عزيزي طيف، أعتذر عن مداخلتي السالفة فقد كتبتها بعد أن ثارت حفيظتي،

موضوع الدعوة للدولة الإسلامية أو الخلافة لا يرتبط بالضرورة بالأحزاب الإسلامية، وهو أمر لا يزال خطرا نسبته إلى زملاء على الشبكة العنكبوتية، وهو مما قد يؤذيهم في حين أنك لا تريد إلا الحوار.

من أجل ذلك، حبذا لو حصرنا الحوار بالفكرة، دون ربط بالأحزاب الإسلامية الشهيرة أو المغمورة، مش ناقصنا!

التشابه بين الأحزاب الإسلامية في الفروع، يشبه كثيرا التشابه بين شجر الحور والجميز في بياض جذع الشجرة، مع اختلاف بين في الجذور والثمار، وأتصور أن الأحزاب الإسلامية دونما استثناء تدعو إلى الدولة الإسلامية، أو على الأقل إلى دولة إسلامية.

الإخوان وحسب مناقشتي مع زميل لنا هنا يصرح بالانتساب إليهم، يدعون إلى دولة إسلامية، وليس إلى الدولة الإسلامية، وهذا مفهوم حين قراءتك لأدبياتهم.

نأتي إلى الفرس وكسرى والقومية،

حين يمارس العرب القومية، فعليهم أن يتوقعوا رد فعل عنيف من الأقليات الغير عربية الكائنة بينهم، من كرد وأمازيغ وغيره، ورد فعل عنيف من القوميات المجاورة، لأن القومية فيها استعلاء عنصري، وفيها تمييز عرقي جالب للتصادم، رغم أن القومية لا تصلح كفكرة أساسية لتوليد المعالجات لمشاكل الحياة المختلفة.

العرب أصلا مارسوا القومية كرد فعل على القومية الطورانية حينما كانوا مشتركين مع الأتراك في الدولة العثمانية، وقام الأتراك بممارسة القومية عن طريق التعدية من القوميات السلافية المجاورة التي غذيت بالمشاعر القومية من قبل أعداء الدولة العثمانية كبعض طرق تفكيكها كدولة كبرى مؤثرة في الموقف الدولي.

حين يترك العرب والإيرانيون نظرتهم القومية، ولا نقول يتوقفوا عن كونهم فرسا وعربا، وينظرون إلى أنهم يمتلكون نفس القواعد الفكرية للحكم على العالم ومشاكله المتجددة، وأنهم ينظرون من نفس الزاوية، حينذاك يمكن الحديث عن أمر يجمعهم، كما يجتمع مسلمو ماليزيا وأندونيسيا، مع تباين قومياتهم بشدة.

أما استحضار القادسية ونهاوند حين الحديث مع الفرس، فإنما فارس نطحة أو نطحتان، ثم لا فارس بعدها إلى يوم القيامة، وإنما الروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن بالعداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، فلا قادسية بعد القادسية، ولا نهاوند بعد نهاوند، والفرس ونحن لا نختلف كثيرا اليوم، ومن ينبغي توجيه الماضي والحاضر والمستقبل نحوه بالعداء هو الخصم المبدئي الذي يريدنا أقنانا مسترقين، أقصى طموحنا أن نكون مديرين لمزارعه في بلادنا، مستوردين لنفاياته الفكرية لنقيم عليها أشباه الدول، متحضرين بالمنشفة لخدمة السيد القادم من الغرب. هنا نحتاج إلى يرموك وحطين وزلاقة وملاذكرد ووادي لكة.