أجيالنا القادمة لن تغفر
غي بخور
yesterday's story
لنفترض، فقط لنفترض، ان سورية ستحصل علي هضبة الجولان والتي هي أرض سيادية اسرائيلية بكل معني الكلمة (كما يذكر، القانون الاسرائيلي ينطبق هناك بالضبط مثلما في هرتسيليا. لا يمكن اخلاء مواطنين من هناك مثلما من غزة، ذلك أنه في الجولان حق الملكية هو بالضبط مثلما في تل أبيب). ماذا سيفعل في مثل هذه الحالة بشار الاسد؟
المرحلة الاولي: اسكان فوري لنحو مليون مواطن سوري في هضبة الجولان. السوريون علي أي حال يدعون بان نحو مئة الف سوري فروا من هناك في العام 1967. هم وابناؤهم واحفادهم، وعندنا سنصل الي نصف مليون. والدليل: منذ اليوم، رغم أن هضبة الجولان ليست بيد السوريين، صدر مرسوم رئاسي يحصل بموجبه المواطن السوري الذي ينتقل الي الجولان بالمقابل علي مخصص حكومي.
هكذا فعل السوريون ايضا في لبنان كي يحتلوه. صحيح ان الجيش السوري اجبر علي التنازل عن لبنان، ولكن السوريين تركوا نحو 800 الف عامل سوري يعملون في لبنان وينقلون رواتبهم الي سورية. وهكذا بقي الالتفاف السوري في لبنان، رغم أنهم غادروه سطحيا. في اماكن اخري في العالم كانوا سيسمونهم مستوطنين. عندنا هذا محظور. اما لسورية فهو مسموح.
المرحلة الثانية: هكذا يتمكن بشار الاسد من تحقيق حلمه دون عراقيل: ايجاد مقاومة ضد اسرائيل من هضبة الجولان. رسميا سيدعي بان لا صلة له بالارهاب الذي سيمارس ضد الجليل وشمالي البلاد من الجولان، لا سمح الله، اما عمليا فالاستخبارات السورية ستفعل في شمال اسرائيل كل ما يروق لها. والدليل، هذا ما تفعله في شمال لبنان ايضا.
زعيم الائتلاف في لبنان، سعد الحريري، اتهم سورية رسميا بان مخابراتها لا تقف فقط خلف الحركة السرية المسلحة جند الاسلام و فتح الاسلام ، بل اخترعتها كي تخرب في لبنان. فلماذا لا يفعل السوريون هذا من الجولان ايضا؟ هل اتفاق السلام مع اسرائيل سيمنعهم من ذلك؟ مع لبنان يوجد لديهم ليس فقط سلام بل وعلاقات أخوة وصداقة رسمية.
المرحلة الثالثة: النظام العلوي للاسد سيسقط، ذلك ان بالذات اتفاق سلام مع اسرائيل سيشجع اسقاطه (لهذا السبب لن يسير بشار نحو سلام حقيقي مع اسرائيل). فهكذا ايضا لا يوجد للنظام شرعية في سورية، ولا سيما من جانب محافل الاخوان المسلمين الذين تتعاظم قوتهم في سورية. ومنذ اليوم اصدرت القاعدة حكما بالاعدام علي بشار، بسبب اتصالاته ظاهرا مع اسرائيل، وبسبب وحشيته تجاه المتطرفين الاسلاميين.
عندما سيسقط نظام الاسد ستصبح هضبة الجولان رأس حربة متطرفة ضد اسرائيل وليس فقط من سورية: من ايران، من افغانستان، ومن أي منهما لا للسلام. والارهاب سيكون مزدوجا: من لبنان ومن هضبة الجولان. الحياة في الشمال ستصبح كابوسا لا يطاق. غير أن الوضع في تلك الحالة لن يكون قابلا للعودة الي الوراء. من هضبة جولان فارغة من سكانها ستصبح مأهولة بمليون سوري متزمت. وهي ستصبح شوكة في حلق اسرائيل، مثل قطاع غزة، لا تبلع ولا تلفظ.
شبه جزيرة سيناء كبيرة جدا، بحيث أن الوضع يمكن دوما أن يكون قابلا للعودة. مع الاردن لم نتنازل عن شيء ومع الفلسطينيين يمكن دوما اعادة احتلال الارض.
ولكن مع سورية الوضع سيكون مغايرا: من منطقة فاصلة فارغة، هضبة الجولان ستصبح ارضا مناهضة لاسرائيل مأهولة بكثافة لأجيال وأجيال. من ذخر استراتيجي هائل لاسرائيل ستصبح هضبة الجولان عبئا، يضيف عبئه في صراع متواصل الاتساع لتصفيتها. أجيالنا القادمة لن تغفر لمن يحدث لهم هذا.

ہ مستشرق
يديعوت