هزيمة حزب الله
إذا كانت النظرة لما يحدث اليوم في لبنان تجري وفق من ربح ومن هزم، فإن الإجابة هي أن المهزوم بدون شك في لبنان هو حزب الله، وزعيمه حسن نصر الله.
هزم حسن نصر الله وحزبه، يوم فقد الزعيم الإلهي مصداقيته في الشارع اللبناني، وأمام العالم العربي والإسلامي، ولا يهم كم سيقسم لهم اليوم أو غدا، فلن ينسى له العرب والمسلمون واللبنانيون أنه استخدم سلاحه ضد اللبنانيين، بعد أن أقسم مطولا بأنه لن يستخدمه إلا ضد إسرائيل.
خسر حزب الله الإيراني، ومن خلفه، ومن معه، بعد أن ألغى حصانته بنفسه، وانفضح في طائفيته المقيتة التي شهد عليها أهل بيروت، ولن ينسوها أيا كانت الحلول اليوم في بيروت، ومهما نتج عن الحوار في الدوحة غدا.
خسر حسن نصر الله عندما أطلق مارد الحرب الطائفية، ونعرتها، بين السنة والشيعة، فقد أصاب النفوس ما أصابها، وان تم تنظيف شوارع بيروت إلا أنه لم تطيب الجروح، ولن ينسى أهالي الضحايا ضحاياهم، ولن ينسى العرب، مهما ادعوا، ما فعله حزب الله الإيراني في مناطق السنة في بيروت. فقد علق لهم حسن نصر الله الجرس، وذكرهم بخطورة نموذجه في أي مكان في عالمنا العربي.
وخسر حسن نصر الله وحزبه، عندما اقنعوا كل مواطن لبناني، قبل زعمائهم، بأن لا ثقة بحزب الله، وقادته، ولذا سيصبح هاجس تخزين، وتجميع السلاح، هو الهاجس في قادم الأيام، وستثبت الأيام ذلك.
لن ينسى الدروز معركة الجبل، كيف تسلل المتسللون، وكيف دخلوا إلى مناطق الدروز كمزارعين، تبين يوم اشتدت الأمور أنهم مجرد عملاء لحزب الله. من اليوم سيكون هناك تفتيش للنوايا والنفوس، لا السلاح وحسب.
كما لن ينسى السنة احتلال بيروت الغربية، وصور حسن نصر الله، ومراجعه، وتمزيق صور الشهيد الحريري، وتعليق صور حاكم دمشق بدلا عنها، في أسوأ صور العمالة، والتبعية، والاستهزاء برموز سنة لبنان.
ولن ينسى الإعلاميون، في كل لبنان، أن سيطرة حزب الله الإيراني تعني تكميم الإعلام، فقد كان اللبنانيون شهودا على إحراق وسائل الإعلام في لبنان، مثلما كانوا شهودا على اغتيال الإعلاميين وتصفيتهم من دون أن يعرفوا من كان يقف خلف ذلك، إلا أن اللبنانيين اليوم رأوا من الذي يعطل الإعلام.
وخسر حزب الله يوم انفضح بتبعيته وعمالته لإيران، وسورية، وقبل هذا وذاك، خسر حزب الله بعد أن تم رصد كل عداده، وتعداده، بكل تأكيد من خصوم يتحينون الفرصة لكسر الحزب الإيراني. فقد أعمى الغرور حسن نصر الله حتى بات مهزوما في كل اتجاه.
وخسر حزب الله مكانته في السيطرة على الدولة اللبنانية، مثل ما خسر تلك الهالة التي منحته قوة نفسية بأنه الذي لا يقهر، فقد ثبت للحزب ان سلاحه لن يمنحه بيروت بالساهل، ويكفي ما حصل لحزب الله في معركة الجبل.
واذا كانت حكومة السنيورة قد أخطأت، بحسب ما يرى البعض، يوم أصدرت القرارين اللذين دفعا حزب الله لاحتلال بيروت، فإن ذلك يعد أذكى خطأ، لأنه أنهى أسطورة حزب الله المزيفة من دون إطلاق رصاصة.
انتهت أسطورة القائد. انتهت أسطورة السلاح. انتهت أسطورة الاستقلالية. وانتهت أسطورة أن الحزب ليس طائفيا.
tariq@asharqalawsat.com
التعليــقــــات
ماهر بيك، «مصر»، 16/05/2008
الفتنة السنية الشيعية!!!! الشيخ ماهر حمود أيد حزب الله ...اسامة سعد ايد حزب الله ...حركة التوحيد ايدت حزب الله ...المرابطون ايدوا حزب الله .... وغيرهم كثير من السنة...أم انهم شيعة في الأصل وإدعوا أنهم سنة حتى يدمروا السنة من الداخل؟؟؟

منصور العربي، «فرنسا ميتروبولتان»، 16/05/2008
لقد صدمني حزب الله وخاصة قائده السيد حسن نصر الله بعد هذا الانقلاب البغيض الذي يريد فيه ان يلغي الديمقراطية من جذورها فقد كتم بهذا الانقلاب الصوت الاخر وفرض صوت البندقية.
ولكن المتمعن في بواطن الامور يعرف ان السيد يأخذ اوامره من خارج الحدود فحليفه القريب قمة في الدكتاتورية البغيضة التي كرهها الشعب وانكوى بنارها سنين عجاف اما حليفه البعيد فهو اية من ايات الله وتعليماته مقدسة لا تكسر فبعدما عاث فساداً في العراق هاهو اليوم يعيث فساداً في لبنان .
حسبنا الله ونعم الوكيل.

عمر ناجي، «المملكة العربية السعودية»، 16/05/2008
لا أرى في مليشيا إيران في لبنان أي اسطورة ، انما هي تهويشات يطلقها زعيمهم ويصدقونها ، وعمالة هذه المليشيا وطائفية زعيمهم كالشمس لا تغطى بغربال.

نايف التميمي المدينه المنوره، «فرنسا ميتروبولتان»، 16/05/2008
مقال رائع من كاتب اكثر من رائع ياسيدي ربما اراد الله ان يفضح حزب ايران ويكشف حقيقته من خلال خطأ وهو ليس بالحقيقة خطاء اريد ان اسأل سؤال لو سمحت هل تسمح دولة ايران او سوريا بوجود حزب مسلح سني في تلك الدولتين اقوى من الدولة مهما كانت المبررات والدوافع؟ وهو في نفس الوقت موالي لدولة اخرى. اعتقد انهم لا يرضون ولن يرضوا فكيف يرضونه على لبنان انها ازدواجية المعايير. فعلا هزم الله حزب اللات وفضح امره حمدا وشكرا لله.

رامي نابلسي، «المملكة المغربية»، 16/05/2008
أخشى يا أستاذ طارق أننا نحن من يخسر المعركة الإعلامية في الكثير من الساحات العربية السنية فحزب الله و المنار و الجزيرة و حتى قناة العالم الإيرانية أصبحت من المراجع الموثوقة عند الكثير من العرب السنة في المغرب العربي و مصر و الأراضي الفلسطينية و الكثيرون يصدقون أو على الأقل لديهم قابلية لتصديق أن السعودية و الخليج حاشا قطر الثورية و مصر و الأردن و الأكثرية اللبنانية و السلطة الفلسطينية عملاء و وكلاء لأمريكا و إسرائيل في المنطقة .
إعلام الدول العربية المعتدلة رغم كل ماصرف عليه فشل في مخاطبة الشعوب في الكثير من الدول العربية الذين وجدوا ضالتهم و رومانسيات المقاومة و العزة في قناة المنار و تكشيرة بشار الأسد و عمائم نصر الله و بن لادن والظواهري.

صلاح راكان، «المملكة العربية السعودية»، 16/05/2008
لم اكن لحظة واحدة اشك في استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل بل كنت اعتقد وامام التعهدات التي كان يطلقها نصرالله على شاشة التلفزيون انه لن يحتكم الى سلاحه ابدا داخليا واليوم اعتقد انه على اللبنانيين ان يفكروا مليا بسلاح حزب الله وان يكون موضوع نقاش فهذا الحزب ومن خلال اعماله في بيروت لايختلف عما فعله ميليشيا المهدي في بغداد من تطهير طائفي ضد السنة. واكثر ما تأسفت عليه هو ان حركة امل اصبحت هي الاخرى ميلشيا ونبيه بري الذي كنت اعتقده اعقل واحكم من جماعة حزب الله اصبح مثلهم بل اسوأ منهم وهذا ما رايناه في المجزرة التي راح ضحيتها ستة من السنة في تشييع شهيد. ويجب على الدول العربية ان تجنب خلافاتها وان تتوحد لمواجهة الخطر الايراني الذي سوف يقضم دولة بعد الاخرى وان يتركوا الخوف وان يتصدوا للخطر الفارسي بكل قوة .

خالد العنزي، «المملكة العربية السعودية»، 16/05/2008
شعارات حزب الله القومية، حقا يراد به باطل، فهم يلعبون على وتر القضية الاهم والاكبر لدى العرب والمسلمين، واوهموا الجميع بأنهم الحق وغيرهم باطل وأن كل من يخالفهم هو من اتباع اسرائيل وامريكا !!!!
فقط .. تأملوا مايحدث في بغداد وبيروت وغزة وكراتشي وكابل والمنامة وتجدوا ان احمدي نجاد وزبانيته يقفوا ورائها.

احمد ابو اعبد، «استراليا»، 16/05/2008
الفرق ان اسرائيل هزمت السنة في كل الحروب وهٍُزمت من حزب الله الشيعي الايراني و الفرق واضح.