خوجة: الوضع خطير والتعرض لسفارتنا معيب
بيروت الحياة - 11/05/08//

رأى السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة أن الوضع في لبنان «خطير وسيئ وقابل للانفجار أكثر فأكثر»، معتبراً أن ما حصل في بيروت «غير طبيعي». وقال: «لا أجد مبرراً لتتعرض أي مدينة لبنانية أو قرية أو محال لشيء»، سائلاً: «كيف يكون لأي أحد القلب أو الشجاعة أن يحصل هذا الصراع المسلح والدموي؟».

وأكد خوجة مخاوفه على مواطني بلاده وقال: «اتخذنا قراراً بأن الأفضل أن يغادروا بيروت خلال هذه الفترة على الأقل لأن هذه الحرب عمياء والرصاص لا يفرق بين الناس حينما ينطلق». وأضاف: «اضطررنا لإجلاء رعايانا وطلابنا للأسف الشديد وهم على أبواب امتحانات».

ورأى في حديث الى محطة otv أن السبب وراء انطلاق الشرارة هو «تأزم الوضع منذ فترة وتمسك كل فريق برؤيته الخاصة للحل، وعلى رغم كل المحاولات الداخلية والعالمية، لم يتوصل الفريقان الى حل. ويبدو أن القرارات الأخيرة هي التي أشعلت الأمور للأسف». ورفض ربط القرارات بأمور أخرى «لأنها داخلية»، معتبراً أن «الحال السياسية كلها غير صحية».

وأكد خوجة وقوف المملكة على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، داعياً الى عدم الخلط بين الآراء الحرة التي تنشر في الصحف وبين موقف المملكة الرسمي الواضح. وقال: «نحن نحترم حرية الإعلام على رغم تعرض كثر للمملكة عبر اتهامات وأمور غير مبنية على أسس ولا على حقائق»، معتبراً أن «التصنيف والاتهام غير مقبولين».

وأشار إلى أنه حاول «قدر الإمكان التدخل هنا وهناك لكن كل فريق له وجهة نظره، ونحن لنا حدود في الكلام والتحرك، وأنا لا أستطيع أن أقول فلان مخطئ أو مصيب، فهذه حسابات داخلية لا أستطيع الدخول في زواريبها ودهاليزها لأن دهاليز السياسة اللبنانية معقدة وصعبة وخطيرة جداً وقابلة للانفجار في أي لحظة. أنا لا أتهم أحداً لكنني كإنسان أرى وأشاهد ما يحصل أمامي».

وأضاف: «السفارة تعرضت للضرب والحريق وإطلاق رصاص كثير وكاد يقع ضحايا»، سائلاً: «ما ذنب السفارة السعودية لتتعرض لمثل هذه الأمور؟ العرف يمنع ذلك أياً تكن درجة العداء من أي طرف، معيب أن تتعرض السفارة لإطلاق النار والقصف ومعيب أن المبنى الملاصق للسفارة (مبنى تلفزيون «المستقبل» السابق) الذي أصبح من فنائها يحرق بهذه الصورة حتى تحرق السفارة معه. هذا غير مقبول أخلاقياً أساساً حتى في الحروب الكبيرة ما بين دول وليس في اشتباكات بين أبناء البلد».

وعن اتصالاته بالسفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني قال: «اتصلنا به وهذا يدل على حسن ظننا، علماً أننا نتهم بأننا فريق، فاتصلنا به أولاً لنظهر أننا على علاقة جيدة جداً وتداولنا في الموضوع أكثر من مرة وقال لي ان الجماعة مصرون إما أن تتراجع الحكومة عن قراراتها وإما أن يستمروا في الأمر. نحن نحاول مع الجميع لكن لا نستطيع أن نجبر أحداً أو أن نفرض رأياً على أحد. نحن دولة عربية مسالمة نريد الاستقرار والسلام للبنان، هذا كل ما نريده، وكل الأطراف عندنا سواء». وتمنى أن ينجح وزراء الخارجية العرب في الوصول إلى قرارات «تصلح الأمر لأن لبنان يهم كل العرب».

وخاطب خوجة اللبنانيين بـ «قلب صادق ومحب لهذا البلد والجميع»، قائلاً: «اتقوا الله جميعاً في أهلكم وبلدكم وأرضكم، هناك مصير وحساب في الآخرة. اتقوا الله لأن البلد اذا احترق ستقفون أمام الله وستحاسبون حساباً عسيراً. أنا أتوجه إلى جميع الساسة اللبنانيين. أنا أتوجه اليهم كانسان وليس كسفير وديبلوماسي، ونحن لا نفرق بين إنسان وطائفة والمملكة ليس عندها العنصرية وتميز طرفاً دون طرف واللبنانيون الذي عاشوا في السعودية يعرفون ذلك».