الأخ عوارفي،

إن ما يحدث هو موجة جزر لصالح مشروع المقاومة المشروع لجميع القوى التي لا زالت على قيد الحياة من سوريا وإيران و8 آذار وحماس والجهاد.

طبعاً الموجة هذه لم تصنعها قوى المقاومة بقدر ما صنعها الغباء الأمريكي في تحمل أعباء عدة حروب متتالية والتورط الطويل الأمد في العراق. ومن ثم أفول نجم الإدارة الأمريكية الحالية التي تريد أن تسحب سلتها فارغة من جثث الجيش الأمريكي ما أمكن بعد أن كانت قد وضعتها في العراق على أمل ملئها ما يرضى بطون وجيوب بارونات المال والأعمال - حكام الولايات المتحدة الفعليين.

إن المفاوضات السورية الاسرائيلية هي تنازل اسرائيلي كانت سوريا تطلبه منذ زمن. ولكن سيخيب فأل سوريا فيها فهي لن تفضي إلى شيء لأنها ستطول حتى تصل إلى زمن الكر الأمريكي بعد الفر.

زمن الكر الأمريكي سيأتي العام القادم على أيدي الإدارة الأمريكية الجديدة. وساعتئذ لكل حادث حديث.

الوضع الحالي والاتفاق في لبنان لم يكن مفروضاً قط على قوى 8 آذار، بل هو الوضع الذي فرضته هذه القوى على موظفي الإدارة الأمريكية بقوة البسطار العسكري. فقد حصلت هذه القوى على كل ما طالبت به. بل وحصلت على أكثر منه إذ أنها عززت انتشارها في مواقع كانت المخابرات الاسرائيلية تترصدها كمواقع إنزال في المعركة القادمة ضد حزب الله.

أما معركة الجبل الذي لم يتفأ يتبجح بها كل شامت من أبطال المقاومة فهي مجرد لحظة غدر من الغدار المعروف المشهور بالغدر الجنب لاط الموسادي. حيث كان رجال المقاومة يتركون المواقع التي تقدموا إليها بعد إعلان الجيش تسلمه لمواقع جماعة الجبل، فما كان من ثلة منهم إلا الاختباء والترصد ريثما يمشي المقاومون الهوينا في أمان الجيش حتى يغدروا بهم بكل جبن بعد أن تواروا عن مواجهتهم كالفئران الخائفة قبل قدوم الجيش.

المقاومة يا حبي لا تنسى. وهناك للفئران مصيدة. وهناك لرجل الموساد فيهم غد. وإن غد لناظره قريب.