دعوة للانتحار غدا صباحا بمناسبة عيد الحب..فالانتين أفندي
بنات يطالبن بابتكار البديل.. وأخريات يرين أنه من الجميل أن يعرف العالم أننا قادرون على الحب
أصوات نسائية تطالب بالإفراج عن.. الوردة الحمراء!
الرياض: شيخة الدوسري
«لماذا يقطفون مشاعرنا في يوم الوردة الحمراء. ومن يريد أن يمنع الحب في حياتنا؟». سارة الأحمد في منتصف العقد الثاني من عمرها كانت تبدو متوترة وهي تحكي عن التشدد المبالغ فيه ــ حسب وصفها ــ تجاه يوم فالنتين. تقول «من الجميل أن تكون هناك مناسبة شاعرية عن الحب يشارك فيها السعوديون أمم العالم كلها. نحن نريد نشر الحب ورموزه من ورود وهدايا وغيره حولنا ولكن يبدو أن هناك من يعيش بيننا يحب قتل الحب ومصادرة كل ما يدل عليه.. فماذا يريدوننا أن نفعل بمنعهم بيع وتبادل الورود الحمراء؟ أن نبتكر رمز حب خاص بنا؟؟». سارة موظفة في قطاع خاص، وهي ترى أن الخوف الذي يظهره أصحاب محلات الزهور والهدايا والتهديد بإغلاق محلاتهم, وزجهم في غرف التوقيف لمجرد أنهم يقومون بتوفير بضائع يطلبها عملائهم, غير مبرر ويحتاج الى تفسير.
تقول أيضا «هي مناسبة عالمية سنوية ينتظرها على أحر من الجمر كل من يريد التعبير عن مشاعره تجاه من يحبه عبر وردة حمراء أو هدية مفضلة في يوم الحب. وليس كل حب مرتبط بكونه حبا بين امرأة ورجل أجنبي محرم عليها كما يدعي محاربو هذا اليوم. نعم الوردة الحمراء تعني (أنا احبك) وهذا شيء متعارف عليه في جميع العالم بغض النظر عن أي يوم تعطى فيه. وان كانت رسالته في هذا اليوم أعمق».
* دور الهيئة توعوي فقط - (نوره. و), طالبة جامعية, تشير الى أنها قرأت بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تتدخل في مصادرة البضائع من المحلات, وأن ذلك ليس من دورها الداعي الى التوعية وبيان رأي الدين في المخالفات التي تحدث في الأسواق وأماكن التجمعات العامة. لكنها لا تؤكد هذا الخبر ولا تنفيه حتى ينتهي يوم غد الاثنين لترى النتائج بنفسها.
تقول «في العام الماضي فاجأتنا الهيئة في يوم 14 فبراير بقرارات غريبة, فجأة تم حظر بيع الورود والهدايا الحمراء اللون في جميع المحلات». أضافت «إن بعض البنات لا يعلمن أي شيء عن هذا اليوم, ولكن مع كل ذلك التشديد وتلك الفتاوى أصبحن يحتفلن به من باب العناد, وبتن يصررن على طلب الورود الحمراء والتفاخر بحملها أمام زميلاتهن, وكل ذلك بسبب تشدد في غير محله».
وتعلق (سمر. ف) وهي طالبة جامعية أن ما نفته الهيئة رسميا بعدم منعها لمحلات الزهور من بيع الورود في ذلك اليوم هو أمر مخالف جدا للواقع. ويبدو أنه مجرد كمين فقط لكل فتاة تحمل وردة أو هدية حمراء.
وترى (جميلة. س), أن إفراج هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الورود الحمراء من عدمه أمر لا يهمها أبدا, لأنها لم تعتد زيارة محلات الزهور شخصيا, وهي تفضل التعامل مع المحلات التي تقدم خدمة توصيل الزهور لذا فهي تتلقى دائما الزهور التي تريد وفي الوقت المحدد. وأضافت أنها في حالة تم تضييق الخناق على هذه المحلات أيضا, فإنها ستلجأ الى محلات الزهور (اون لاين) عبر الإنترنت, وهي ستفي بالغرض.
عائشة السعد (34 عاما), معلمة في مدرسة ثانوية, تحمل وجهة نظر أخرى تعبر عنها بقولها «غريب أمر الفتيات يهتممن بأمور تافهة في هذا اليوم بحجة كونه مخصصا للتعبير عن الحب!». تضيف «أي حب هذا الذي يستغله البعض بهدف سلب أموال الناس. يوم الحب الموجود الآن هو عيد تجاري تماما, وما تقوم به بعض الفضائيات من تعميق للحب ومفهوم الوردة الحمراء ودلالتها على الحب فذلك من باب التأثر بالحضارة الغربية وحضارة الاستعمار الفرنسي فمنذ متى كان الحب متمثلا بالوردة الحمراء؟».
* ديننا لا يمنع الحب -وفاء صالح (21 عاما) طالبة جامعية في الرياض، ترى أن «ديننا لا يمنع الحب. بل هو يدعو إلى الحب ويحث عليه والأدلة على ذلك كثيرة. كما أنه يحث على تبادل الهدايا لإعلان الحب والمحبة بقوله (تهادوا تحابوا). فما الداعي إذن لهذه الضجة التي يقوم بها البعض حول هذه المناسبة؟؟ هل لأنها مناسبة مأخوذة عن الغرب؟». اضافت أنها لا تحتفل بهذه المناسبة ولكنها لا تعارضها أيضا نظرا للغاية السامية منها.
وتؤكد وفاء أنها تعرضت لموقف لا تحسد عليه في العام الماضي وذلك بسبب وجود باقة من الورود الملونة معها في ذلك اليوم. حيث قام احد رجال الهيئة بالتعدي عليها لفظيا ووصفها بكلمات غير لائقة لمجرد حملها الباقة. وأضافت بان تلك الباقة لم تكن من الورود الحمراء, ولم تكن بمناسبة يوم فالنتاين وإنما بمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني في الجامعة, والذي صادف يوم فالنتاين. وأوضحت أن تبادل الورود هو تقليد يتبعنه هي وصديقاتها مع كل بداية فصل (لتنفتح أنفسهن) للدراسة على حد قولها. مؤكدة أنها لا تحتفل بيوم فالنتاين أو تتبادل الزهور فيه, ولكن باقتها الملونة وقعت ضحية, وحبست ظلما بين باقات الزهور الحمراء التي امتلأت بها سيارة الهيئة.
وتعلق صديقتها (تغريد. س) بان قرار رجل الهيئة لم يكتف بمصادرة الورود الحمراء فقط وإنما تعدت ذلك إلى تفتيش حقائب الطالبات بحثا عن الزهور والهدايا. كما تدخل أيضا في اللباس الجامعي حيث طلب من الموظفات المسؤولات عن البوابات في الجامعة منع دخول أي طالبة ترتدي زيا أحمر أو أي شيء فيه هذا اللون, واخذ تعهدا عليهن. هذا ما تم كما تم حرمانهن من المحاضرة الأولى. وهذا شيء لم ترضه أي طالبة علما بان الغالبية لا تعلم بهذا اليوم.
وتقول خلود العرفج انه ليس من حق احد مهما كان أن يمنع بيع الزهور والورود في ذلك اليوم بحجة القضاء على الفساد. ونحن نعيش في دوله تحوي كل الجنسيات وليس جميع الناس مسلمين ومن حق هؤلاء إن يحتفلوا بأعيادهم ومن حقهم شراء ورود حمراء أو هدايا لمن يحبون. وذلك جزء من ممارستهم الحرية الدينية.
* بياع الورود - لأصحاب محلات الزهور رأيهم أيضا حيث وضح عامل في احد المحلات شرق الرياض, [SIZE=4]أن الهيئة قامت بزيارته وبتهديده بإغلاق المحل عند بيعه الزهور يوم فالنتاين ونتيجة لذلك قام بإلغاء جميع طلبات الزبائن المقرر تسليمها يوم غد الاثنين. الأمر الذي أدى إلى تكبد خسائر لا تقدر بثمن أهمها ثقة الزبائن وتعاملهم معه. وقد فضل عامله اخذ يوم الاثنين إجازة وذلك خوفا من العمل في بيع الورود ذلك اليوم.. ومن جانبهم لم يبد المسؤولون في مقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض رأيهم حول الإجراءات التي يتخذونها في يوم فالنتاين. ولم يتجاوبوا مع اتصالاتنا طوال الأيام الخمسة الماضية. كما لم يستجيبوا لطلب الرد على الإجراءات المتبعة في حق أصحاب محلات الزهور المخالفين أو الشباب والشابات الذين يحتفلون مع العالم في هذا اليوم.
|