Array
قرات الكثير في الدفاع المستميت عن هيجل ونيتشه وغيرهم عندما تظهر مساوئ عصرهم في كتاباتهم كالعنصريه الشديدة تجاه السود مثلا او احتقار النساء....نيتشه كان يقول اذا دخلت على المراه فلا تنسى السياط (الكرباج يعني)....لا تجد شارحا لهؤلاء الفلاسفه يلومهم مثلا .... لا تجد احد عابدي داروين يلومه على عنصريته الشديده مثلا....لماذا؟
[/quote]

الفارق بين هؤلاء و الأنبياء كبير ..

عالم فذ مثل دارون فضله على الإنسانية أعظم من فضل كوبرنيكوس (شهيد العلم) الذي علمنا أن الأرض هي التي تدور حول الشمس و ليس العكس ..
عالم كان يسافر و يلف العالم بحثا عن الحقيقة ..
عقلية علمية و قوة ملاحظة مذهلة ..

يكفي أنه من علمنا ان الإنسان و الحياة متطورة لا مصنوعة.

بالتأكيد دارون أفضل من غيره ..
على الأقل عالم و مفكر و ذكي ..
و ليس مجرد بدوي أمي لا يقرأ و لا يكتب.

و بالإضافة لعلمه و ذكاؤه هو مجتهد و جريئ يجري خلف الحقيقة بالمشوار ..
و لم ياتي له أحد بالعلم في سبت مع ملاك ..

و لكن الأهم من كل شيء : أن هؤلاء الفلاسفة و العلماء بشر ..
الإنسان فقط : يحق له أن يصيب و يخطيء
الإنسان فقط : يحق له أن يجرب و يتعلم من تجاربه
لأن الإنسان لم يدعي أنه كامل أو مطلق أو منيع ..

لكن الله هو الكامل و المطلق و المنيع ..
الله : لا يحق له أن يخطيء .. و لو أخطأ أنا أول من سيرجمه
مادام يمارس مهامه الإلهية بذمة و امانة حتى أنه لا يتورع عن أن يرمي ملايين البشر في جهنم زمانا لا ينتهي ..

انا أيضا لن أرحمه لو أخطا ..
مادام الله لا يرحم المخطيء فلماذا نرحمه ..

و مادام النبي أو الرسول يكلمنا بإسم الله .. إذن هو خائن للإنسانية و عميل لإلهه
هو أيضا لن أرحمه لو سقط امامي ..
لن أسمي عليه ..

بدلا من أن يتكلم بإسمنا عن مشاكلنا ..
بدلا من أن يقود معارضة إنسانية امام الله يحاول إخضاع الناس و الإنسانية لإسمه ..

كل من يدعي أنه لا يخطئ يستحق أن نتصيد له أخطاء ..
و كل من يقر أنه ليس كامل و لكنه يحاول, لماذا نقسو عليه ؟
من منا لا يخطيء ؟

سواء هيجل أو نيتشة .. دارون أو أينشتين, أو غيرهم كثير.
من إدعى انه إله منزه عن الخطأ كي نتصيد له الأخطاء ؟

و ما هو الإنجاز أن نتصيد أخطاء لمن أقر بإمكانية حدوث ذلك من البداية ؟