سؤال هام لمفسري القرآن في منتدى الفكر..!!
كل هذه التهكمات و السخرية لا تفيد القارئ, و لن تجرني الى معركة مع أحد. لكل مشترك الحق بالتعبير عن رأيه حسب علمه و..بيئته..
المهم هنا و في منتدى الفكر, القارئ. هذا الذي يتربص بنا و يقلب الصفحات عسى أن يحظى بفكرة أو رأي يتناسب مع قيمة الوقت الذي وهبه لنا. علينا أن نهب علمنا لذلك الذي وهبنا أعز ما يملكه الإنسان "الزمن", ونستغل هذه الفرصة الذهبية التي أتاحها لنا القائمين على المنتدى. فقد حفروا بأيديهم وأرجلهم مكانا آمنا لنا لنمارس فيه حرياتنا, عسى أن يصل رأينا الى عقول وأبناء الأمة التي تعيش العتمة منذ قرون..
بدأت الموضوع بطلب تفسير آية .."ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين"
و تفسيرها, إن (الله) قد صنع (النجوم) في (السماء) كالمصابيح, لتزين لنا الأرض, و تلقي بشهبها على الشياطين, وهم سارقي السمع..!!
و بتصور الطفل و الرجل البالغ الغير مدرك, فان السماء عبارة عن (سقف) للأرض وضعت فيها اللمبات, يطلق عليها المصريين (لنض) و لهذه "اللنض" ميزتين, الأولى (زينة) و الثانية (لرجم الشياطين)..
الطالبة التي تقرأ هذه الآية بتفسيرها في حصة التفسير, هي نفسها الطالبة التي تقرأ الفيزياء في الحصة التي تليها. فالفيزياء تؤكد أنه لا يوجد سقف على الأرض ولا (لنض) و لا شياطين "فالمادة لا تفنى و لا تستحدث" أي أنه لا يوجد شيء سوى المادة, وعدم مادية السماء يؤكد عدم وجودها لأن إحداثها مستحيل..!
ولكن كيف استطاع المفسرين أصحاب الفتة أن يقنعوا العوام بتلك الآية؟
ان ذلك غير ممكن بدون استعمال اللغة العربية. فقد اشتقوا من المادة القيمة العدمية فيها وساقوها كدليل. حولوا العلم المادي الى شعر مقدس, ليملئوا به عقول العامة من الناس. قالوا أن المقصود من السماء كل ما هو عال. وقالوا أن النجم مصباح لأنه يضيء كالمصباح. وقالوا أن الشهب تنطلق من السماء ثم تختفي قبل ان تصل الى الأرض لأنها تصطدم بالشياطين. ولولا وجود الشيطان بكامل مادته التي لا تراها العين المجردة لم خبت لهيب الشهب. أي أن الشهاب قد خبت نوره وقت ارتطامه بجسم الشيطان الجاسوس..
الاأن هذه الطالبة حين تنتقل الى جامعة هافارد, فإنها ستتأكد بأن زرقة السماء (السماء) ليست أكثر من اختراق الشمس للغلاف الجوي, وأن الشهب ليست أكثر من نيازك تحترق حين عبورها الغلاف الجوي, وان المسألة برمتها ليست أكثر من بيت شعر ركيك..!!
ما لذي يطغى على تفسير القرآن, ويمكن هؤلاء, أصحاب الفتة باللعب على عقولنا ووجداننا و مصائرنا. إنها اللغة العربية, أو ما يسمى (لغة) عربية. كيف تكون لغة وهي مائعة تصلح لكل زمان و مكان. تنفع أن تكون شعرا و علما في نفس الوقت. ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على طريقة طرحها. فاذ نغمت, فإنها تصل الى الصنم الأكبر لدى عقل العربي, فيقدسها العقل دون تفكير, بانصياع كامل وكأنه قد تلقى أمرا منثورا من الاستخبارات الأمريكية. "افعل" أو "صدق" ما تسمعه, فيصدق صاغرا..
اللغة العربية من أهم الأسباب التي أودت بنا الى حضيض التخلف. و لهذا السبب, فالحكام العرب, يصرون على تعليمها في المدارس و الجامعات. انها أقوى درع واق لبقاء السلطان, لأنها أي اللغة العربية, قادرة على تعطيل العقل و تجميده..
نأخذ مثالا سريعا..
حين نقضي حاجتنا, مثلا, فإننا سوف نستخدم مكان أو حيز لا يتعدى العشرين متر مربع..
نقول (تواليت) و هي ليست عربية
و نقول (بانيو)
و (كابينيه باللكنة المصرية الدارجة, وبوديه بالسعودي)
و (دش)
و(سيفون)
(شامبو)
قضينا حاجتنا دون أن نستعين بكلمة عربية واحدة. فكيف يمكن لأمة أن تصنع و لو حذاء بهذه اللغة؟ إذن لماذا نكرس تعليمها طالما أنها لا..تنفع..؟؟؟؟!!!!
راغب..
|