اعتقدت في البداية ان قرار وقف شبكة الاتصالات هو مقدمة لدعوة قوات دولية للبنان. لكن يبدو لي ان حتى امريكا تخلت عنهم تماما. لم استغرب لموقف كرامي المؤيد بدون قيد او شرط لموقف حزب الله, ربما يسعى لرئاسة الوزراء بعد التخلص من حكومة السنيورة -الوحيد الذي حافظ على اتساق خطابه في هذه المعمعة. ولا استغرب ايضا من سعد الحريري الذي ورث بجانب لبنان, موقعه في المخابرات السعودية والذي اختفى تماما بعد البيان الأول لأنه يملك في لبنان مايخشى فقده, ولا حتى لتحول سلاح نصر الله لمواجهة اهل لبنان انفسهم بعد ان اكد مليون مرة ان سلاحه موجه فقط لإسرائيل. الايد البطالة نجسة كما نقول في مصر, وبعد ان تراخي مبرر المقاومة في حمل السلاح, منطقي ان يتحول حزب الله ضد معارضيه داخل لبنان. لكني استعجب من ذلك الحقير جنبلاط بصراحة. كيف ورط بلؤم شديد كل من الجيش اللبناني ونصفه فلكور والنصف الآخر موالي اصلا لحزب اصلا وحلفاؤه سعد وجعجع وغيرهم في موقف اكبر من قدرتهم على التعامل معه ومن ثم تراجع مثل الكتكوت المبلول امام ميليشيات حزب الله المسلحة وأعلن انه لم يكن على علم بأهمية شبكة الاتصلات لحزب الله! والنبي ايه!

اجدني في النهاية محتارة جدا, فالأمر لم يعد احتلال وحق المقاومة, هل ادافع عن المشروع الامبريالي الايراني التوسعي ام ادافع عن المشروع الامبريالي الامريكي الذي توسع حتى ضاقت به الدنيا؟! كلاهما أقذر من الآخر, وأقذر منهم الفرق المتناحرة على أرض لبنان. الاول رجعي متبجح بميليشيات مسلحة , أنشأ دولة داخل دولة بقوة السلاح والآخر عارض نفسه في الفترينة الأمريكية دون حتى ان يقبلوا شراؤه. بين ايران وامريكا ضاع اهل لبنان وضعنا معهم لأن المصيبة الأكبر, لمن لم ينتبه, ان بين هذين المشروعين بكل تفاصيلهم وتحالفاتهم, لا يوجد شيء. ملايين المفعول بهم وفقط.