لدي سؤال لكل من يريد انتزاع صفة الحضارة عن المجتمعات العربية الاسلامية في العصور القديمة والوسطى.

في ظل هذه المجتمعات عاش وتعايش المسيحيون ومعهم طوائف اسلامية متعددة بشكل طبيعي للغاية وتجاورت المساجد والكنائس مكانيا ، وسكن الجميع في بلاد ومدن وقرى واحدة في ظل سلطة سياسية واحدة كانت تتغير من حين لآخر.

لكن هل كان يمكن لأي مجتمع من اي عرق كان من المسلمين او المسيحيين الشرقيين او اي ديانة اخرى ان يعيشوا ويستقروا في مناطق أوروبا الغربية الكاثوليكية بل وفي مناطق الدولة الرومانية اثناء وجودها وانتشارها في أوروبا الغربية وحوض البحر الابيض المتوسط ؟؟!!! وهل كان البابا سيسمح بذلك ؟ الجواب هو بالطبع كلا ، ولمن لا يعلم فبعيد سقوط الاندلس لم يتعرض المسلمون وحدهم للاضطهاد ومحاكم التفتيش بل شاركهم في هذه المحنة يهود الأندلس الذين هاجر اكثرهم للمغرب ، حتى الدولة الرومانية لم تكن تختلف عن اروربا العصور الوسطى في هذه الناحية فهي لم تسمح للمسيحيين من أتباع آريوس أريسيين بالعيش بسلام في بلاد الشام ومصر وجنوب اوروبا بل قامت بعمل مذابح جماعية حقيقية وابادة لهم

الديانة الوحيدة التي نالت الاعتراف في تلك الحقب وحق الوجود مع نبذها وعزل اتباعها في جيتوهات واحتقار ابنائها هي الديانة اليهودية لأنها كانت الديانة الأم التي تفرعت عنها المسيحية.

ألا يعد هذا الأمر بحد ذاته فارق حضاري وانثروبولوجي مدهش يستحق معه العرب والمسلمون معه صفة الحضارة بالإضافة لانجازاتهم ومساهماتهم في العلوم الطبيعية التجريبية