اقتباس:ما أشقانا نحن في المغرب: كلّ التأخّر عصف علينا من الشرق.

الشرق حضّركم وأعطاكم عقيدة ولغة وثقافة وهوية ... وعندما أفل نجم الحضارة الأندلسية بتم فراغاً في فراغ حتى جاءت أوروبا كي تعطيكم من جديد وتشد بكم علكم تفلحون ... فماذا كانت النتيجة ؟ أصبحتم تسبون الشرق والعرب وتعمرون السجون في أوروبا. وبين هذا وذاك بقيتم نكارين لجميل من أعطاكم حضارة قديماً وقدم لكم مدنية حديثاً. فصرتم، كحالك في هذا النادي، تحقدون على الشرق والغرب والبيض والسود والمسيحيين والمسلمين وتعيشون في نفس الوقت على فتات موائدهم.

الشرق قدم لكم ديناً وانتماء بعدما كنتم برابرة، فجاء إليكم قديماً الفينيقيون كي يعلموكم أبجدية الحضارة، ثم جاء العرب كي يعطونكم ديناً وانتماء وشخصية. وانتم كنتم قبل الفينيقيين لا شيء مطلقاً (من ناحية حضارية) وكنتم قبل العرب برابرة وأشباه برابرة، لا مأثرة لكم إلا التدمير والقتل والنهب والسلب. فعلام تستنكفون من الشرق؟ وماذا قدمتم أنتم في ميزان الحضارة غير الخمول والبلادة حتى القرن العشرين ؟

الشرق مهد الحضارات، مهد الروحانيات، مهد الفلسفات، مهد العلوم وباعثها ومجددها فمن أنتم ؟

لا تغضب الآن لو قلت لك الحقيقة بصراحة وبدون رتوش هذه المرة، ولكني لم أعرف شخصاً يكره كل شيء في عالمه مثلك. وأنصحك بالتوجه إلى أقرب طبيب نفسي قبل أن يصبح الوقت متأخراً ... فأنت مريض يابني بجميع عقد نقص الدنيا: فأنت معقد من المسيحيين ومن المسلمين ومن الشرقيين ومن النساء العربيات ، وتصر مع هذا أن تسكن أوروبا وتتعامل مع المسيحيين وتكتب في منتدى للشرقيين الذين معظمهم - بطبيعة الحال - من المسلمين.

إلحق نفسك، فلعل التدخل السريع لطبيب نفسي يستطيع أن ينقذ ماتبقى لك من عقل ونفس.

إلحق نفسك، فعقد النقص والأزمات النفسية تمهل ولا تهمل.

ملاحظة: ما جاء أعلاه نصيحة لوجه الله من شخص يود لك كل الخير ويعلم بأنك في وضع نفسي حرج، ومع هذا يقول لنفسه ربما سمع مني وتوجه إلى أقرب طبيب وكسبت فيه ثواباً ...

صديقك المشفق عليك
عاشور الناجي