Array
هذه مجموعة من الأسئلة ، خاصة بالصلاة ، وجهها لي ، الأب كريستيان فان نيسبن *، الراهب الكاثوليكي الجزويتي، المتخصص في الإسلاميات ، والحاصل على الدكتوراة من السوربون عام 1957 عن موضوع : السنن الإلهية في تفسير المنار ، والكتاب طبع بالفرنسية في دار المشرق بيروت ، لمن يود الاطلاع عليه ، وتقوم بعض الهيئات بترجمته ، ويطبع قريبًا .

الأسئلة :

1 ماذا تعني الصلاة بالنسبة إليك ؟
فرصة للإسترخاء وتحصيل الهدوء

2 ما هي العلاقة بالله التي تتحقق من خلال الصلاة ؟
ليست علاقة يمكن تحديدها بالكلام ...

3 ما هو تأثير الصلاة على حياتك ؟
إيجابي ... أنا أعتبر أن الهدوء والطمأنينة النفسية أساسيان في جميع نواحي الحياة -وهو طبعا شيء بديهي لا يخفى على أحد- ... والصلاة هي بالنسبة لي هي المفتاح لتحصيل الجانب الروحي من هذا الهدوء، بالإضافة إلى الممارسات اليومية أو العادات التي قد يتبعها الإنسان لتحقيق الطمأنينة.

4 ما هي الشروط لقيام الصلاة بالنسبة إليك ؟
لا شروط معينة، هناك طبعا الشروط الشرعية البسيطة من وضوء وطهارة، التي لا تخفى على أحد ... لكن عدا عن ذلك ليس هناك أي شروط

5 هل حدث تطور في خبرتك مع الصلاة خلال حياتك ؟
ياااااااااااااه ... هذا سؤال رائع ... فعلا حصل تطور دراماتيكي في خبرتي مع الصلاة، فمثل كثير من المؤمنين الصلاة كانت بالنسبة لي لا تتعدى كونها واجبا يجب تأديته ... لكن خلال الشهور الثمانية الأخيرة من حياتي تغيرت خبرتي ونظرتي إلى الصلاة بشكل رائع وإيجابي جدا، فصرت فعلا أستمتع بها إن صحّ التعبير:)

6 هل بالنسبة إليك الصلاة مفيدة لغيرك ؟
أكيد ... الصلاة بمعانيها جميعا وتشمل الدعاء أيضا ... أنا مؤمن بوجود طاقة إيجابية وطاقة سلبية تؤثر على الآخرين...

7 هل صلاتك من أجل الآخرين أيضًا ؟
أكيد

8 ما هو دور الوضوء في خبرتك ؟
للآن خبرتي مع الوضوء لا تتعدى كونه واجبا (يعني مثل نظرتي إلى الصلاة سابقا) ... لكن لو نظرت إليها منطقيا بإمكانك أن تقول أنها على الأقل فرصة لتنظيف نفسك وغسل مناطق رئيسية من جسدك عدة مرات يوميا:)

9 ماذا يمثل الدعاء والابتهال بالنسبة إليك ؟ وما الفرق بين الدعاء والابتهال ؟ وبين الصلاة ؟ وهل هناك علاقة بينهم ؟
من أروع النشاطات خلال الصلاة أو خارج نطاقها ... روعة الدعاء أنك تستطيع أن تحس بالتواصل بينك وبين الله (ليس دائما حتى أكون عادلا) ... هل هناك علاقة بينهم؟؟؟ بصراحة لم أفهم بالضبط القصد...

10 ما هو دور تلاوة الآيات القرانية داخل الصلاة في خبرتك ؟
بالإضافة إلى كونها جزءا من الصلاة، اختيار الآيات وتجويدها له دور في الصلاة من حيث جعلها تجربة جميلة...

11 هل هناك نصوص قرانية معينة مفضلة بالنسبة إليك لاستعمالها في الصلاة ؟
نعم ... أولا سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) لا تمر صلاة بدون أن أتلوها، تعطيني شعورا بالراحة...
بالإضافة إلى الآيات من سورة الرعد، والتي تبدأ ب: {الله يبسطُ الرزق لم يشاءُ ويقدر...} إلى أن تصل إلى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب} أيضا لا تمر صلاة دون أن أتلو هذه الآيات لأنها تمنحني شعورا رائعا بالأمل والسعادة وبأنني قادر على تحقيق أي شيء تقريبا!

12 هل شعورك أن الصلاة تربطك بالآخرين أيضا ؟ وكيف ؟
نعم، أحس أنها تحقق رابطا معينا ...

13 ما هو دور قراءة / تلاوة القران في حياتك ؟ وما هو تأثيرها ؟
بالنسبة لي لها تأثير في تجربة الصلاة كما أسلفت ... التجويد أمر أساسي جدا بالنسبة للصلاة، وجمال الصوت أيضا... بالنسبة لتأثيرها في الحياة، الراحة النفسية والروحانية لها أعمق الأثر في الحياة -في رأيي الخاص طبعا- وفعلا كان لها أثر خاص وإيجابي في حياتي الخاصة

14 في صلاتك ما هو الدور لكل من الحمد والشكر والاستغفار والطلب ؟
سؤال جميل أيضا ... باختصار هناك مكان لكل ما ذكرته في سؤالك
مثلا ... الإنسان يبدأ الصلاة بعبارة {الحمد لله رب العالمين} ... والحمد بالنسبة لي أساسي جدا، إيجابي جدا ... لو تأملت قليلا بعد أن تقول الحمد لله رب العالمين، لثوانٍ بسيطة وتذكّرت قسط النوم الذي نلته البارحة (بكل بساطة، لا داعي أن تشكر على أمور معقدة) ستجد أنك محظوظ ... كلما صلّيت أعيد "الحمد لله رب العالمين" عدة مرات، وبعد كل مرة أتذكر أمورا بسيطة حصلت معي وأبتسم حمدا لله عليها ... الإستغفار، هو أيضا جزء أساسي لتحقيق الطمأنينة الروحية، فالمؤمن يعلم أن هناك الحسنات والسيئات، وهناك العقاب والثواب، وبالإستغفار أنا أضعُ نصب عيني أن الله "عفوُّ يُحبُّ العفو" وأستغفره مستذكرا هذه الصفة فيه، أستغفره وفي نفسي أمل كبير، لا أستغفره وفي نفسي خوف من أنه لن يغفر لي، لأنني أعلم أن الله عند حسن ظن عبده به ... الطلب، شيء أكيد، الله لم يضع شروطا للطلب، فأطلب ما أشاء ...

15 هل في رأيك وخبرتك يمكن أن تكون الصلاة موضع التقاء بينك وبين مؤمنين صادقين مخلصين من ديانات غير الإسلام وكيف ؟
أظن ذلك، لأنني كما أسلفت أؤمن بوجود طاقة سلبية وطاقة إيجابية، والصلاة لها علاقة بهذه الطاقات.

كل الشكر لمن ساهم بالإجابة على الأسئلة

شكرا على الموضوع الجميل

ومفيش جوايز .

______________________________

* تعريف بالأب :
الأب كريستيان راهب كاثوليكي يسوعي هولندي، وهو في ذات الوقت أستاذ للفلسفة يعيش في مصر منذ عام 1962، في الجزء الأول من كتابه الذي يحمل اسم: "حكاية خبرة لقاء.. مراحل اكتشاف الإسلام"، يحكي كيف خرج بجسده وعقله من شرنقة الذات؛ حيث إنه "قادم من إقليم كان في ذلك الزمان في مجمله كاثوليكيا"، حيث كانت معرفة الآخر والاحتكاك به تكاد تكون معدومة اللهم إلا من خلال الكتابات، وقد اشتاقت نفسه إلى العمل الإرسالي، وكان حلمه أن يكون ذلك في إندونيسيا، ومن ثم دخل إلى حياة الرهبانية عام 1955، وعمل في الوقت ذاته على دراسة الفلسفة.
وفي عام 1958 طلب منهم معاونة زملائهم في الشرق الأدنى، ومن ثم فبعد انتهائه من ليسانس الفلسفة عام 1960 توجه إلى لبنان أولا لتعلم اللغة العربية في المركز الرهباني للدراسات العربية، حيث تعلم اللغة العربية على يد الأب أندريه دالفرني.
وفيعام 1962 أرسل إلى مصر للتخصص في الفلسفة العربية والإسلامية بقسم الفلسفة بكلية آداب عين شمس، حيث تعرف على زميله المصري "محمود رجب" الذي استضافته أسرته لديها، وكان أبوه شيخا أزهريا.
وفي عام 1966 رحل إلى فرنسا لدراسة علم اللاهوت في ليون، وهناك عرّفه البروفيسور "روجيه أرنالديز" على تفسير المنار للشيخين محمد عبده، ورشيد رضا، والذي جعله مادة للدراسة في الدكتوراه بداية من عام 1968، والتي تعرضت لانقطاعات كثيرة، وهو ما أجل الحصول عليها إلى عام 1987.
وبداية من عام 1975 شارك في إعادة الروح إلى جماعة الإخاء الديني، والتي تعرف خلالها على عدد من علماء المسلمين، كما شارك في أنشطة اللجنة المصرية للعدالة والسلام منذ عام 1987، وهي لجنة نابعة من الكنيسة الكاثوليكية كانت قد دعت إلى حلقات من الحوار الوطني عام 1994 دعي إليها مشاركون من الطوائف المسيحية المختلفة إضافة إلى إسلاميين ويساريين، وصدرت أعمالها في كتاب "الحوار الوطني".
وشارك في إعداد تقرير "الحالة الدينية في مصر" الذي صدر لأول مرة عام 1997، كما شارك منذ عام 1995 في تأسيس "الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي" وفي اجتماعاته، كما شارك في إعداد الميثاق الإسلامي المسيحي، والذي صدر في ديسمبر 2001 باسم "الحوار والحياة المشتركة"، ومنذ بدايات وجوده في مصر شارك الأب كريستيان في الكتابة حول الفلسفة الإسلامية في مجلة: المعهد الدومينيكاني للدراسات الشرقية، كما شارك في أنشطة الجمعية الفلسفية المصرية.
من مؤلفاته :
"مسيحيون ومسلمون.. إخوة أمام الله" من الكتب المهمة التي تحكي الخبرة العملية في حوار الأديان، وقد كتبه بالفرنسية، وترجمه الدكتور أنور مغيث أستاذ مساعد الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، وقدمت له الدكتورة زينب محمود الخضيري أستاذة الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأصدره المشروع القومي للترجمة العام الماضي2006.
[/quote]
(f)