{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حول الـ facebook
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #22
حول الـ facebook
انتبه فأنـت مراقــب ... موبايل و انترنت
سمير سعيفان - 30/04/2008

هل تعلم كم أنت مراقب، وكم يُجمع عنك من معلومات؟ هذا السؤال يخص مواطن الدول المتقدمة أكثر مما يخص مواطننا، ولكن دعونا نتتبع هموم ذلك المواطن من باب أن العالم يتعولم.


توفي جدي لأبي وأنا في التاسعة من عمري، ولم يبق في ذهني عنه أكثر من بقايا ذكرى باهتة، وبقايا صورة له، بشاربيه المعقوفين على طريقة أيام شبابه، كانت على بطاقته الشخصية وقد فقدت، ولم يترك أية صورة أخرى خلفه، ولا يوجد أية وثيقة مكتوبة تخبرنا أي شيء عنه، أين ولد ومتى؟ وكيف كان لون شعره أو عينيه؟ وماذا فعل في حياته وغيرها؟
لم يكن ثمة سجلات لدى دوائر الحكومات، وبالتالي كانت معرفة الحكومات ضعيفة بأفرادها وبمجتمعاتها، أما اليوم فالأمر يختلف، إذ يتم الاحتفاظ بكم كبير من المعلومات عنك، وخاصة إن كنت من بلدان إحدى الدول المتقدمة. فمنذ ولادتك سجِّل اسمك لدى الحكومة، وسجل عنك كل طبيب أو مشفى زرته معلومات مختلفة، ويستمر أهلك يلتقطون لك الصور الورقية والإلكترونية، ويكتبون عنك الكلمات في دفاترهم. وعندما تذهب إلى المدرسة تحتفظ المدارس ثم الجامعات بمعلومات كثيرة عنك، وعن نشاطاتك، وسلوكك، وطباعك، وحين تذهب للعمل يفتح لك ملف يحفظ عنك معلومات كثيرة، وإن سجلت في نادٍ أو جمعية أهلية، أو سواها فعلوا نفس الشيء، ولسيارتك ملف لدى دوائر النقل والمرور، ولك حساب في المصرف يبين ما يدخل في الحساب من أموال، ومصادر هذه الأموال وما يدفع منها، ووجهاتها وأسبابها، فيعرف عنك مع من تتعامل ولماذا؟ وفي البيت أو المكتب يوجد دائماً هاتف تستطيع مقاسم الهاتف أن تسجل كل كلمة تقولها. وأسوة بجميع مواطنيك دون استثناء، سيفتحون لك ملفاً لدى أجهزة أمنهم تجمع فيه الكثير من تلك المعلومات عنك.
ولكن كل هذا كان حتى الأمس القريب، أما اليوم فقد ازدادت كميات المعلومات التي تجمع عنك عدة مرات، فمع توسع استخدام الهاتف الجوال ازداد حديثك عبره، وتحتفظ مراكز الهاتف بكل ما تقوله، وإضافة لذلك يستطيع هذا الهاتف رصد المكان الذي تذهب إليه، وأين توجد في كل لحظة. ومع توسع استخدام بطاقة الدفع الإلكتروني أصبحت جميع مشترياتك الشخصية، والعائلية، من طعام وشراب وثياب تسجل فيها، وعبر استخدامها للدفع، سيعرف إلى أية مطاعم تذهب، ومع أية وسائط نقل تسافر، وفي أية فنادق تنام، وجميعها تسجل في ملف حسابك لدى البنك، ولدى شركة بطاقة الدفع مثل فيزا وماستر كارد، وغيرها من مؤسسات مالية أمريكية بالدرجة الأولى، ولديك اليوم خط إنترنت وبريد إلكتروني، وتقوم المخدمات (Servers) بتسجيل وحفظ كل ما تفعله على الإنترنت، وتحتفظ بنسخ عن كل رسائلك الإلكترونية التي ترسلها أو تستقبلها، وهي جميعها تتجمع في مركز رئيسي يقع في الولايات المتحدة. وعندما تفتح خط الإنترنت فثمة من يدخل إلى حاسوبك الشخصي، ويأخذ نسخاً مما تخزنه فيه من ملفات/ معلومات. وليس فقط في المطارات ومحطات القطار كاميرات تراقبك حين تدخل وتخرج، وماذا تفعل داخلها؟ أو حتى لو مررت بقربها. بل لدى مخازن البيع والبنوك الكثير غيرها من هذه الكاميرات. ويوجد غير هذا الكثير من المعلومات التي تسجل عنك، وتحفظ في ملفات ويتكون منها قواعد معلومات. فانظر كم هو الفارق هائل بينك وبين جدي!.
ولا تكتفي أجهزة التجسس في البلدان المتقدمة بكل هذا بل تقيم مراكز متقدمة تكنولوجياً للتجسس على مكالمات الدول الأخرى، مثل الضجة التي أثيرت قبل أعوام عن مركز التجسس الأمريكي قرب لندن والمسمى "أذن العالم".فإذا ما أراد أحدٌ ما تجميع هذه المعلومات عنك، من دائرة النفوس، والمدرسة، والجامعة، ومكان العمل، والبنك، وشركة الهاتف الأرضي والجوال، وشركات بطاقات الدفع، والأندية، والجمعيات، ومخدمات الإنترنت وغيرها، لحصل على كم هائل من المعلومات عنك، ولو قام بتحليلها لحصل على معرفة عميقة بك، وبطباعك وشخصيتك وسلوكك، وغيرها. وخاصة إذا تم تعزيز ذلك برصد مقصود لك، كأن توضع على سيارتك أو تعلق بثيابك دون أن تدري رقاقة صغيرة غير منظورة يجري تتبعها عبر الأقمار الصناعية، فيعرف أين تتحرك أنت و سيارتك لحظة بلحظة، على وجه الكرة الأرضية. ومثل هذه الرقاقات متوفرة على رفوف المحلات في الدول المتقدمة.
وتطبق اليوم خدمة جي بي إس وهو جهاز صغير يتم تركيبه في سيارتك، ومرتبط بالأقمار الصناعية، ويكفي أن تكتب العنوان الذي تذهب إليه حتى يقوم بعرض خريطة الطرق على شاشة صغيرة أمامك، وهو يوجهك بصوت إلكتروني في أية طريق ستذهب، ومتى ستلتف يميناً أو يساراً، بل ويخبرك عن الشوارع المزدحمة إن كنت داخل المدينة، ويدلك على الطرق البديلة الأقل ازدحاماً. وتستطيع الأقمار الصناعية اليوم أن تصور أي مكان يخصك، مثل البيت والمزرعة أو غيرها، سواء قريبة كانت أم بعيدة، وهذا الأمر متاح اليوم لأي فتى صغير لديه كومبيوتر واشتراك في الإنترنت، إذ يستطيع عبر موقع Googel Earth أن يصور أي مكان على وجه الأرض، صورة تبدو وقد أخذت من علو أمتار قليلة، وأن يمد لسانه للافتات التي كتب عليها "ممنوع الاقتراب والتصوير". وتستطيع شركات الخلوي أن تتنصت على ما تقوله في مكتبك أو بيتك عبر الهاتف الخلوي، حتى لو كنت لا تتكلم عبره. وتستطيع أجهزة الرؤية البعيدة والتنصت أن تراقب بيتك ومكتبك عبر النافذة، وأن تسجل ما تفعل وتقول من أماكن بعيدة، وربما يصبح في القريب إمكانية التجسس عليك عبر الحائط، وعبر سقف بيتك، أو ربما أصبحت هذه الإمكانية متوفرة من يدري؟.
إذاً أنت مراقب، إن كنت من سكان دولة متقدمة ذات قدرة كبيرة على التنظيم، وثمة ملفات وقواعد معلومات تجمع عنك وأجهزة مراقبة وتنصت ترافقك دائماً، وأصحبت أنفاسك تحصى عليك، وأكثر ثلاث مراقبين دائمين لك هم:
1- الهاتف وخاصة الجوال
2- الإنترنت
3- بطاقة الدفع.
والمعلومات السابقة التي تجمع عنك تنظم فيما يسمى قواعد معلومات أو بالإنكليزية (data base) وهي مصدر ذو قيمة كبيرة ليس لأجهزة الأمن وحسب، بل وللشركات وقطاع الأعمال ولمراكز الأبحاث، فهي بديل أكثر نفعاً من الاستبيانات (الاستطلاعات) التي تنظمها شركات متخصصة، وهي مرتفعة التكلفة ومحدودة العدد والمعلومات قياساً بقواعد المعلومات تلك. وتحتاج الشركات هذه المعلومات لدراسة أسواق السلع والخدمات التي تقدمها، ودراسة منافسيها، ودراسة سلوك المستهلك، وكل ذلك لتطوير خطط لزيادة نصيبها في الأسواق، أي جعل المواطن يشتري سلعها وخدماتها، ورفع قدرتها لمحاربة منافسيها. والشركات التجارية مستعدة أن تدفع الكثير كي تحصل على ما تحتاجه منها، كما يمكن استخدام قواعد المعلومات هذه لدراسات اقتصادية كلية، أو دراسات اجتماعية، أو سياسية، أو سلوكية، أو غيرها من قبل جهات مختلفة لأغراض مختلفة، قد تكون للنفع العام، وقد تكون لغايات شريرة، مثل تعزيز السيطرة على العباد. ولكن وفق القوانين هناك، فإن الجهات التي تملك تلك المعلومات يحظر علهيا أن تقدم تلك المعلومات لأي طرف ثالث، فشركات الهاتف ممنوع عليها التنصت وتسجيل المكالمات، ويمنع على البنوك وشركات بطاقات الدفع، والمدارس، وأماكن العمل، والمشافي، تقديم المعلومات لأي طرف ثالث، بما في ذلك أجهزة الأمن، إلا بموجب طلب من القضاء ووفق إجراءات معقدة، ولكن بعد 11 أيلول لم تبق هذه القواعد مقدسة، وهذا ما يُقلق مواطنهم الذي يَقلق لأي مساس بخصوصيته، وحريته الشخصية.
مثلاً كنت في بروكسل قبل فترة، وكنت أشاهد برنامجاً على قناة الـ بي بي سي الثانية يتحدث عن "المجتمع المراقب" وقد بدأت هذه المسألة تطرح بقوة عندهم، وخاصة بعد أن قامت الإدارة الأمريكية بقنونة التجسس على المواطن الأمريكي بعد 11 أيلول 2001 منتهكة بذلك مبدأ النظام الأمريكي الليبرالي القائم على حماية خصوصية الفرد، ومشجعة بقية الدول المتقدمة أن تحذو حذوها. أما مواطننا فلا شيء يقلقه ولا من يحزنون. فقد لا يكون لهذا الأمر لدينا الأهمية التي في البلدان المتقدمة لأكثر من سبب، مثل الدرجة الأقل لتقديس الخصوصية، أو أن مواطننا حذر بطبعه فيما يقول، فمنذ القديم قال المثل المعروف "الحيطان لها آذان"، بل قد تعجب فكرةالمراقبة وجمع المعلومات بعض مواطنينا الذين لا يهتم بهم أحد، فالمراقبة تعني أن ثمة من يهتم بهم، أو أن عدم الاهتمام نابع من معرفة أننا لسنا متقدمين تكنولوجيا وتنظيمياً إلى تلك الدرجة، فالإنترنت محدود الاستخدام وهو يعمل ليوم ويتعطل لآخر، وبطاقات الدفع غير مستخدمة في أسواقنا، ومواطننا لا يستخدم المصارف أصلاً لمدفوعاته، فكل شيء لدينا يدفع نقداً "كاش"، وليس لدى مدارسنا ودوائر عملنا ملفات منتظمة وافية عن العاملين لديها، و ليس لدى أجهزتنا تلك القدرة التنظيمية لجمع ذاك الكم الهائل من المعلومات وتنظيمها في قواعد بيانات. وغيرها، وبالتالي رب ضارة نافعة.
مرة أخرى ما أهمية هذا الموضوع؟الموضوع جدي، والأهمية تأتي من أن المعلومات والمعرفة تتيح تعزيز السيطرة القائمة بأهدافها الأنانية، وأجهزة مخابرات الدول المتقدمة، وخاصة الولايات المتحدة، تحصل على الكثير من تلك المعلومات، فمخدمات الإنترنت الكبرى في العالم تدار من قبلها، وأكبر شركات بطاقات الدفع هي أمريكية، وأجهزتها تدخل إلى المواقع إلإلكترونية، وتسرق الكثير من المعلومات، وكافة التحويلات بالعملات الرئيسية عبر العالم تمر عبر مصارفها، وهي تتجسس على المكالمات الدولية، وغير الدولية، ولديها شبكات مبثوثة عبر العالم لجمع معلومات كثيرة من مصادرها، وسرقة قواعد البيانات، والأمر اليوم سهل، إذ يمكن تحميل كم هائل من المعلومات على قطعة صغيرة الحجم وغيرها وغيرها.
فتصوروا لو تمكّن مركز واحد في البلاد أو العالم الذي يتعولم من جمع كل قواعد المعلومات تلك، وأعد ملفات لكل شخص على وجه الكرة الأرضية تتقاطع فيها جميع المعلومات من كافة المصادر، وتصوروا لو تقاطع هذا مع قدرة البعض من البشر على التحكم في الجينات وبالتالي التحكم في نوعية المواليد من البشر، وطباعهم، وبنيتهم الفيزيولوجية والعصبية، والعقلية والأخلاقية، واستخدم قدرة العلم لإنتاج، ليس روبوتات (رجال آليين) بل لتطوير مزارع واسعة لإنتاج البشر خارج رحم الأم، في حاضنات خاصة ووفق مواصفات خاصة، كما يفعل مع الدجاج، خاصة إن وجد لها أشخاص مثل النيوكونز (المحافظون الجدد) المبررات الأخلاقية تحت شعارات ساذجة مثل "الفوضى الخلاقة" و "مكافحة الشر"؟!.
لو سرحنا بخيالنا على هذا النحو لخرجنا بما يشبه أفلام الخيال العلمي الأمريكي التي تملأ شاشات تلفزيون الأطفال، ولكن في تلك المرة القادمة ستكون حقيقة وليس مجرد خيال. وبالتالي فإن الأمر يستحق الاهتمام، خاصة وأن العالم يتعولم.



سمير سعيفان : ( كلنا شركاء ) بالتعاون مع مجلة الحال
05-01-2008, 02:34 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حول الـ facebook - بواسطة ابن سوريا - 03-16-2008, 02:13 AM,
حول الـ facebook - بواسطة خوليــــو - 03-16-2008, 10:04 PM,
حول الـ facebook - بواسطة -ليلى- - 04-13-2008, 01:27 AM,
حول الـ facebook - بواسطة أبو إبراهيم - 04-13-2008, 01:41 AM,
حول الـ facebook - بواسطة الحر - 04-13-2008, 11:50 AM,
حول الـ facebook - بواسطة philalethist - 04-13-2008, 06:25 PM,
حول الـ facebook - بواسطة محارب النور - 04-13-2008, 06:36 PM,
حول الـ facebook - بواسطة نسمه عطرة - 04-13-2008, 09:24 PM,
حول الـ facebook - بواسطة العلماني - 04-14-2008, 01:16 AM,
حول الـ facebook - بواسطة ماركيز - 04-14-2008, 03:11 AM,
حول الـ facebook - بواسطة ابن سوريا - 04-14-2008, 03:53 AM,
حول الـ facebook - بواسطة ابن سوريا - 04-14-2008, 04:03 AM,
حول الـ facebook - بواسطة نسمه عطرة - 04-14-2008, 10:33 AM,
حول الـ facebook - بواسطة أمان - 04-14-2008, 12:12 PM,
حول الـ facebook - بواسطة أمان - 04-14-2008, 12:33 PM,
حول الـ facebook - بواسطة eyad 65 - 04-14-2008, 02:32 PM,
حول الـ facebook - بواسطة Free Man - 04-15-2008, 11:32 AM,
حول الـ facebook - بواسطة أبو إبراهيم - 04-15-2008, 11:46 AM,
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 04-15-2008, 01:20 PM,
حول الـ facebook - بواسطة خوليــــو - 04-15-2008, 02:11 PM,
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 05-01-2008, 02:19 PM,
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 05-01-2008, 02:34 PM
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 05-01-2008, 05:46 PM,
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 05-15-2008, 08:33 PM,
حول الـ facebook - بواسطة بسام الخوري - 08-24-2008, 12:45 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  google plus VS facebook up2u 3 1,785 07-13-2011, 02:41 PM
آخر رد: كمبيوترجي
  Green-direction موقع سيريانيوز على facebook بسام الخوري 1 1,207 06-04-2011, 03:05 PM
آخر رد: بلاجذور
  كيف تدخل على الـ Facebook و المواقع المحجوبة ؟ zaidgalal 3 7,097 02-07-2011, 10:11 AM
آخر رد: yasser_x
Heart Everybody draw Holocaust day ....the arabic answer....Draw mouhamad facebook .. بسام الخوري 6 1,443 05-27-2010, 09:30 PM
آخر رد: بسام الخوري
  Damascus University جامعة دمشق ...facebook spezial بسام الخوري 1 793 04-26-2008, 02:08 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS