روزا .
هناك فرق كبير للغاية بين أفراد يمتلكون تسليح شخصي مثل البندقية و المسدس كما هو شائع في لبنان تاريخيا ، و بين الميليشيا أو القوات شبه النظامية كحزب الله ، فالميليشيا تمتلك أسلحة ثقيلة و هياكل تنظيمية و قيادات عملياتية و خطط عسكرية و يجري تدريبها باستمرار ،و تستطيع العمل كتنظيمات متكاملة كالجيوش النظامية ، يبقى أن جميع الميليشيات في لبنان تم حلها و جمع أسلتحها بعد الطائف باستثناء حزب الله ، الذي تحول بفعل الدعم الإيراني إلى جيش مدجج بالصواريخ و الأسلحة الثقيلة ، و السماح بهذا الوضع ولو تحت تسمى المقاومة كان خطئا فادحا يدفع اللبنانيون ثمنه ، فقد تحول حزب الله إلى دولة داخل الدولة ، فهو يلغي وجودها كلية عندما يريد كما فعل عندما استأثر بقرار الحرب ضد إسرائيل بلا أي استراتيجية أو هدف فدمر ثلث لبنان ، ومن المضحك أن حسن نصرالله اعترف بخطئه بينما ينكر مدمنو الأفيون أنه يخطأ ! ، و أيضا ألغى الحزب وجود الدولة و احتل عاصمتها عندما لم يعجبه قرارا وزاريا صحيحا دستوريا ، فالحزب لا يؤمن بالدستور اللبناني ولا بلبنان .
حزب الله يا زميلة هو تنظيم إيراني داخل لبنان ،ولا ينكر هذا سوى مغالط أو جاهل ، فأمين الحزب و قائد قواته يعينان بأوامر رسمية معلنة من خامنئي ، و قد علمنا جميعا – حتى من لا يعرف شيئا عن لنان - أنه عين عماد مغنية قائدا للميليشيات قبل إغتياله ، و خامنئي لمن لا يعلم - و يبدوا أنهم كثيرون- مبايع من حزب الله بمثابة الولي الفقيه ، أي القائد الروحي و السياسي للحزب ،و بالتالي هو الذي يحدد للحزب وقواته الهداف السياسية و يترك لمعاونيه مثل احمدي نجاد تحديد تكتيكات الحزب و تصرفاته .
حسن نصرالله رجل شجاع ، و هو أيضا مخلص و أمين و لكن لسادته في قم و قياداته في طهران ، من يعتقد في المشروع السياسي الشيعي و هو مطروح و معلن للجميع ، و الذي يقوم على الإعتقاد بالعودة القريبة للمهدي المنتظر عجل الله فرجه ، و أن هذا المهدي سيقود اتباعه للإنتقام من ظلمة آل البيت و الإستيلاء على العالم و استباحته لأتباعه ، من يعتقد في هذا كله فلا أجد سببا يمنعه من دعم خامنئي و أحمدي نجاد و مقتدى الصدر و حسن نصر الله و الطبيب بشار الأسد ، و لكن من لا يعتقد في هذا المشروع عليه أن يراجع نفسه في دعم تدمير لبنان ، إن استعادة حقوق الفلسطينيين كما نراها لا تمر تأكيدا على إنقلاب غزة ولا أنقاض بيروت ، فقط المشروع الأصولي الشيعي يمر بها جميعا .