الأخ جادمون .
الزملاء المحترمون .
إن تشخيص المشكلة هو مدخلها الوحيد و نصف حلها ،و لكن يبدوا أن القدرة على التركيز ليست صفة المنتديات ، هناك حدث محدد هو الذي يثير كل هذا النقاش ،وهو حدث خطير للغاية بكل المعايير ..
هناك عاصمة عربية هي بيروت يعاد إحتلالها بواسطة قوات حزب الله و هذه القوات تتبع دولة أجنبية هي إيران ، فمرشد إيران خامنئي الفارسي يعين قائد تلك الميليشيات كموظف عنده ، هذه الميليشيات تنفرد بكونها الوحيدة التي تملك السلاح و التنظيم و التدريب و المشاركين الأجانب ، و بالتالي تملك الحسم العسكري و ذبح كل المخالفين أنى شائت او شاء لها ربها الأعلى في طهران ، هذا كله جرى تحت ستار كاذب هو المقاومة ، هذه هي المشكلة التي تناقش .. لا نناقش سايكس بيكو ولا الوحدة السورية اللبنانية ولا السياسات السعودية ولا الأحقاد ضد المصريين ، إقحام تلك القضايا هو تشتيت للجهد و تخبط لا يعبر عن شيء سوى عن إفتقاد التفكير المنهجي لدى البعض ، الذين يقحمون أنفسهم فيما لا يعرفون ولا يفهمون .
إن البدائل المطروحة ليست مشروع أصولي شيعي يفرض فرضا على مخالفين في مقابل مشروع أصولي سني ، و لكنها الدولة المدنية الديمقراطية متعددة الطوائف و الأديان ، في مقابل إنقلاب أصولي شيعي يرتهن شعبا بأكمله لصالح مشروع غيبي شيعي .. البدائل هي ديمقراطية ولو كانت معيبة في مقابل فاشية سافرة ، هكذا ببساطة لمن يريد أن يرى الأمور بشكل مباشر ، غير ذلك مساجلات منخفضة القيمة و غير هادفة .
إن من يعارض إنقلاب حسن نصرالله في لبنان لا يفعل ذلك كرها في الشيعة أو حتى في حزب الله ، فالكراهية و الحب مشاعر نحملها من أجل النساء ( الجميلات ) لا السياسة ، إننا نفعل ذلك لنفس الأسباب التي جعلتنا نعارض إنقلاب حماس في غزة ، فكلاهما ينتميان لإستراتيجية إيرانية خطرة على حساب العرب و قضاياهم ، تبقى نقطة محورية لابد من حسمها هي أكذوبة المقاومة أو أفيونة المقاومة لحسن نصرالله وفقا لتعبير الكبير جعفر علي ، إني في حيرة بالفعل .. أين تلك المقاومة ،وماهي نتائجها ؟.. كيف تنفرد لبنان بتحمل هذه المقاومة ؟.. بل طالما لا حل سوى بالمقاومة .. لماذا لا تقاوم سوريا نفسها و أرضها محتلة منذ 35 عام بلا أي أمل قريب ، أليس هذا دليل أن الجميع يعتمدون على حل سلمي لمشكلة الشرق الأوسط ، فلماذا لا تستنفر سوى لبنان البلد الصغير الضعيف و المسالم ، رغم أنه أصغر الدول العربية المحيطة بإسرائيل و أقلها مشاكلا معها .؟.
حسنا لأنه ركوبة سهلة للفاشست و مشروعهم العبثي الغيبي ، و لكن لبنان ليس وحيدا ، و السنة في لبنان ليسوا لقطاء ، وسوف يسقط حسونة فايت و ستدق عنقه الغليظ كما سقط كل الطغاة الفاشست خاصة الأقزام منهم .
هنا فقط أحب أن أقول اني لم أتحول إلى سني متعصب فجأة ، فلا شيء أكرهه مثل الأصولية السنية ،و لكني الآن أكرر ما قلته عند الغزو الأمريكي للعراق ، إن هذا الغزو هو أكبر دعم للأصولية السنية ، و غزو نصرالله للبنان هو أيضا أكبر دعم للأصولية السنية ،ولو لم يرتدع هذا الرجل فسيكون تفجير الحسينيات أول ما يصله ،رغم ان تفجير الحسينيات أقبح ما يمكن رؤيته ،و لكن على الأقل نعرف الآن من يجب أن يلام ؟.