عزيزي في رأيي ان ما أخر التغيير في مصر هو احتواء النظام لقوة المعارضة الرئيسية ( الاخوان المسلمين ) وفق تحالفات غير معلنة الشيء الذي حيدها عن كل حركات التغيير التي تنشط في المجتمع المصري الان ، هاته الاخيرة التي يبقى تأثيرها قاصرا بسبب تناقضاتها الداخلية و غياب شخصيات كارزماتية في صفوفها و الاساسي هو انها لم تنتج لحد الان زعيما بديلا لشخص مبارك ، طبعا العامل الاول و الرابع فيما سبق هو ما يجعل مصر تختلف اساسا مع الوضع في ايران قبل الثورة كما حاول الكاتب ان يصور رغم انهما يشتركان معا في سيادة ثقافة الخوف من السلطة التي زرعها السافاك في ايران قبل الثورة و تحول مصر الى اكبر دولة بوليسية في المنطقة بجيش عرمرم من رجال الامن و المخبرين و بقضاء عسكري و نيابة امن دولة تشتغلان بالتعليمات .
النظام المصري ايضا قام بتفخيخ كل الاحزاب المعارضة في السنين الاخيرة و جعلها تعيش ازمات داخلية و صراع قيادات اضعفتها بشكل كبير ( حزب الوفد ،حزب الغد ، حزب الاحرار ، حزب الشعب .....) ، الا انه في نفس الوقت و بغاية التنفيس و حتى لا يتراكم الضغط يسمح بهامش حرية غير مسبوق بتساهله مع النقد العنيف الذي يمارس ضد النظام و شخص مبارك في الصحافة المسماة مستقلة بشكل يجعل المرء يحار في امره و يتوهم انفتاحا مزعوما .
نصل الان الى العامل الخارجي و الذي يحرص على استمرار صمام الامان في المنطقة الا و هو الدعم الغربي و خصوصا الامريكي الذي لن يسمح ان يفاجئ باسلامي او في افضل الاحوال بناصري في كرسي الرئيس رغم محاولاته الخجولة في الضغط و ايهام المعارضة بجدية مطالبه بالاصلاح و هي لعبة انطلت على أيمن نور الذي يدفع الان سنين عمره في السجن مقابل تهمة ملفقة .
التغيير الشعبي غير وارد اطلاقا في مصر بغياب التنظيم و سيادة ثقافة السلبية و الخوف امام نظام لن يتوانى عن استعمال العنف و التقتيل تجاه اي نزول عشوائي للشارع ، و التحرك عسكري مستبعد جدا لولاءالجيش المطلق لنظام مبارك بعدما نمطه سيادة المشير الخادم الامين الذي لا يهش و لا ينش .
ما سيحدث في المستقبل هو عودة للعمل المسلح او الارهاب كحل اخير مقابل نظام حصن نفسه جيدا ، هكذا ارى الامر والله و رسوله اعلم .