{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نكبة اسرائيل القادمة ...عبد الباري عطوان
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
نكبة اسرائيل القادمة ...عبد الباري عطوان
نحو فهم حضاري للصراع مع الصهاينة

GMT 0:00:00 2008 الخميس 15 مايو

الخليج الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


يوسف مكي

قبل ما يقرب من سنتين، بثت إحدى القنوات برنامجا تحت عنوان: “عرب يهود أصوات غير مسموعة”، تناول أوضاع اليهود العرب داخل أراضي فلسطين عام 1948. ركز البرنامج على أوضاع اليهود في البلدان العربية قبل تهجيرهم إلى فلسطين، بعد النكبة. وقد شارك في البرنامج الباحث الأكاديمي والشخصية الوطنية الفلسطينية البارزة، عضو الكنيست “الإسرائيلي” الدكتور عزمي بشارة. حمل البرنامج الكثير من القضايا والمعلومات المهمة، مما كان في النية مناقشته عند الإجابة عن السؤال الذي طرح قبل عدة أسابيع: هل من سبيل لإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني؟

حوى البرنامج المذكور معلومات قيمة عن أوضاع اليهود العرب قبل هجرتهم وبعدها إلى فلسطين، لا تتيح لنا المساحة الممنوحة هنا عرضها. والخلاصة التي يصل لها متابع هذا البرنامج “الوثيقة” من خلال اللقاءات والمتابعات والمناقشات التي وردت فيه هي تعذر القضاء على الذاكرة الإنسانية. لقد كان سهلاً على الصهاينة الانتصار عسكرياً، في الحروب التي خاضوها ضد العرب، وانتزاع الأرض، وفرض الهيمنة، أما فرض الأفكار على الآخرين، ومسخ الهوية فلهما شأن آخر.. إذ ليس بمقدور أية قوة غاشمة أن تغير عقائد الناس وهوياتهم بالقسر والقهر.
فبعد ثمانية وخمسين عاماً على النكبة، وإنشاء الكيان الصهيوني، عند بث البرنامج المذكور، ما زال كثير من اليهود العرب يصرون على انتمائهم العربي، ويرفضون العقيدة الصهيونية. يتصل المشارك الأول بالبرنامج، مشيرا، دون ذكر اسمه، إلى أنه يهودي عربي، ويتبعه آخر معرفاً نفسه بأنه سعيد، وأنه يهودي عراقي، أنا يهودي عراقي، أنا عربي، وتتوالى الاتصالات، إيال بزاوي يقول أنا يهودي من مصر، أنا يهودي عربي، وشمعون بلاص يقول أنا كاتب وأديب يهودي عراقي وأنا يهودي عربي، سمير نقاش يشير إلى أنه كاتب ومؤرخ يهودي عراقي، نحن يهود عرب عراقيون. لقد حاولوا نزع جذورنا العراقية، لكن تلك الجذور رفضت أن تُزرع في “إسرائيل”. فأنا طبعاً عراقي في الصميم وفي الفطرة وفي كل أحاسيسي ومشاعري ولغتي وعاداتي وتقاليدي.
أدرك الصهاينة بعد قيام كيانهم أنهم بحاجة إلى قوة بشرية كبيرة. ومع أن مشروعهم، كما أشرنا في الحديث السابق، كان استيطانياً أوروبياً خالصاً لكن صانعيه أدركوا لاحقا جملة من الأسباب التي تستدعي تهجير اليهود العرب والشرقيين إلى فلسطين المحتلة. كان السبب الأول هو عدم وجود كثافة سكانية كافية لديهم، لإدارة قضايا الحرب ومواجهة التوسع السكاني الفلسطيني، في فلسطين، والمخيمات الفلسطينية في المناطق المجاورة. والسبب الآخر، هو أن الأوروبيين، باعتبارهم العمود الفقري للمشروع، والطبقة الأرستقراطية الحاكمة، كانوا بحاجة إلى أيد عاملة تتسم بالرخص من جهة، وبالانتماء لعقيدة الدولة من جهة أخرى. وقد أضافت هجرة اليهود العرب إلى فلسطين للصهاينة ذريعة أخرى يتعللون بها في معرض دفاعهم عن اغتصابهم الأرض العربية، بالقول إن ما حدث في فلسطين كان نزوحا سكانياً متبادلاً. بمعنى أن الفلسطينيين قد طردوا من فلسطين، وبمقابل ذلك طرد اليهود العرب من الأقطار العربية، مشبهين ذلك بما حدث لباكستان والهند، حيث نزح السكان الهندوس من باكستان إلى الهند، ونزح مسلمون بالمقابل من الهند إلى باكستان. وهكذا عمل الصهاينة، بعد احتلال فلسطين مباشرة، على تشجيع أبواب الهجرة اليهودية المشرقية إلى فلسطين، بل وسعوا في بعض الأحيان إلى استخدام وسائل الوعد والوعيد والإكراه، وبخاصة في مصر والعراق واليمن، لإرغام اليهود على مغادرة أوطانهم والتوجه إلى الكيان الوليد، “إسرائيل”.
وفي هذا الاتجاه، مورست عمليات اغتيالات ونهب، وإلقاء قنابل يدوية على المعابد اليهودية لترهيب اليهود وإجبارهم على الهجرة. ومن المفارقات أن عددا من الذين رفضوا الخضوع للابتزاز الصهيوني قد هجروا من أوطانهم بالقوة من قبل الوكالة اليهودية، مكبلين بالقيود إلى فلسطين، وحين وصلوا إلى فلسطين أضربوا عن الطعام، استنكاراً للممارسات الصهيونية بحقهم، وأوضحوا رغبتهم في العودة إلى أوطانهم. وبعضهم، استقروا بالأرض المحتلة لفترة قصيرة، وانتهزوا أول فرصة للهروب من جحيم الاستيطان الصهيوني وهاجروا بعيداً، إلى خارج الوطن العربي.
ولا جدال في أن حالة احتقان الشارع، في تلك الأقطار العربية خاصة بعد مجازر دير ياسين وبئر السبع قد ساهمت في تسعير المشاعر العدائية ضد اليهود، ما جعل الحياة تبدو صعبة بالنسبة لكثير من اليهود العرب. وقد أدى الضغط الصهيوني وحالة الاحتقان لدى العرب، وخشية اليهود من حملات إبادة بحقهم إلى نزوحهم عن بلدانهم.
لكن الذي لا شك فيه أنه على الرغم من نجاح الصهاينة في الضغط على اليهود للنزوح عن أوطانهم العربية، فإن عدداً كبيراً لا يستهان به، لم يرضخ للإغراءات الصهيونية بالهجرة إلى فلسطين، وفضلوا بدلاً عن ذلك، الهجرة والاستقرار في بلدان أخرى بأوروبا وأمريكا اللاتينية. فعلى سبيل المثال، هاجر عدد كبير من اليهود المصريين إلى الأرجنتين، وأقاموا جالية كبيرة فيها. وواصلوا تعليم أبنائهم اللغة العربية. واستمروا في الاحتفاظ بالفلكلور الشرقي وتناول الأطعمة المصرية، وسماع أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وأسمهان.. وكذا الحال، بالنسبة لليهود العراقيين واليمنيين، فكثير منهم استقروا في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، وفي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك وباريس ولندن.. ولا يزالون يعيشون في تلك البلدان حتى يومنا هذا.
أما من هاجر من اليهود العرب إلى فلسطين، فقد سعت الحركة الصهيونية لاحتوائهم، مباشرة بعد وصولهم، من خلال تأهيلهم للاستقرار والتكيف مع واقعهم الاجتماعي الجديد، الأوروبي السمات، عن طريق غسل أدمغتهم، وقتل ذاكرتهم الجمعية، واحلال انتماء آخر جديد مصطنع، وقومية جديدة تبعدهم، عن كل ما هو عربي وشرقي في حياتهم وثقافتهم وتراثهم، وبالتالي تجعلهم يتنكرون لإنجازاتهم وإبداعاتهم الفكرية والتاريخية والأدبية التي صنعوها في حقب تاريخية ممتدة، بحكم انتمائهم للثقافة العربية. وكانت الخطوة الثانية، هي وضعهم في الخندق المعادي للثقافة والفكر العربيين، وبالتالي لمواجهة المشروع العربي الحضاري، والمشاركة في الحروب العدوانية المتكررة على الأمة العربية.
لكن تحقيق ذلك لم يكن دائماً بالأمر الممكن، لم يكن المستوطنون الأوروبيون من اليهود، يعرفون الشيء الكثير عن نمط التدين عند اليهود العرب، وكانوا يتوقعون سهولة اندماجهم بالثقافة الأوروبية الوافدة، لكن اليهود العرب كانوا عصيين على الاندماج. فقد حافظوا في تدينهم وممارسة طقوسهم على طابع فلكوري شعبي. وقد وسع التباين الكبير بين العقلية الشرقية المحافظة التي أتوا بها والطابع الغربي للمستوطنين الأوروبيين، من شقة المسافة بين ثقافاتهم.
ومن جهة أخرى، فإن الممارسات العنصرية للإشكنازيين، قد وسعت من نظام الفصل العنصري الذي يمارس بحق الفلسطينيين الذين صمدوا أمام الإرهاب “الإسرائيلي” وتمسكوا بالبقاء في أرضهم، ليشمل اليهود العرب “السفارديين”، بما يعزز مستقبلاً من إمكان قيام تحالف بين العرب الفلسطينيين وبين اليهود العرب، في مواجهة الممارسات العنصرية الأوروبية.
ورغم أنه من المبكر القول بشكل جازم، أن صمود الثقافة العربية لدى اليهود المشرقيين، والممارسات العنصرية من قبل الطبقة الحاكمة قد أديا إلى خلق مواقف معادية لدى اليهود العرب للسياسات “الإسرائيلية” التوسعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضا فيما يتعلق بالممارسات العدائية “الإسرائيلية” تجاه البلدان العربية المجاورة، فإن هناك مؤشرات تؤكد على تنامي الوعي لدى قطاع كبير من اليهود العرب بعدم عدالة المواقف الصهيونية، وتعارضها مع المواقف الأخلاقية للديانة اليهودية، وخروقاتها الفاضحة للقانون الدولي. :baby:
فخلال الغزو الصهيوني للبنان، واحتلال الجيش “الإسرائيلي” لمدينة بيروت، رفض جنديان “إسرائيليان” من أصل مغربي القتال ضد اللبنانيين، وتبعا لذلك تعرضا لعقوبة السجن مدة ستة أشهر. وحين أطلق سراحهما قاما بجولة شملت أوروبا وأمريكا الشمالية، فضحا فيها الممارسات الإرهابية “الإسرائيلية” وبضمن تبريراتهما التي سيقت كسبب لرفض المشاركة في قتال اللبنانيين، كانت الإشارة إلى انتمائهما العربي، وبأنه لا يمكنهما قتال جيران مسالمين تربطهما بهم علاقة الثقافة واللغة والجوار. وليس ببعيد عنا تشكيل جمعيات دعم ومساندة للشعب العراقي، من قبل اليهود العراقيين في فلسطين، أثناء فترة الحصار الذي فرضته الإدارة الأمريكية على العراق، منذ بداية التسعينات حتى احتلاله في أبريل/ نيسان عام 2003. وتشير وثائق حركة السلام “الإسرائيلية” الآن إلى أن غالبية أعضائها هم من اليهود الشرقيين، بما يدعم فرضيتنا بإمكان خلق حقائق جديدة، فيما يتعلق باتجاه ولاء اليهود العرب. :baby:
بقي علينا أن نوضح علاقة ذلك بإمكان انبثاق مشروع لهزيمة المشروع الصهيوني، وذلك ما سوف تكون لنا وقفة معه في الحديث القادم بإذن الله.



05-15-2008, 07:37 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نكبة اسرائيل القادمة ...عبد الباري عطوان - بواسطة بسام الخوري - 05-15-2008, 07:37 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مصر الثورة تحتاج لأصدقاء أيضا / عبد الباري عطوان فارس اللواء 0 655 02-18-2012, 08:48 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مبارك معتقل.. اللهم لا شماتة / عبدالباري عطوان فارس اللواء 70 18,420 01-18-2012, 04:35 PM
آخر رد: خالد
  تفجيرات دمشق: القادم اعظم / عبدالباري عطوان فارس اللواء 7 2,505 12-25-2011, 03:50 PM
آخر رد: الطرطوسي
  حرب اهلية يجب منعها /عبد الباري عطوان فارس اللواء 1 895 11-20-2011, 10:24 PM
آخر رد: السلام الروحي
  اسرائيل من الداخل Dr.xXxXx 20 10,202 10-03-2011, 02:59 AM
آخر رد: Dr.xXxXx

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS