الوقود الحيوي ( Biofuel ) هو وقود تم استخلاصه بطرق صناعية من مواد حيوية / عضوية.

تردد في الاونة الاخيرة الحديث عن الاشكالية التي خلقها الوقود الحيوي ....

الوقود الحيوي حاليا يستخلص من الشعير ، القمح ، الذرة و قصب السكر و كلها تعتبر مهمة في سلة الغذاء العالمية ... قد زاد انتاج الوقود الحيوي بشكل هائل كما أنه يتضاعف حتى أنه يرجح أن سيغطي 30 % من الاحتياج العالمي للطاقة عام 2030 ، هذا كله عائد إلى ارتفاع أسعار النفط ( يقول البعض أنه من الممكن أن تصل الاسعار ل 200 دولار \ برميل ) و ارتفاع الطلب عليه بالاضافة لكونه مصدر غير متجدد للطاقة كما انه يناسب الدول الصناعية التي لا تملك نفطا كالمانيا و فرنسا مثلا.

الاشكالية التي حصلت هي بين الدول الصناعية التي تريد تأمين الطاقة التي تحتاجها لإدارة شؤونها و عجلة اقتصادها بما في ذلك الصناعة و المواصلات التي تستهلك الطاقة بشكل هائل. و الدول الفقيرة التي تحتاج لتأمين الحد الادنى من الغذاء لشعوبها ..

استخدام المواد الغذائية الاساسية في عملية استخلاص الوقود الحيوي أدى إلى تضاعف اسعارها بسرعة غير متوقعة ، مما ساهم في مشكلة التضخم التي تعاني منها غالبية دول العالم خصوصا ان هناك زيادة سكانية هائلة في الدول النامية ، و قد ادى ذلك إلى سحق الفقراء أكثر ..

و صار عندنا Food Vs Fuel اي الغذاء مقابل الوقود.

هناك إشكاليات اخرى مليئة بالتناقض تتعلق بانتاج الوقود الحيوي في العالم ...

فمثلا ، هناك إجماع عند العلماء و المنتجين للوقود الحيوي بانه هذا الوقود سيقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المتسبب الاكبر بظاهرة ال ( Global Warming ) اي ارتفاع حرارة الارض لأن احتراقه أنظف من الوقود الاحفوري ، لكن من جهة أخرى تقوم دولة البرازيل و هي من كبار الناشطين في هذا المجال ( انتاج الوقود الحيوي ) بالقضاء على غابات الامازون التي تعرف بأنها رئة العالم من أجل زراعة أراضيها بقصب السكر لغرض انتاج الوقود الحيوي ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نتيجة هذه التطورات ...

أعتقد ان التوسع في الزراعة سيصبح امرا إجباريا ، كما أن حماية الارض الزراعية ستكون من الاولويات ، و فوق كل ذلك ارى ان سياسات تحديد النسل الصارمة قد تصبح غير مستغربة على الاطلاق في كثير من الدول لأن الغذاء سيصبح محدودا خصوصا أن جزءا كبيرا من ما يفترض أنه انتاج غذائي سيصبح انتاجا للطاقة.