عزيزي أتماكا:

من حقك أن يكون لك موقف ومن حقك أن تشك في كل ما أقول وربما لا يعجبك وتلفظه لفظا. ولكني أؤكد لك أني منذ أن وطأت الديار الأميركية واستوطنتها ما أشعر به وما أفكر به هو ما أقوله ولا اقيم اعتبار لأحد من الخوف. ما الذي يخيفني؟ وما الذي يدفعني على الكذب؟ ملايين الناس تدخل في الإسلام وملايين من الناس تدخل في أديان أشكال وألوان وملايين من الناس تخرج من المسيحية إلخ. القضية هي إيمان شخصي.

عندما كنت في الثانوية العامة كنت حريص على نشر الدعوة وكنت ماسك الإذاعة المدرسية ورئيس اتحاد الطلبة. كنت في المرحلة الإعدادية تقريبا قائد أشبال الدعوة. لن أقول أني كنت حسن البنا التاني مثلا ولكني كنت عندي غيرة شديدة على الإسلام. وبدأت أشك في المسيحية. ولأني أحببت أن أقوم بتحويل المسيحيين للإسلام وهذه هي نيتي الأولى بدأت أيضا أثير تساؤلات على الإسلام. لم يهزني في الإسلام لا موضوع زوجات محمد ولا أي موضوع كالجهاد ولكن بمجرد أن رأيت سورة التوبة آية 29 وقرأت تأمل القمص إبراهيم لوقا في كتابه "المسيحية في الإسلام" عليها أخذتني حسرة شديدة وقلت: كيف يكون الإسلام هكذا؟

عندما كان سني 18 بدأت فعلا أحاول تحويل الناطقين للإنكليزية إلى الإسلام. عندما بدأت أتعلم الإنكليزية هدفي الرئيسي كان هو هداية الأميركان والأوروبيين للإسلام. كنت على صلة وطيدة بجمعية تبليغ الدعوة في اسكندرية ووجدت نفسي القزم على صلة بضباط من رتب ومراكز عالية..وكانوا يزودوني بكتب لأرسلها للمسيحيين وكنت أدمن الكتب التي تنقد المسيحية وتبين التناقضات في الكتاب المقدس وقلت لنفسي: كتاب بهذه التناقضات في النصوص كفيل بأن يثبتني أكثر على الإسلام ولا خوفي علي من الدخول في المسيحية بما أن كتابهم كله تناقضات..

ولكن ما تشاءون إلا أن يشاء الله....

ما هي إلا شهور وشهور وكنت أمام المسيح الحقيقي الذي كنت أجهله تمام الجهل.

ووضعت يدي بيده ومنذ ذلك الحين وأنا مسيحي. هذا كلفني الكثير جداً جداً وبدون مبالغة. ولا زلت إلى يومنا هذا أدفع الثمن من صحتي وأسرتي وسلامتي ومن كل ناحية تتصورها.

ولكن هل المسيح الذي عرفته تعرض لما يمكن أن يفوق تصوري من الآلام؟ قطعا.. وما الذي يجبره على تحمل ذلك؟ لا شيء سوى الحب.

المسيحية هي أن الله ليس إلا حب.كلمة ورد غطاها. ليست براهين ولا أدلة ولا حجج ولا إثبات ولا نفي ولا كل هذا الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر في مسألة الإيمان.

أشكرك لك أنك استمعت لي... أؤكد لك أني أكتب لك كل حرف الآن من قلبي ولست مجبر على شيء. لم يدفع لي أحد شيء حتى أكتب لك ما بداخلي.

مودتي القلبية.