أخي العزيز رحمة:

أعرف من البدء أنك من المعتدلين ومن أهل الوسطية وهذا سرّ إعجابي الخالص والشديد بك منذ زمن.

أنظر يا صديقي إلى إيران اليوم والتي كانت الإمبراطورية الفارسية بأفقها الواسع والتي خرج منها زرادشت فقلنا هكذا تكلم زرادشت وعرفنا الفن الفارسي الإيروسي وتفوق الفرس في فكرهم الليبرالي وانفتاحهم والانقلابة الكبيرة التي تلت وصار النساء اليوم لا ترى منهن سوى العيون فقط.. لا يهمني سيادة الإسلام أو الزرادشتية ولا يهمني كيف يصل الناس للمعبود أو بأي طريق ولكن يهمني جداً أن يتنفس الناس بحرية ودون أي خوف وبدون أي قيود تكبل المعصم لديهم أو سلاسل تتسلسل بها أعناقهم.

لا أقول أبداً بسمو الغرب على العرب فكل مجتمع وله آفاته ولكن لأني أحب تراثي وتاريخي العربي الشرقي أريد له أن يظهر في أبهى وأحلى صورة. لن أخفيك: الثيوقراطية ترعبني وتصيب نفسي بالقتام ولا أحدد دين ما.. المسيحية لو تسلطت تسلط ثيوقراطي فهذا أبشع كابوس ولنا في التاريخ عبرة.

شكراً جزيلاً للطفك وإجابتك وتظل دوماً محل إعجاب صادق من جانبي.