عزيزي ابن نجد:

رأيت إسمك ضمن من يطلعون على الموضوع وخجلت لأني لا أريد أن أسبب لك أي استفزاز من أي نوع وأحترمك ولك مكانة خاصة عندي وخاصة أن الكلام في الدين أمر حساس جداً.

من الطبيعي جداً أن يدافع المرء عن دينه وذلك لأن الدين لصيق بمنطقة العواطف والوجدان حتى وإنْ كان فيه ما نزعم بالحياد في دراسة التاريخ...

صديقي.. صدقني، عندما قرأت ما فعله النبي محمد بيهود بني النضير أصابتني حالة بكاء هستيرية. صدقني أنا لا أتصيد العيوب أو أريد النقد لمجرد الاستفزاز أو النقد ولكني يأبى عندي وازعي الداخلي المسمى بالضمير قبول مثل هذه الأشياء ونسبتها إلى "الإله".

نعم، قراءة التاريخ تتباين من شخص لآخر كما تقول ولكن هذا سيكون "التأويل" ولكن أحداث التاريخ يجب النظر إليها كما هي وتسميتها بإسمها الحقيقي. عندما قرأت ما فعله موسى بأبناء شعبه في التوراة أيضا أصابني الهلع ولم أجد مبرر لما فعله أو أتلمس أي محاولة لإنقاذ الموقف حتى لو كان مبرره هو أنهم ارتكبوا أبشع شيء وهو عبادة العجل الذهبي أو العجل الماسي. عندما قرأت حادثة التوراة أصابني الهلع أيضا. صدقني لا أتحامل ولا أريد أن أكون متحيز. عندما قرأت ما فعله موسى ببني شعبه لعبادتهم العجل الذهبي راسلت كل أصدقائي المسيحيين المبشرين والوعاظ وسألتهم النصيحة ولم يجيبني أحد جواب يقنعني. هذا لا يعني أني أبرر فعل موسى وأقوم بروحنته لأني أخضع للكتاب المقدس كمسيحي. البطريرك تيموثاوس الأول في حواره مع الخليفة المهدي وصف هذا فقال إنه تصرف بدافع الحمية مثلما فعل محمد. إذا، هي الحمية الدينية والتي بسببها أزهق الإنسان روح أخيه الإنسان. هذه الحمية التي تؤدي بالإنسان لأن يسفك دم أخيه الإنسان لا مبرر لها ولا شيء يصفح عنها.. وما أقبحها لو فعلها واحد يسمي نفسه نبي! ثم ينسب كل هذا الفعل إلى الإله.

الصراعات الدينية تحدث بإسم المسيح وبإسم محمد وبإسم كل المقدسات من طهر وعفاف إلخ... ولكن الخالق براء منها ولا يمكن إلصاق أي من هذه الدموية بفاطر الكون وخالقه.

سامحني لو قلت أي شيء مستفز لك. أنت تعلم أني أحبك ولا أريد أن أقول أي شيء جارح في مسألة الدين.