Array
هل هذا يا عزيزي العلماني لأنه نحن الآن في زمن الدبلوماسية أو ما يسمونه بالـ politically correct?

[/quote]

لا يا ابراهيم، ولكن لأن "أرنست رينان" كان "عنصرياً" يؤمن بتراتب الأعراق من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن الكثير من أفكاره ونظراته غلبت عليها الأيديولوجية و"الأحكام المسبقة" بحيث غابت نظرة الباحث والعالم خلف "قناعات الشخص وتصوراته أو قل أحلامه ورغباته".
يا ابراهيم يا عيوني، رجل يقول بأن "موت فرنسي هو خسارة معنوية للعالم، بينما موت قفقازي عبارة عن حدث فيزيائي (كماكينة تعطلت بضعة لحظات عن العمل)" هو رجل عنصري ( "مستقبل العلوم" طبعة "كالمان ليفي" 1890 صفحة: 522).. وعنصرية وعرقية "رينان" واضحة وضوح الشمس، فهو يقول - مثلاً - بأن الطبيعة جعلت من الصينيين شعباً يدوياً عاملاً دون أي إحساس بالكرامة، وجعلت من العبيد (العرق الأسود) أداة للعمل في الأرض بينما جعلت من الأوروبيين سادة العالم وطبقته المحاربة. (هذه الفكرة تجدها في رسالة إلى "آرثر غوبينو" كتبت سنة 1856 - ولم أعد أذكر المصدر الآن -).

لسنا بحاجة اليوم للتدليل على "عنصرية رينان"، فهي ثابتة في كتاباته. وعلى هذه "العنصرية" وقف كي يحتقر "الساميين" عامة والعرب والمسلمين خاصة. مع هذا فإنه تعثر كثيراً في محاولته احتقار العرب حتى ليقول عنه "مواطنه غوستاف لو بون" بأن "تناقضاته كثيرة" حتى ليخيل إليك أنه يقول في كل صفحة عكس ما قاله في الصفحة السابقة.

لهذا جميعه، "رينان" ليس بالمفكر ولا بالفيلسوف الذي نستطيع أن نأخذ عنه نظرته وأحكامه على الشعوب. ولهذا جميعه أقول بأننا تعدينا "رينان" اليوم، وتعدينا هذا الفكر العنصري الذي ساد في أوروبا القرن التاسع عشر والذي أثمر في عهد "النازية" ويلاً وثبوراً على الشعوب عامة وعلى القارة الأوروبية بالذات.

أخيراً، ومن باب العود على البدء نقول بأن "العرب والمسلمين"، بالرغم من تخلفهم الحالي، أعطوا الحضارة الإنسانية من أسباب النهضة والمضي في التقدم والرقي والتطور ما لم تعطه إلا قلة من شعوب العالم وساكنيه. فتاريخنا وثقافاتنا السائدة بين الهند وأمريكا منذ ألفي سنة لعبت به بعض الشعوب القليلة أدواراً مركزية "نهضوية". بين هذه الشعوب (التي قد نستطيع عدها على أصابع يد واحدة) هناك دور مركزي رائد للحضارة "العربية الإسلامية" لا يستطيع من يقرأ التاريخ أن ينكره إلا بعد أن يطلق عقله، أو يصيبه من "لوثة" ما أصاب "أرنست رينان" في "بصيرته".

واسلم لي
العلماني