:109:

والله أنا شفت الموضوع منذ أكثر من أسبوع لكن ابنتي شاغلة وقتي كله
أذكر أني كنت "ناوية" أكتب قصة طويلة "عريضة" تبدأ من اللحظة التي قصدت بها المستشفى حتى سماع صوتها ورؤيتها لأول مرة لكنها وماإن بدأت بكتابة أول الحروف حتى شرعت "بالغناء" الأوبرالي

يحدث أن ابنتي تنام وتأكل وتأكل وتنام
تبكي قليلا عندما تريد أن تأكل
وبعد أن تأكل تبكي قليلا لأنها تريد أن تنام
ثم تستيقظ حالمة لتنقنق منذرة بموعد تغيير حفاضها
ومع هذا
يبقى الأمر متعبا
حياة مختلفة ومرحلة جديدة
لكنها ملونة بألوان الأطفال الرائعة البريئة الفاتحة الصافية
ماأجمل تقبيل وجنتيها
وماأروع جسمها الطري عندما يغرق نائما على كتفي

المهم
بعد 14 ساعة من الانقباضات المتزايدة:)مايسمى بالعامية "الطلق" ... قررت مجموعة الأطباء المشرفة بأن الجنين يجب أن يخرج:)بعملية قيصرية
ورغم رغبتي (ومابعرف منوين إيجتني كل هالشجاعة) بإنجابها بالطريقة الطبيعية إلا أنهن رفضن تأخير هذا القرار
فالرحم لم يفتح والانقبضات بتزايد وشهد جهاز التخطيط بعض غياب لدقات قلب الجنين
وهذه الجملة قصفت ظهر الحمصية
وجعلتني أتراجع وأوافق على العملية
ووقعنا الأوراق وبدأت عملية التخدير الموضعية
وللأمانة..... لاأذكر الكثير عن الأمر
التخدير احتاج بعض الوقت
إلا أن عملية شق البطن وإخراج الجنين لم يأخذ إلا دقائق
هنا بدأت أغيب بعض الشيء عن الوعي لكني أردت أن أرى الطفلة
فسألت عنها فأخبروني أنها مع طبيب الأطفال يعاينها
فاستدرت ورأيت قدمها الصغيرة وسمعت صوتها الأوبرالي
ثم وبعد بعض الوقت أتوا بها فقبلتها قبلتين وبدأت بالبكاء
أذكر أن دكتورة التخدير سألتني لماذا أبكي
والآن أتسائل كيف لها أن تسأل :)
بعد ذلك بدأت عملية التنظيف على ماأظن وشعرت بأني أفقد الكثير من الدماء من ثم إعياء شديد
اللحظات الأخيرة كانت الأصعب.... بسبب التعب الذي انتابني وعلمت بعدها أني فقدت لترين دم (سبب خفة دمي)
خرجت من العملية رافضة أن أستسلم للنوم لأني أريد أن أراها وأضمها

هذا باختصار شديد:)

هي الآن نائمة كالملائكة (رغم أني لم أقابل ملاكا في حياتي)
جميلة جدا وصغيرة جدا
آه
نسيت أن أخبركم أنها ولدت 4 كيلو و210 غرامات
53 ونصف سنتم
في 18 نيسان/ أبريل 2008
وسميناها ماسميناها
اسم عالمي لايدل على دين أو طائفة أو بلد أو مدينة أو حقبة
قديم قدم آلهة اليونان
له معان مختلفة بلغات متعددة لبلدان متفرقة من قارات متباعدة
أتت في الربيع فكان اسمها ربيعا

هي نائمة ووطنها اللبناني ضائع لايعرف مايريد
ومالله أنها تعرف ماتريد أكثر من اللبنانيين في لبنان
فهي تعرف عندما تجوع وعندما تنعس وعندما تحتاج لتغيير حفاضها
إلا أنهم هناك في بلدها ... يطلبون الأكل عندما ينعسون
وينامون عندما يجوعون
ولايشعرون أن الحفاض امتلأ وبدأ بالتسريب ليصل البلل للذقن

أما شعبها الآخر:)المنتمية له قلبيا فقط
فقد خسر فريق الكرامة خسارة شنيعة البارحة أمام الوحدة الإماراتي في أبو ظبي
ليترك جمهوره الوفي حائرا غير مصدق النتيجة الصاعقة

وأخيرا وبعد كل هذا اللت والعجن
أشكركم كثيرا جدا لمشاعركم معي
وأخص الشكر للعزيز طارق الذي بقي على اتصال معي ليطمئن علي وعلى البنت:)وهو بذلك أخ حقيقي وصديق عزيز جدا

وميرسي للكل وألف خسة ... وخسة .....للعلماني

وميض؟؟
أنتي اتصلتي؟؟؟ والله شفت الرقم أنا وقعدت أتحذر على الكود

برجع لما برجع