إلى حد كبير يمكن أوافقك يا أخ محمد وأنت إجمالا من النوع الذي يجبر الواحد على الاتفاق معه في جميع الأحوال.

لكن فيه نقطة.

لا نقول بإلغاء الفروق ولكن نقول إن هناك واقع مؤلم مرير. كلما تدين المسلم وازداد تدين كلما اضطرمت عنده الرؤية بأن هذا مسلم وهذا كافر. هذا الأمر موجود عند أبناء العم اليهود حيث قسموا الناس إلى قسمين: يهوديم أي اليهود المختارون خير أمة أخرجت للناس وصنف آخر وهم الـ جوييم أي حثالة الناس وهذا يعني من هو ليس يهودي وبالتالي اسمه جوييم أي "أممي". مصطلح يخلي ميت عفريت يركبوني. وعموماً، تصنيفات الناس على أساس هذا معي وهذا ضدي أو ما خلاه تنشأ روح الطائفية والتي تضطرم عنها النيران. صراع الكاثوليك والبروتسطانت في إيرلندا ليس على أيهما أصح بالعقيدة ولكن صراع سياسي بحت. هذه الشعوب ليست مستعبدة بالـ دوجما مثلما هو الأمر وارد عند المسلمين بحيث يكفي أن تقول هذا أحمدي كافر أو إسماعيلي من أهل الضلال فتجد حشد من الغوغاء وينزل تكسير وهدم وإراقة من الدماء. القرآن يا عزيزي مع احترامي الشديد لك وما تؤمن به هو من يغرس هذه الروح حيث نسمع من حين لآخر عبارات ما مفادتها قاتلوهم حتى لا تكون فتنة إلخ. مفهوم الفتنة متأصل في وعي ولا وعي المسلم المتدين ويحكم جميع تصرفاته مع غير المسلم أو من يفكر مجرد التفكير في المخالفة. عندما تسأل مسلم متدين عن الحكمة في قتال المرتد سيقول لك: منعاً للفتنة. والرجل يخبأ إمرأته في شوال دقيق ولا تظهر منها سوى عينين أيضا منعاً للفتنة. عقلية الفتنة تحكم المسلم المتدين وهي لها نصيب الأسد في غرس عقلية الإقصاء فيه. هو مظلوم ويتصرف بعفوية لأنه يخشى الفتنة ولكن النتيجة هي الإقصاء لـ الآخر.

شكراً على مشاركتك وروحك الجميلة الراقية. ياريت فيه مية مليون مسلم مثلك في مصر وبجمال أخلاقهم ينتصروا على القبح السائد في بلادنا. استمر على ما أنت فيه من جمال نفس. ولو فيه أي شيء أقدر أعمله تجاهك أنا خدامك. معجب بجمالك الداخلي إعجاب شديد. أنت من النوع المريح. حفظك الباري دوماً.