هذا غيض من فيض , فمن يطالع كتب التاريخ ويدرسها بحيادية و موضوعية سيخرج باستنتاجات تضعضع كيانه و حتى ايمانه !

يا طنطاوي اخوك الحر مر من هنا ومن هناك ووقع في تناقضات وتبريرات لم يقبلها عقله ( فالحد ), لولا ان تداركه احد الاصدقاء من الضالين الشيعة .. لرايته يسطر اليوم مطولات في دحض ورفض الاسلام .. وكم البحث شاق وكءيب حين يتساقط الاعلام واحدا بعد واحد عقب كل مبحث .

يكفي ان طه حسين الذي لم يطلع على كتب الشيعة , ولكنه قرا كتب ومصادر الاسلام ( بحيادية ) خرج باستنتاجات عن الفتنة الكبرى و مقتل عثمان " كفر بسببها " .

مشكلتنا يا طنطاوي اننا ننطلق للبحث ونحن مشحونين بافكار قطعية و مسبقة عن الموضوع المراد البحث فيه, مما يشكل عاءقا معرفيا لا يمكننا الفكاك منه , وقلة من ينفكون عنه, بل هم قلة من القلة !

خذ مثلا صلاة التراويح جماعة في شهر رمضان .. هي بدعة عمرية.
وطلاق الثلاث دفعة واحدة ووقوعها, هي بدعة عمرية كذلك.
والصلاة خير من النوم في اذان السنة, واشهد ان عليا ولي الله في اذان الشيعة, كلاهما بدعة .. الاولى وضعها عمر والثانية دخلت في القرن الثالث عن طريق دعاة الفاطميين لمذهب التشيع , والاذان الصحيح الذي كان على عهد الرسول صلى الله عليه و آله لا يوجد اليوم الا عند الزيدية في اليمن !
والتطبير و ضرب الجنازير بدع صفوية دخلت مذهب التشيع في العهد الصفوي.

فالبحث صعب و مضن في كتب التاريخ و الى الآن لم اشاهد باحثا منصفا ياخذ من كتب الفريقين ويترك الراي للقارىء , فالكاتب ابدا يتبع هذه المدرسة او تلك, ولكن لان البحث بكر ولا يعدوا حججا وشواهد معروفة ومكررة لدى الفريقين, فبامكانك ان تكتشف امورا لم تقراها ولم تطرق اذنك من كلا الفريقين, مثلا اسلام خالد وعمر وعمرو ابن العاص في سيرة ابن هشام ( الرواية المسكوت عنها ) و مؤامرة ابو عبيدة ابن الجراح مع عثمان ليلا لابعاد الخلافة عن علي كما في سيرة ابن حبان, الى محاولة ( كبار ) الصحابة ان يجفلوا بناقة الرسول في العقبة وقتله كما في المحلى ... الى غيرها من الامور التي ما ان تتلفظ بها ( وان كانت من المصادر المعتبرة ) ينظر اليك القوم شزرا ويتهموك زورا.

ودواليك يا طنطاوي ..فكم من المجلدات تحتاج لقراءتها حتى تصل لراي معين, فتارة الشيعة هم الاصح وتارة السنة و تارة لا احد منهما !





مودتي (f)