متدينون متشددون يهود في بئر السبع يعتدون على الأب رومانوس رضوان

12/02/2005 10:19

عرب48/لمراسلنا ياسر العقبي

احتجزت شرطة بئر السبع، ليلة أمس الخميس، الأب رومانوس رضوان، من مدينة الناصرة، ومرافقيه لمدة أربع ساعات، على خلفية قيام متدينين متشددين في المدينة بتقديم شكوى ضدهم بدعوى "القيام بدعوى تبشيرية للمسحية بصورة منافية للقانون"!

وقد تم إبعاد الأب رضوان ومرافقيه عن مدينة بئر السبع، في حين تم تحويل ملف التحقيق إلى نيابة لواء الجنوب، بغية تقديم لائحة إتهام ضد الثلاثة! في المقابل، علم موقع "عرب 48" ان المحامي شحدة بن بري والمحامية انصاف أبو شارب، من مدينة بئر السبع، سيتوجهان يوم الأحد بطلب لإلغاء القيود المفروضة على الأب رضوان ومرافقيه، حيث تعتبر تلك القيود مسًا صارخًا بحرية التنقل من مكان إلى آخر، التي هي من أهم الحريات.

وكان الأب رضوان وصل ليلة الخميس إلى حارة "نافيه زئيف" في بئر السبع، التي يكثر فيها القادمون الجدد الروس، وذلك لتقديم الخدمات الدينية لعائلة مسيحية من القادمين الروس، حسبما قال. وروى الأب رضوان ما حدث معه: "وصلت إلى بئر السبع مساء الأربعاء برفقة رجل دين روسي باسم بافل سورسكي ومعاون آخر باسم سرجي دانيجيفيتش في ساعات المساء، وذلك بهدف تأدية بعض الخدمات الدينية لمرضى وعجّز من الطائفة الروسية بطلب منهم. وبصفتي أب روحي لأبناء الجالية الروسية الارثوذكسية في البلاد جئت بحسب طلبهم إلى بئر السبع لتأدية الخدمات الدينية تجاههم. وقد نمت الليلة في دار عائلة قفقازية مكونة من أم مريضة مقعدة، هي مادلين أجاييفا، تعيش مع إبنتها، فتاة صغيرة لا زالت تتعلم في المدرسة. في اليوم التالي ذهبت مع مرافقي مشيًا على الأقدام لبيت إمرأة عجوز إسمها سوسانه، تعاني من مرض صعب هي وابنتها تمارا، التي اتصلت بي مرارًا عديدة تطلب مني زيارتهم وتقديم الخدمات الدينية لهما، اي الصلاة من أجلهما. بعد انهائنا واجبنا، وفي طريق عودتنا إلى البيت الذي بتنا فيه بهدف جمع أغراضنا والسفر عائدين إلى الشمال، فوجئنا بعدد كبير من المتدينين اليهود يحيطون بنا ويتلفظون بأبشع كلمات التهديد والتخويف والقذع والارهاب صارخين نحونا، "أخرجوا من هنا".. "ليس لكم هنا أي مكان".. "هنا مكان فقط لليهود". وعندما دخلنا البيت لحقوا بنا وأرادوا الدخول بالقوة إلى البيت إلا أن صاحبته مادلين طردتهم بسبب تصرفاتهم الارهابية حيث كادوا يكسرون الباب".
وفي هذه اللحظات قام حاخام بئر السبع الأكبر، الراب يهودا درعي (شقيق وزير الداخلية السابق أرييه درعي – ي.ع) بتقديم شكوى في شرطة بئر السبع، ضد "القيام بدعوى تبشيرية مسيحية في مدينة يهودية بصورة مناقضة للقانون"، وهو مخالف لبند 174 من القانون الجنائي الإسرائيلي، الذي يقول ان كل من يقوم بمنح عطايا أو أموال لشخص آخر لتغيير دينه، فإن جزاءه الحبس لمدة خمس سنوات!

وقد حضر رجال الشرطة، وقاموا بتوقيف الأب رضوان ومرافقيه الروس في مركز شرطة بئر السبع. ويروي الأب رضوان ما حدث معه في مركز الشرطة قائلاً: "تم اخذنا إلى مركز الشرطة، بعد أن قام رجال الشرطة بأخذ سيارتي وسلموها لمتدينين يهود قاموا بالعبث فيها وتخريب عدد من محتوياتها حيث منعتني الشرطة من سياقة سيارتي. احتجزونا في الشرطة لمدة أكثر من أربع ساعات للتحقيق معنا بأسلوب جاف وغير إنساني ولا أخلاقي، مظهرين تعاطفًا مع تلك العصابة من المتدينين التي تدّعي كذبًا وافتراء بأننا نوزع أموالا وعطايا على بعض اليهود بهدف تحويلهم بالقوة إلى مسيحيين بدون إرادتهم".

وبعد أن تم حجز الأب رضوان ومرافقيه (50 عامًا و-30 عامًا) ومواطن من حارة (د) في بئر السبع (40 عامًا)بشبهة "معاونتهم"، تم إطلاق سراح الأب ومعاونيه، بشروط، بينها أن لا يدخل الأب ومعاوناه مدينة بئر السبع. كل ذلك بالرغم من أن الأب أكد مرارًا أنهم حضروا لمساعدة عائلات مسيحية تعاني من أمراض.

وقال مصدر في الشرطة، إنه تم ضبط "اباريق تستعمل لغرض التعميد وفق الديانة المسيحية، وكذلك كتب مقدسة وصلبان في أمتعة الرهبان، والتي تستعمل عادة في الأعمال التبشيرية"!

وزعم الحاخام الأكبر في مدينة بئر السبع، الحاخام يهودا درعي، إننا "نشهد توسع للعمليات التبشيرية المسيحية في المدينة في الآونة الأخيرة، حيث وصلتنا شكاوى عديدة من قبل يهود متدينين يحاول المبشرون المسيحيون تغيير دينهم، خاصة من هؤلاء الذين يعانون من ضائقة مالية". وأضاف درعي، إن "التبشير يتركز في عائلات القادمين الجدد. الحديث عن جريمة كبيرة وسنعلن عليها الحرب! سنخرج بالآلاف مساء السبت لاعلان النضال الأكبر ضد التبشيريين". تجدر الإشارة إلى أن الهجرة الروسية كان فيها الآلاف من المسيحيين.

الأب رومانوس رضوان عقب بالقول: "في فترة السنوات العشرة الأخيرة التي نؤدي فيها ببركة من البطريركية الاورشليمية للروم الارثوذوكس الخدمات الدينية للطائفة الروسية الاورثوذكسية بمختلف أنحاء البلاد، لم نواجه هذه الاعتداءات والتهديدات وأعمال العنف والتطاول والتدخل في شؤوننا الخاصة كما واجهنا هذا اليوم في بئر السبع من أعمال عنف وتهديد وقذع وافتراء".