Array
س: ما هو الشعب المتحضر يا خالد؟

ج: هو ذلك الشعب الذي يضع كرامة الآدمي فوق أي اعتبار عقائدي أو إثني أو أي اعتبار تشاء.

س: هل أمة العرب المسلمة تفكر على هذا النحو أم أن التقسيم يكون على أساس الدين هذا مسلم وهذا كافر؟

ج: الجواب متروك لك.
الحضارة هي أن تنظر للآخر فتراه إنسان كامل الآدمية وتعامله على أساس إنه إنسان ومش يكون لدينه أو عدم دينه دخل في المعادلة بالمرة. لا تسأل حتى مجرد السؤال عن دينه حتى ما تحدد موقف من المعاملة معه.

العرب، وأنا أول العربان، شعب غير متحضر. من السهل أن أقول لك إني إنسان متحضر. ياريت. أنا جاي من تحت الجاموسة عدل وما باليد حيلة. أنظر للمتحضرين من فوق جملي والغيرة تأكلني وأتمنى لو أني مولود متحضر لا أن أتحدث عن الحضارة وتصبح مجرد أفكار براقة على طرف لساني. لكن الجاموسة تلازمني من حين لآخر وما باليد حيلة. لهذا كل ما هو بوسعي هو أن أعاشر المتحضرين (أقصد معاشرة عادية وليست معاشرة جنسية) وأتعلم منهم وزي ما الشيخ زكريا قال في الأغنية: شوف الزهور واتعلم.. يا بني آدم شوف واتعلم. وبس. والله أعلم. بعد إذنك، رايح أحلب الجاموسة.
[/quote]

عزيزي ابراهيم،

معلش، جوابك إله علاقة بكل شي بالدنيا إلا بالحضارة، لا بمعناها اللغوي ولا الاصطلاحي.

على تعريفك هذا، فلم يوجد في العالم كله حضارة منذ تقاتل ابني آدم!

أما عن الجاموسة، فلا علاقة لتربية الجواميس ولا الجمال بالحضارة، فلا يكون متحضرا من يربي الخنازير، ومتبربرا من يربي الجواميس، لا علاقة ضرورية ولا غير ضرورية بين كل ما ذكرت، إلا أنه يشير إلى احتقار الزراعة والعمل اليدوي، هذا بعينه قمة اضطهاد الذات، عافانا الله وإياك من هذه المصيبة!

أما عن المتحضرين، فبعد مغالطتك البينة في تعريف الحضارة، فمن الطبيعي أن تتمدد هذه المغالطة لتشمل من هو المتحضر، والذي سيصير بكل تأكيد الرجل شاحب الوجه ذو العيون الزرق والسنان الفرق والشعر الأشقر الأفرق، وهذا قد رأينا منه ما كفانا! أليسه؟