فيسك: لبنان يتغذي بالأزمة ويحتاج اليها مثل حاجة الجريح للدم

09/05/2008

لندن ـ القدس العربي : المظاهرات التي اندلعت في العاصمة اللبنانية بين طرفي المعارضة والموالاة عسكت صراعا وتوترا اقليميا بين المعارضة المدعومة من سورية وايران والموالاة المدعومة من امريكا والسعودية.
وكانت الازمة بعد اتهامات وجهها وليد جنبلاط احد اقطاب معسكر الموالاة لحزب الله واتهمه باقامة شبكة اتصالات لمراقبة مطار بيروت الدولي ومع ان حــزب الله لــم ينف هذه الشبكة الا انه اكد انها من اجل حماية المقاومة.
ونقل عن مصدر في المعارضة قوله ان الاحتجاجات ستستمر طالما لم تتراجع الحكومة عن قرارها بعزل مدير المطار وازالة شبكة الاتصالات التي اقامها حزب الله، وستؤثر المواجهات علي حالة البلاد التي تعيش شللا سياسيا وبدون رئيس منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بسبب الخلافات بين المعارضة والموالاة، ووصف مشاركون في اجتماع للحكومة الذي استمر حتي الساعات الاولي من صباح الثلاثاء ان الجو كان صداميا حيث شجبت الحكومة شبكة اتصالات حزب الله.
واشارت مراسلة (واشنطن بوست) الي ان القلق من تصاعد المواجهات بين الطرفين يتزايد خاصة في مناطق بيروت المختلطة.
واشار مراسل صحيفة الاندبندنت في بيروت، روبرت فيسك قائلا يبدو ان لبنان يتغذي بالازمة، يحتاج لأزمة ويستنشق الازمة .
واضاف قائلا مثل رجل جريح يحتاج للدم واشار الي الرجل المرشح ليكون رئيسا للجمهورية وهو العماد ميشال سليمان والي الرجل الذي يقود المقاومة، حسن نصر الله، والي تصريحات وليد جنبلاط حول ضرورة عــزل وفــيق شــقير، مدير مطار بيروت الذي اتهمه بالعمل لصالح حزب الله.
وعلق فيسك ان مؤتمر نصرالله الصحافي الذي عقده امس سيحدد فيما اذا كانت الازمة الحالية اسوأ من الازمة التي سبقتها. وقال ان كأس من السخرية مطلوب كي يمسح من الفم طعم الكلام الذي قيل في الايام الماضية خاصة ان اللغة التي يستخدمها السياسيون في لبنان، لغة تحريضية، وهي لغة من السهولة بمكان ان تلمس قلب قاتل ما.
ويقول فيسك ان جذور الازمة الاخيرة تعود لمقتل عنصرين من عناصر ميليشيات في بلدة زحلة في البقاع قبل اسابيع قليلة التي اتهم فيها موالون لسورية ما زالوا هاربين.
ويعود الي مشكلة المطار واتهامات جنبلاط التي يقول انها قد تكون مرتبطة بالشائعات التي دارت في بيروت من ان اسرائيل كانت تخطط لانزال جوي علي الضاحية الجنوبية التي تعتبر مركز سيادة حزب الله وذلك في 28 نيسان (ابريل) الماضي ولكن الهجوم الغي لاسباب غامضة، متسائلا ان كان هذا وراء اتهامات حزب الله لجنبلاط انه قد يقوم بمهمة نيابة عن اسرائيل. وقال ان دولة بدون رئيس وبدون برلمان يعمل ستخسر ثقة المجتمع الدولي.
ويتساءل عن سبب هذه الازمات، مجيبا ان في قلب المشكلة، هي القديمة الجديدة، فمن اجل ان يصبح لبنان دولة حديثة علي لبنان ان يتخلي عن المحاصصة الطائفية اي النظام الذي يمنح الموارنة الرئاسة والسنة رئاسة الوزراء والشيعة البرلمان، ولكن المشكلة ان لبنان لو تخلي عن المحاصصة فلن يكون لبنان، لان هويته هي الطائفية، وهو قدر لا يستحقه ابناؤه لانه البلد الذي خطط له الفرنسيون علي انقاض الدولة العثمانية، ومن المثير للسخرية ان فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني يحكم او يحاول ان يحكم من مكان كان اسطــبلات لــفرقة الفرسان العثمانيين.
وفي تعليقها علي الاحداث قالت صحيفة (التايمز) ان مشاهد الاحتجاجات ذكرت بالحرب الاهلية 1975 ـ 1990 .
مشيرة للازمة بين الحكومة اللبنانية وحزب الله.
ونقلت عن محللين لبنانيين ان الازمة تعتبر نقطة تحول مشيرين الي فقدان الثقة بين الحكومة والمعارضة وان لا تعايش بينهما. و
اشارت الي ان اي الآمال بأن تخف أحداث العنف قد تبخرت في المساء مع تحذير حزب الله بأنه سيزيد حدة الاحتجاجات في الشارع خلال 48 ساعة ما لم تلغ الحكومة تحقيقها في شبكة الاتصالات التابعة للحزب وتعيد العميد وفيق شقير الي منصبه.
والعميد شقير هو مدير أمن مطار بيروت وهو مقرب من نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل والقــيادي البارز في المعارضة. وكانت الحكــومة قـــد أصدرت قبل يومين قرارا بانهاء تــكليفه واــعادته للخدمة في الجيش علي خلفية قضــية الكاميرات.