السادة الزملاء .. تحياتي
أشكر الزميل بني آدم والأستاذ بهجت على ترحيبهما بي، فأنا قد إنقطعت عن المنتديات لفترة تزيد عن الثلاث سنوات لأسباب الإنشغال في العمل، وكان لدي اليوم فسحة من الوقت سمحت لي بالولوج إلى نادي الفكر ومنتديات أخرى للإطلاع وتبادل الأفكار، ولا أضمن أن تبقى هذه الفسحة طويلاً، لذا فإعذروني إن إختفيت مجدداً.

يقول الزميل sam4ever

[quote name='sam4ever' date='Apr 28 2008, 09:13 PM' post='481320']
كما ان تقديراته جزافية للغاية
[/quote]

وهذا ما أكدته من قبل وهو مفهوم بشكل بديهي!
فلكي تكون التقديرات غير جزافية، يجب أن نقوم بمراجعة دفاتر حسابات وموارد ومصاريف المؤسسات الدينية، وهو أمر غير متوفر بالنسبة لي بطبيعة الحال، كما أنه مستحيل عملياً لأن جزء كبير من الأموال التي تحصل عليها هذه المؤسسات يتم من خلال صناديق التبرعات والنذور .. إلخ ، أي بدون إيصالات رسمية وحسابات دفترية.
علماً بأن التقدير الجزافي يكون مقبولاً قانونياً وضرائبياً في حالة غياب الدفاتر المحاسبية المعتمدة.
أي أن عبارة" تقدير جزافي" ليست خطأً أو حاجة الواحد يتكسف منها.

[quote name='sam4ever' date='Apr 28 2008, 09:13 PM' post='481320'
هل هناك مصر واحدة هى التى احيا فيها ام ان هناك مصرا اخرى يعرفها الزميل حيران
[/quote]

من المؤكد - ودون النظر في نبرة السخرية - أن هناك أكثر من مصر.
أي أن مستويات المعيشة متفاوتة ومختلفة جداً داخل البلد الواحد، فقد يرى شخص ما أن الرواتب والأجور التي كتبتها هنا مبالغ فيها جداً ، وقد يرى آخر أنها أقل بكثير من الواقع.
وهذا أمر طبيعي وبديهي.
المشكلة هي أن من يدفع 50 جنيهاً زكاة سنوية يظن أن كل دافعي الزكاة في مصر يدفعون 50 أو على الأكثر 100 جنيه سنوياً ناسياً أو متناسياً أن هناك من يقوم ببناء مسجداً أو مصحة أو داراً للأيتام على نفقته الخاصة، متكلفاً الملايين.
ملحوظة هامشية : التبرعات العينية من نوعية بناء المستشفى أو دار الأيتام ليست حلاً أكيداً لمشكلة سرقة أموال التبرعات والصدقات من قبل المؤسسات الدينية، لأن من يتبرع بذلك يقوم فقط بالتمويل بينما تقوم اللجان المسئولة بشراء الخامات من حديد وأسمنت .. إلخ والتعاقد مع المقاولين وإعداد الرسومات والتراخيص .. إلخ، وطبعاً هؤلاء لهم نصيب شرعي حلال بلال من الوليمة .. أوليسوا بالعاملين عليها ؟


[quote name='sam4ever' date='Apr 28 2008, 09:13 PM' post='481320'
لا توجد عندى مشكلة فى مسألة اين تذهب نقود المساجد والكنائس
فالمؤمنون دفعوها وليفعلوا بها ما يحلو لهم
واشعر باستغراب شديد من اهتمام الملحدين بموضوع لا يعنيهم اصلا
1- وجود مراكز خدمية تابعة للمسااجد والكنائس هو شيء جميل حتى وان كانت خدماتها قاصرة على ابناء الطائفة
فهى اولا واخيرا نقودهم ومن حقهم انفاقها كما يشاؤون
2- تنفق المليارات سنويا على عبث وترف الاغنياء دون ان يعترض احد ولا يوجد عندى ادنى اعتراض لانها فى النهاية اموالهم ةليفعلوا بها ما يحلوا لهم
3- الاصرار على حشر الدين فى كل اخطائنا شيء غير صائب . فهناك الكثير من المراكز الخدمية الدينية التى تقوم بدور اكثر من ممتاز للتخفيف عن المواطنين
اختلافنا مع المؤسسة الدينية ومع الدين نفسه لا يجب ان يفقدنا حيادنا عند مناقشة اى موضوع خاص به
[/quote]

هنا إشكالية كبرى، فكيف لا نهتم بأموال المواطنين؟ ومن لم يهتم بأمر المواطنين فليس منهم !
ثم من الفوائد الأخرى :
1- توضيح أن المؤسسات الدينية لا تعمل "لوجه الله" كما يدعي أهلها، بل أنهم ينالون من المكاسب والمغانم ثروات لا بأس بها.
2- ميزانية المؤسسات الدينية في مصر خصوصاً تعد خصماً من حقي كمواطن، فكثير من التجار ورجال الأعمال يتهربون من دفع الضرائب ويزورون سجلاتهم وحساباتهم ويحتجون بأنهم يدفعون الزكاة وأن الضرائب ليست إسلامية.
3- في ظل أزمات الفقر والغلاء التي تهدد أمن وإستقرار المجتمع لابد من كشف حسابات المؤسسات الدينية من المصادر المختلفة بل محاسبتها ضرائبياً وضخ هذه الأموال في تنمية المجتمع بدلاً من أن تتحول إلى مصادر خلفية لتمويل الإرهاب والفكر الظلامي وحركات الإرتداد الفكري والتعصب الطائفي، إضافة إلى جيوب الدعاة والشيوخ والأساقفة.
4- ميزانية المؤسسات الدينية تسمح بقيام دولة داخل الدولة، وتضعف من سلطة وهيبة الدولة، وقد حدث ذلك في مصر في السنوات الأخيرة بصورة رهيبة.

والحقيقة أنه بالإضافة لأموال الزكاة والعشور والنذور والهبات والصدقات، فيجب أيضاً على الدولة تقنين الأموال التي تنفق على مناسك الحج والعمرة، وهي أيضاً مبالغ باهظة تبلغ المليارات يتم دفعها بالعملة الأجنبية والمستفيد الأكبر منها هي دولة شقيقة غنية بالبترول، وتساهم هذه المبالغ في رفع أسعار الدولار في مواسم بعينها (كنصف شعبان ورمضان وموسم الحج) ومعلوم أن سعر الدولار يؤثر في أسعار معظم السلع والخدمات في مصر بطريقة أو بأخرى.

أما بالنسبة للمراكز الخدمية للكنائس والمساجد، فهي بلا شك أمر جميل ونشجع عليه بشدة، علماً بأن خدمات هذه المراكز لا تقتصر على أبناء طائفتها فقط وأنا على ذلك شهيد فالمراكز الإسلامية تقدم خدمات مجانية لمسيحيين والمراكز المسيحية تقدم خدمات مجانية لمسلمين، وقد شاهدت ذلك بأم عيني، بل ربما يبالغ القائمون عليها في خدمة المختلف .. ربما كنوع من التبشير أو الدعوة.

لكن كما ذكرت سابقاً فإن أي مشروع إستثماري تلزمه دعاية، وهذه الخدمات هي أفضل وسيلة للدعاية ولجلب المزيد من المتبرعين.

المقارنة بين عبث وترف الأثرياء وبين ميزانيات المؤسسات الدينية غير منطقية إطلاقاً وليس لها ما يبررها.
فالأثرياء يعبثون بأموالهم وليس بأموال التبرعات التي تلقوها من المخدوعين، ثم إن عبث الأثرياء يفتح أبواب رزق وعمل لغيرهم، بل أن أحد أسباب إرتفاع معدلات التنمية في أي مكان في العالم، هو إرتفاع الأنماط الإستهلاكية وزيادة أوجه الصرف على الخدمات والسلع الترفيهية، فإن ذلك يضخ سيولة نقدية في الأسواق تسمح باستمرار عجلة العمل في الدوران. إن أحد أهم أسباب إرتفاع معدلات النمو في الصين (الشيوعية) هي إرتفاع معدلات الإستهلاك وظهور أنماط إستهلاكية ترفيهية مترفة وعابثة على حد وصفك.

وفي النهاية يجب على الدولة أن تراقب ميزانية المؤسسات الدينية في مصر وأن تسعى لإدماج هذه الميزانيات في موارد الدولة حتى لا تبقى "عزبة" خاصة لرجال الدين ولكي تعم الفائدة على كافة المواطنين.
وفي رأيي أن الإسلاميين إذا وصلوا إلى سدة الحكم فإنهم لن يسمحوا بوجود إقتصاد مواز لإقتصاد الدولة يضعف من هيبتها ويقسم ولاء المواطنين.

وشكراً للجميع