أمريكا ليست دولة من الشرق الأوسط ، بل هي نصف تجارة العالم و 3/4 مخترعاته ، و لن نكون كبارا بإلقاء الحجارة على الكبار بل سنكون صغارا و اكثر صغرا .
أمريكا في طريقها لما بعد الديمقراطية أو ديمقراطية الكبار ، ديمقراطية المؤسسات العظمى، و ما أراه في الإنتخابات الأمريكية يذكرني بدوكاكيس و حملته ضد ريجان ، أقصى اليسار ( الأمريكي بالطبع ) ضد الليبرالية الجديدة الكاسحة ، لو كان لدى الديمقراطيين أملا حقيقيا لرشحوا حصانا (واسب ) حقيقيا كينيدي أو كلينتون جديد ، و لكن الطموحين لن يدخلوا الآن ، في الإنتخابات الثانية لبوش الإبن راهنت على نجاحه ضد كل المؤشرات ، لست لأني لست ثوريا ( من ثور ) و لا لأني اعادي كيري القومي العربي !، و لكن لأن موجة مثل اليمين الجديد لا تنتهي سريعا في أمريكا بل تمتد ل20 سنة تقريبا ، سيعجل فشل بوش في حملته الشرقية بانكسار التيار اليميني ( لا شيء ينتهي في امريكا تماما ) ،و لكن ليس قبل فترة أو 2 لماكين ، ماكين ليس قويا تماما ،و لكنه TOUGH ،و لن تسمح المؤسسة العسكرية الأمريكية بخروج سريع من الشرق الأوسط بأسلوب أوباما الرخو ،و لن يترك سيدة ليبرالية جدا مثل هيلاري تقود أمريكا الان .
أمريكا الآن في منتصف حربها ضد الإسلام الأصولي ، يمكن حتى ان نقول ضد الإسلام كله ،و هي لن تغير الحصان في منتصف السباق .
ماكين قادم و معه في التذكرة وجه جديد ،و لكنه سيكون عنيفا أيضا .
و لنرقب ما تأتي به الأيام .
بالمناسبة لم تسقط توقعاتي منذ كينيدي حتى اليوم .