Array

لا اعرف كيف بنيت نظريتك ولا من أين جئت بالحيثية هنا ولكنني أرى أن المقدمة التي سقتها على إنها حقيقة قد قادت إلى استنتاج خاطئ بالنتيجة. وعلى أية حال فأن الفكرة المؤسسة للدولة الأمريكية يمكن اختصارها في المبادئ الأساسية وهي : الحرية والعدل والمساواة من خلال نظام ديمقراطي يعطي لكل مواطن فرصة الحياة الكريمة دون سطوة أو تسلط. وهكذا وصف الرئيس لنكولن النظام الذي يجب ان يكون في امريكا فقال يجب ان تكون حكومة من الشعب، يختارها الشعب، من أجل الشعب. أما سبب اختيارها فأنا أقول لك انه لم يتم اختيارها بل ان امريكا كانت رد فعل طبيعي ضد السلطة السياسية المستبدة و التعسفية التي مارستها الأنظمة الملكية الأوربية في ذلك الوقت ضد المهاجرين إلى تلك الأرض الجديدة.

عزيزي، الفكرة الأمريكية هي أفكار بشرية نسبية، وكونها نسبية فاحتمال الخطأ فيها وارد بالضرورة، هل تقبل دولتك أن تضع نفسها وأفكارها في امتحان الصواب والخطأ؟
عزيزي، سؤالي الذي أجلت إجابتك عليه سنبحث فيه معا لاحقا طبيعة تكوين الدولة الأمريكية الفكري، ومدى ملائمة هذا التكوين للبشر من عدمه.

نحن نرحب بكل نهضة "فكرية وحضارية" طالما كانت فعلا تجسد وتحمل معنى هذا الاسم وطالما انها تصب في مصلحة شعوب المنطقة و الانسانية عموما وطالما انها تبقى مسؤولة امام المجتمع الدولي. ولكن لا اعتقد انك تعتبر حركة طالبان مثلا نهضة فكرية و حضارية.

عزيزي، النهضة الفكرية لا ينبغي بالضرورة أن تكون عالمانية ولا ديمقراطية، لا ليبرالية ولا رأسمالية، ولا برجامتية ولا كلاسيكية ولا نيوكلاسيكية، ولا غيرها من الأفكار التي نبتت وسادت بالغرب، ولم نطرح طالبان مثالا، وسأعود لها إذ ذكرتها.
النهضة تكون بفكرة أساسية تصلح أن تبنى عليها سائر الأفكار التي تتناول معالجات الحياة المختلفة، وقد تكون ضمن ما اعتدت عليه من نماذج فكرية وقد تكون ضمن مدارسنا الفكرية التي تستند إلى فكرة الإيمان بالخالق المدبر وما يستتبعها من مباينة للعالمانية ونواتجها الغربية. هل تتقبل دولتك قيام دولة إسلامية تستند إلى الفكرة الإسلامية والطريقة الإسلامية في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية؟ أم ستعلن عليها الحرب حال قيامها وربما تقصف عاصمتها بالنووي كما سبق لكم أن صنعتم؟

ما هو المجتمع الدولي؟ أتمنى أنك لا تعني مؤسسة الأمم "المتحدة"؟

مع انني كنت اود الحصول على استيضاح حول هذا السؤال و لكن سأجيب بشكل مختصر و حسب ما فهمته منه. لا اعرف عن أي انبعاج تتحدث و لكن الولايات المتحدة لم تتمدد في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ابدا بل على العكس فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة تقلص الإنفاق الأمريكي على الميزانية العسكرية بشكل كبير الى ان ظهرت بوادر القوة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق. ومن بعد انهيار ذلك الاتحاد في عام 1991 خفضت الولايات المتحدة الإنفاق العسكري بنسبة عالية جدا و استمر هذا الحال حتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر حيث توجب على الولايات المتحدة درء هذا الخطر الجديد الذي يشكله تنظيم القاعدة. وفيما يخص "التمدد" بعد الحرب العالمية الثانية فأسألك ان تسمي لي قطعة ارض واحدة ضمتها الولايات المتحدة لنفسها.

عزيزي، الانبعاج هو حضور الولايات المتحدة الأمريكية في الموقف الدولي خلافا لمبدأ مونرو الذي حشرها في العالم الجديد بعيدا عن مشاكل القارات العجوز، لا نعني التمدد بالاحتلال الكلاسيكي، بل نعني بتمدد النفوذ السياسي والاقتصادي لتصير الولايات المتحدة أحد أربع دول تتقاسم السيطرة على الموقف الدولي، ثم باتفاق كندي-خروتشوف على اقتسام العالم تصير دولتك أحد قوتين تتقاسما العالم، منحية بريطانيا وفرنسا، ثم تصير الدولة الأولى بعد انهيار روسيا.
هذا ليس بالضرورة للحرب الفكرية مع الشيوعية، إذ أنه استمر بعد انهيارها عام 1991، ذلك قبل 10 سنين من قضية تنظيم القاعدة المزعومة.
ليس الحديث عن الجانب العسكري عزيزي، وإن كان الحديث فيه مهما أيضا.
ثم، ألا تشعر دولتك بالعيب إذ تتخذ من تنظيم القاعدة المزعوم هذا ندا لها تصارعه؟ فإن هزمته لا فخر لها، وإن هزمها انهارت كدأب روسيا في أفغانستان من قبل، ألم نتعلم من أخطاء من سبقنا؟ عامة فات وقت التراجع، وسنجلس جنب الحيطة لنسمع الزيطة قريبا.

سوف اجيب على سؤالك حول الشركات الأمريكية في ادراج لاحق. و اشكرك على اسئلتك و دمت بخير.

أنتظر أجوبتك

[/b][/color][/size]
[/quote]