الحص يستغرب الاصرار على الغاء قرارات «حكومة غير شرعية» ... ميقاتي: حب المقاومة لا يكون بالإكراه
بيروت الحياة - 11/05/08//

ناشد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص، من مكان وجوده في القاهرة، «المعنيين فتح مطار بيروت الدولي، فمثلي كثيرون في الخارج ينتظرون لحظة إعادة فتح المطار للعودة إلى الوطن». وقال في تصريح أمس: «إذا كان مطلب المعارضة تراجع الحكومة عن قراراتها المتسرعة، فلا يبدو أنها مستعدة للإقدام على ذلك»، سائلاً: «لماذا لا يكون تجاهل لهذه القرارات باعتبارها صادرة عن مرجع، كما يقول «حزب الله» وفريقه، لا شرعي ولا دستوري ولا ميثاقي». واعتبر أن «الإصرار على عودة الحكومة عن قراراتها في هذه الحال هو بمثابة الاعتراف بشرعيتها وبالتالي شرعية ما يصدر عنها».

وأكد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، أن «الخاسر الأكبر من الأحداث الحاصلة، حالياً هو لبنان كله»، معتبراً أن «استقالة الحكومة ستوقع البلد في الفراغ والمجهول».

وقال في حديث إلى القسم العربي في «هيئة الاذاعة البريطانية»: «لبنان لا يحكم بمنطق الغالب والمغلوب بل بالتوافق والاعتدال، ومخطئ من يعتقد أن في إمكانه فرض إرادته بالقوة أو بالأمر الواقع». وأضاف: «المطلوب اليوم الخروج من الشارع والعودة إلى المؤسسات الدستورية لبلورة حل يرضي الجميع، على أن تكون الخطوة الأولى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة ووضع قانون جديد للانتخابات».

وسئل ميقاتي: هل تؤيد المطالبة باستقالة الحكومة؟ فأجاب: «في ظل الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، فإن الحكومة تقوم دستورياً بمهام الرئاسة، وأنا ضد الاستقالة لأن هذا الأمر سيوصلنا إلى الفراغ الدستوري ويدخل البلد في المجهول»، مؤكداً أن لدى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «القدر الكافي من الحكمة والمعطيات لبلورة موقفه، لذلك اترك له تحديد موقفه».

وعن نصيحته للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، قال: «إن حب المقاومة لا يكون بالإكراه أو بالفرض، وأهل بيروت كانوا في الظروف الصعبة إلى جانب المقاومة وناصروها ودافعوا عنها، لكنني أخشى اليوم من انزلاق المقاومة نحو الداخل، لذلك أناشد السيد نصر الله وقف ما يحصل سريعاً وفتح الطرق وترك الجيش اللبناني يتسلم وحده زمام الأمور منعاً لتطورها نحو الأسوأ».

ودعا ميقاتي أبناء الشمال وطرابلس إلى «الحكمة والتروي وعدم الوقوع في فخ الانقسام والاقتتال الذي يدفع ثمنه الجميع».

وكان الرئيس ميقاتي أجرى اتصالاً برئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري.

واعتبر ميقاتي في تصريح آخر أمس «ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في خطابه (أمس) فتح ثغرة مهمة في جدار الأزمة الخطيرة التي نمر بها من خلال القول إن القرارين الحكوميين موضع الخلاف لم يصدرا بعد وسيصار الى وضعهما في عهدة الجيش اللبناني وهذا الأمر يشكل بحد ذاته خطوة مهمة نحو الحل يجب تلقفها من قبل المعارضة».

وقال: «ان انتخاب رئيس الجمهورية هو أولوية بالنسبة الينا لأنه لا يجوز أن يستمر الفراغ الحاصل وأن تشعر أي فئة لبنانية بأنها خارج منظومة الحكم والدولة. والتسلسل المقترح للحل من قبل الرئيس السنيورة منطقي وعملي ويأخذ بعين الاعتبار مطالب كل الأطراف لا سيما لجهة انتخاب الرئيس التوافقي وبسط سلطة الجيش على كل الأراضي اللبنانية».

أضاف: «صحيح ان الرئيس السنيورة لم يبد تجاوباً مع دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، لكن في حال موافقة كل الأطراف على الحل لا تعود هناك برأيي حاجة لطاولة الحوار ويجب العودة الى تطبيق مبادرة الجامعة العربية. كما أنني أدعو سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى التجاوب مع المبادرة ووقف ما يحصل سريعاً وفتح الطرق وترك الجيش اللبناني يتسلم وحده زمام الأمور منعاً لتطورها نحو الأسوأ».

وقال وزير الإعلام غازي العريضي إن «صيغاً عدة طرحت للخروج من الأزمة الحالية»، نافياً أن «تكون الحكومة تبلغت أن يكون هناك احتمال مهاجمة مقر الحكومة». وأضاف في حديث لـ «بي بي سي»: «وردت فكرة أن تستقيل الحكومة وليس أن تصبح فقط حكومة تصريف أعمال، بل أن تسلم المقاليد إلى المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان». وتابع: «طبعاً نحن لم نعط جواباً على هذه الأمور وليس أحد في وارد الاستقالة بهذا الشكل لذلك لا تزال الأمور تراوح مكانها وفكرة الاستقالة غير مطروحة، والبحث في مخارج سياسية وصيغ سياسية تنطلق أولاً من وقف ما يجري في بيروت».

ودعا وزير العدل شارل رزق إلى «وضع ما اتخذ من إجراءات في مجلس الوزراء الأخير في إطاره القانوني الصحيح، وعلينا أن نميز بين الإجراء المتصل بالعميد وفيق شقير والإجراء المتعلق بشبكة الاتصالات».

وأوضح «ان موضوع العميد شقير هو فردي. أما في ما يعود إلى شبكة الاتصالات، فطرأ عليها تطوران اثنان في اليومين الأخيرين، الأول: هو إعلان السيد حسن نصـــرالله أن موضوع الشبكة يعود إليه شخصياً، وأنه المرجع الأول في هذا الخصوص. والثاني: هو مبادرة النائب سعد الحريري وضع الأمر في عهدة قائد الجيش».