-2008, 11:34 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العلمانية .. قضايا و آراء . بهجت 31 12,267 09-23-2011, 02:54 PM
آخر رد: بهجت
  العلمانية والدين .. والمأزق العربي Reef Diab 25 5,655 09-21-2011, 10:15 PM
آخر رد: أبو نواس
  العلمانية القوية و العلمانية الضعيفة Brave Mind 8 2,455 07-03-2011, 05:12 PM
آخر رد: Brave Mind
  العلمانية باختصار : خروج من هيمنة الدين.... (مقال رائع) .... العلماني 0 2,115 01-06-2011, 01:36 PM
آخر رد: العلماني
  عن أسباب ضعف "العلمانية والعلمانيين" في عالمنا العربي والإسلامي ...(بعض النقاط) العلماني 58 14,874 10-24-2010, 08:02 AM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS