حبذا لو أعطانا بعض المطلعين فكرة عن جرائم أكاسرة الفرس، وملوك بابل والكلدان وآشور، حتى نقارنها بما نسب إلى خالد بن الوليد، ونرى هل هذه الصفات المنسوبة له هي من خواص البدو أكلة الجراد والعقارب والصراصير أمثالي!

أتصور أن أرتحتشتا المتحضر كان مسؤولا عن مجزرة حريق صيدون.

ثم إن الفرس أنفسهم أتوا من أواسط آسيا كسائر الهندو أوربيين، أيام لعله كان النيانتردال لا يزال يصطاد في فلسطين وجبال لبنان.

عزيزي أنكي،

في موضوع آخر، بينا أن الحجاز ليس منطقة بدوية، وإن وجد فيها البدو، وأن مكة كانت مدينة مستقرة، وأنها كانت تزرع ما تريد في يثرب والطائف، وأن الصحابة ومعهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد عالجوا أمر الزراعة في المدينة المنورة بعد الهجرة، وأن التوسع تم والعاصمة زراعية وهي يثرب، إلا إن اعتبرت أن زراعة النخيل ليست زراعة، وأن الزراعة لا تكون إلا للتمن.

هذا كله على فرض أن التحضر يحتاج الزراعة مع الاستقرار، وأن سائر المدن الصناعية العامرة في ألمانيا اليوم ليست إلا تجمعات بدوية لعدم ممارستها الزراعة في داخل المدن!