كاس وبده ينشَرَب:)
هكذا قال أحد زملائي اللبنانيين وهو من القوات اللبنانية "جعجع"، وعندما لم أفهم أوضح بسرعة ، وجود حزب الله وسلاحه كاس وبده ينشَرَب وأضاف (متله متل الزواج)، فهمت ما يعنيه.
الشاب منتمي للعضم كما يقول دائما، وحاقد على جعجع لأنه حاد عن الطريق ويصنف نفسه بأنه من قدامى القوات.
أكمل قائلا : لا يمكن لجهة وصلت إلى ما وصل إليه حزب الله أن تتخلى عن سلاحها، هو مثلكم هل يمكن ان تتخلى حماس عن سلاحها
أجبته : مستحيل
قال كذلك حزب الله وتصريحات جميع مسؤولينا #@#$%%^ وفي النهاية سيشربون تلك الكأس ويرضون بوجود حزب الله وسلاحه
أو؟ سألته
أو هناك ضربة قوية من الداخل أو الخارج ستشعل البلد وتقوده للدمار، والله يعين الفقير

ربما كان هذا القواتي أصدق من وصف ما يحدث في لبنان الآن، حكومة تطلب المستحيل ـ نزع سلاح حزب الله ـ وإن أصبح هذا المستحيل ممكنا فدونه خرط القتاد وخرط القتاد مؤلم جدا، يقال: (دون ذلك خرط القتاد) اصل (الخرط) هو القبض باليد على اعلى غصن الشجرة ثم يمرها عليه وهي محكمة بشدة إلى أسفله ليأخذ عنه الورق، و (القتاد) شجر صلب له شوك كالابر.

فمن يستطيع هذا ؟
أو أن هذه الدعوات تريد السير نحو حرب أهلية بالبلاد وهو ما يبدو أكثر منطقية من طلب نزع سلاح حزب الله، من وجهة نظري.

قاعدة : لا يمكن لجهة قدمت المال والجهد والدماء خلال أكثر من 20 عاما لبناء قوة عسكرية أصبح لها وزن إقليمي يفوق وزن الدولة أن تتخلى عنه بإرادتها

لبنان الدولة والطوائف تتحمل المسؤولية الأولى في وجود سلاح حزب الله

عندما بدأت الحرب عام 75 كان الشيعة مهمشين عُزَّل، لم يكن شيعة لبنان أول من بادر لإدخال السلاح في اللعبة السياسية، لم ينفذ الشيعة مذابح تلك الحرب، بل لعبوا اللعبة التي كانت موجودة مسبقا وتفقوا فيها، فعلام اللوم الآن ؟

الجيش اللبناني وسلطة الدولة اللبنانية تركت الجنوب فارغا لما يقارب خمسة عشر عاما وكان أمام اهل الجنوب خياران ، إسرائيل او حزب الله ، وقد أحسنوا الاختيار ، فعلام اللوم الآن ؟

وجد شيعة لبنان من يملك الجرأة لدعم تأسيس كيان حليف يمثل قوة إقليمية رادعة أثبتت قدرات عالية استخباراتيا وعسكريا فاستغلوها وتحالفوا معها لتحرير قراهم وبيوتهم من اليهود في حين اتجهت بقية طوائف لبنان إلى تجاهل ضرورة تشكيل توازن مع إسرائيل ووجهت جهدها لأرصدة البنوك ملقية بكل مسؤولية مواجهة الاحتلال على حزب الله فعلام اللوم الآن ؟

تصرفت الطوائف اللبنانية على اعتبار أن بلادها محررة، فالجنوب بلاد الشيعة، واختارت ان تضع السلاح في المخازن ولم تخرجه إلا من أيام قليلة لتدافع عن الطائفة، فعلام اللوم الآن ؟

هل حزب الله هو الطائفي ؟ أم لبنان هو الطائفي ؟
دولة تحصِّن أمراء الحرب وتجعل جعجع وجنبلاط وبري وأمين الجميل قادة سياسيين بدلا من محاكمتهم بتهمة الإبادة الجماعية، هل يحق لها أن تشتكي عندما تشتعل أرضها نارا؟
كلهم لن يصيبه أذى حسب القانون اللبناني الغير مكتوب فهم لهم الحصانة ولأتباعهم الرصاص والله يعين الفقير